دعا البنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن، القيادة والحكومة إلى توفير الدعم اللازم لتمكينه من أداء مهامه باستقلالية، محذرًا من استمرار الممارسات غير القانونية في تحصيل الموارد المالية، والتي تؤثر سلبًا على استقرار الاقتصاد الوطني.
وأكد البنك، في بيان تابعه "المصدر أونلاين"، أنه عقد اجتماعًا استثنائيًا لمجلس إدارته اليوم الأربعاء، شدّد خلاله على ضرورة توجيه جميع الإيرادات إلى حساب الحكومة العام في البنك المركزي، بما يضمن إعادة تخطيط الإنفاق وتغطية الالتزامات وفق الأولويات.
وأشار إلى أن استمرار الاعتداءات الحوثية على المنشآت النفطية منذ أكتوبر 2022 أدى إلى تعطيل أحد أهم موارد الخزينة العامة، مما فاقم الأزمة المعيشية والخدمية للمواطنين.
وأوضح البنك أنه سبق أن قدّم معالجات للحد من تداعيات الأزمة، إلا أن الجهات الحكومية لم تتجاوب بالشكل المطلوب، مما أدى إلى اختناقات في صرف المرتبات وتوفير الخدمات الأساسية.
كما أكد البنك المركزي على استمرار الجهود الوطنية والدولية لتصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، في ظل ما وصفه بـ"العجز المؤسف" للمؤسسات المعنية في التعامل مع الاعتداءات على الاقتصاد الوطني.
وشدد البنك المركزي اليمني على أهمية اتخاذ تدابير عاجلة لإعادة تشغيل المرافق الإيرادية الحيوية، بما يحقق المصلحة العامة ويحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين.
يأتي هذا البيان في ظل استمرار انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في المحافظات المحررة، حيث وصل سعر شراء الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم في عدن إلى 2376 ريالًا، في حين يُباع بـ 2400 ريالًا يمنيًا.
وبحسب مصادر مصرفية تحدّثت لـ"المصدر أونلاين"، بلغ سعر شراء الريال السعودي خلال تعاملات اليوم الأربعاء في عدن 622 ريالًا يمنيًا، بينما يُباع بسعر 623 ريالًا يمنيًا.
يُشار إلى أن هذا التدهور يأتي في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة تعيشها البلاد، حيث يواجه المواطنون ارتفاعًا حادًا في الأسعار وتراجعًا في القدرة الشرائية، وسط غياب الحلول الحكومية الفاعلة لكبح انهيار العملة واستقرار السوق.
نص بيان البنك المركزي:
وقف مجلس إدارة البنك المركزي اليمني في إجتماعه الإستثنائي صباح اليوم الأربعاء الموافق 12 فبراير 2025 على التطورات الجارية التي تلقي بظلالها على حياة المواطنين وخاصة في الجوانب المعيشية والخدمية كنتيجة حتمية لحرب المليشيات الحوثية الإجرامية على الشعب اليمني وإستمرار إعتداءاتها على المنشآت والمرافق النفطية وتسببها في وقف صادرات النفط والغاز والتي تشكل أهم موارد الخزينة العامة إلى جانب الممارسات التخريبية الاخرى التي تشنها أجهزتها الإستخباراتية،وفي مختلف الجوانب وخاصة حربها ضد إستقرار العملة الوطنية والترويج للشائعات والتقارير المزورة التي تخدم أغراضها والتي تصاعدت موخراً منذ تم تصنيفها جماعةً إرهابية دولية و في ظل عجز مؤسف من المؤسسات المعنية . لقد حذر البنك المركزي مراراً وتكراراً منذ تصاعد الاعتداءات الحوثية على القطاعات الإيرادية للدولة وفي مقدمتها قطاع النفط في اكتوبر 2022 من المآلات الخطيرة والعواقب المنذرة لهجمات المليشيات الاجرامية واقترح العديد من المعالجات اللازمة لتقليل الآثار وتفادي الاختناقات في المرتبات والخدمات والتي للأسف لم تلقى الاستجابة المناسبة من الجهات الحكومية المعنية بل تم تعطيل الإستفادة من موارد سيادية هامة كانت تسهم في توفير الحد الادنى من الخدمات كما لم يتم التعامل مع ماهو متاح من موارد بالطريقة التي تواكب التحديات وتعالج الالتزامات بحسب أهميتها وأولوياتها والبنك المركزي اذ يؤكد أنه سيقوم بواجباته في إستعادة إستقرار وحماية العملة العملة الوطنية وحماية القطاع البنكي والمصرفي وتسهيل قيامه بمهامه وتعزيز الشراكة والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة و المؤسسات المالية و المصرفية الدولية للتعاطي مع اثار وتبعات تصنيف المليشيات الإرهابية الحوثية وانعكاساتها على القطاعات المالية والاقتصادية وعلى مصالح وتعاملات المواطنين في جميع أنحاء الجمهورية اليمنية فإنه يناشد مجلس القيادة والحكومة توفير الإسناد اللازم للبنك بما يمكنه من القيام بواجباته بكل مهنية واستقلالية ، ويدعو في الوقت نفسه ، إلى وقف أي ممارسات غير قانونيه تطال تحصيل الموارد والتي حذر منها البنك في خطاباته المتعددة للحكومة وإعادة توجية جميع الإيرادات إلى حساب الحكومة العام في البنك المركزي دون تخصيص ليتم إعادة تخطيط الإنفاق وإستخدام المتاح من الموارد للتمويل الحتمي من الالتزامات وبحسب الاولويات. كما ناشد مجلس إدارة البنك المركزي مجلس القيادة الرئاسي والحكومه باتخاذ التدابير الممكنه لإعادة تشغيل المرافق الإيرادية السيادية بما يخدم الصالح العام ويحسن معيشة المواطنين ويوفر الحد الأدنى من الخدمات التي باتت في أسواء حالاتها. ويدعو إلى تفعيل كافة الأجهزه والمؤسسات ومعالجة الإختناقات التي تفاقمت في ظل الغياب شبه الكامل للمسؤولين.
12/2/2025