الرئيسية > محلية > الطبيب رياض العميسي خرج من سجن صيدنايا بلا ذاكرة بعد 11 عاماً من الاعتقال

الطبيب رياض العميسي خرج من سجن صيدنايا بلا ذاكرة بعد 11 عاماً من الاعتقال

 

ما زالت شهادات المفرج عنهم من سجون نظام الأسد في سورية، تحمل المزيد من قصص المعاناة خلف أسوار السجون وأقبية الزنازين، وهو ما كشفه الإفراج عن الطبيب اليمني رياض العميسي، المعتقل منذ 2013 في سجن صيدنايا سيّئ السمعة، وما تكرر مع الأردني أسامة البطاينة الذي ظل 38 عاماً في صيدنايا ليخرج فاقداً للذاكرة كحال العميسي، وغيرها من قصص المعاناة.

بثت وسائل إعلام يمنية، الثلاثاء، صوراً لطبيب يمني فاقد للذاكرة في العاصمة السورية دمشق، جنوب غربيّ سورية، وذلك بعد تحريره من قبل فصائل المعارضة السورية من سجن صيدنايا سيّئ السمعة، حيث اعتُقِل عام 2013 من قبل نظام بشار الأسد.

وقال موقع "المشهد اليمني" اليوم الثلاثاء، إن قوات فصائل المعارضة السورية تمكنت من إطلاق سراح الطبيب اليمني رياض أحمد العميسي، الذي كان محتجزاً في سجن صيدنايا، ضمن آلاف المعتقلين الذين أُفرِج عنهم بعد سقوط نظام الأسد وسيطرة فصائل المعارضة على السجن، مؤكداً أنه طالع صورة للطبيب العميسي، بعد خروجه من سجن صيدنايا المرعب، فاقداً للذاكرة.

وبحسب الموقع، فإن الطبيب رياض العميسي، الحاصل على شهادة البكالوريوس في الطب البشري من جامعة صنعاء، والذي عمل سابقاً في مدينة حجة، كان قد انتقل إلى سورية لاستكمال دراساته العليا في أثناء الثورة السورية. إلا أنه اعتُقل وأُخفي قسرياً، لينضم إلى عشرات الآلاف من ضحايا الاعتقال في سجون النظام.

وفي شباط/ فبراير 2013، كان القائم بأعمال السفير السوري في اليمن، سليمان عادل سرة، قد وعد عائلة العميسي بالإفراج عنه في غضون أيام، نافياً حينها صدور أي حكم بالإعدام بحقه، وسط تهديدات من وجهاء قبيلته بمحاصرة السفارة السورية في صنعاء إن لم يُطلَق سراحه.

وأشار الموقع إلى أن الشيخ صالح العميسي، أحد وجهاء القبيلة، أوضح أن السفير أبلغهم بأن الملحق الثقافي بالسفارة اليمنية في دمشق قدّم معلومات مغلوطة إلى المخابرات الجوية السورية، تتهم الطبيب بدعم الجيش السوري الحر، وهو ما ثبت لاحقاً عدم صحته. ولفت الموقع إلى أن خروج رياض العميسي من سجن صيدنايا بعد سنوات من التعذيب والإخفاء جاء مصحوباً بفقدان للذاكرة، ما يعكس حجم الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها المعتقلون داخل هذا السجن، مشدداً على أن إطلاق سراحه يمثل بارقة أمل لعشرات الآلاف من المعتقلين الذين ينتظرون الحرية في ظل المتغيرات الجذرية التي تشهدها سورية.

بدوره قال رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب، عبد الكريم الشريدة لـ"العربي الجديد" إن المنظمة أحصت 236 معتقلا بسجون النظام السوري، أغلبهم قبل عام 2013، وتم الحصول على هذه الأسماء إما من قبل ذوي المعتقلين أو من خلال التواصل مع أشخاص أُفرج عنهم سابقا، وبدأ حصر هذه الأسماء منذ عام 1992، مضيفا انه قبل عام 2013، كان هناك نشاطات كثيرة، وقفات وتظاهرات واعتصامات لمطالبة الحكومة ببذل الجهود للإفراج عن المعتقلين الأردنيين في السجون السورية، لكن الجهود توقفت مع حل المنظمة التي أعيد تسجيلها مرة أخرى.

وأضاف الشريدة: "اليوم بعد انهيار النظام السوري تصلنا بلاغات عن مفقودين، كما وصلتنا معلومات سابقة عن وفاة البعض في سجون النظام السوري لكن لم نعلن ذلك، فالكثير من أهالي المعتقلين يعيشون على الأمل"، مطالبا الحكومة الأردنية ببذل كلّ الجهود الممكنة من أجل متابعة خروج المعتقلين الأردنيين من السجون السورية، وتأمين عودتهم.

وتمكنت قوات المعارضة السورية، الأحد، من تحرير معتقلين من سجن صيدنايا المعروف باسم "المسلخ البشري"، لكونه مركزاً للتعذيب، لكن عائلات معتقلين أطلقوا مناشدات لتحرير ذويهم الذين قالوا إنهم ما زالوا محتجزين في طوابق سفلية داخل السجن. بينما أعلن الدفاع المدني السوري، مساء الاثنين، انتهاء أعمال البحث عن معتقلين محتملين في أقبية سرية بسجن صيدنايا، دون العثور على أي منهم في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة.