أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم أمس الجمعة، أنه أطلق برنامج مساعدات طارئة في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، يستهدف فيه أكثر من مليون ونصف شخص.
وقال البرنامج في تقرير له: "في المناطق الخاضعة لسلطات صنعاء، بدأ برنامج الأغذية العالمي برنامجه الجديد لتقديم المساعدات الغذائية الطارئة المستهدفة". وتسيطر جماعة الحوثي على صنعاء منذ عشر سنوات.
وأضاف البيان أن عملية التوزيع استهدفت 1.5 مليون شخص في 35 مديرية، مشيرًا إلى أن العمل يتم على توسيع نطاق المساعدات في الأسابيع المقبلة.
ولفت إلى أن "النقص الشديد في التمويل، يترك ملايين الأشخاص المحتاجين دون دعم". كما دعا البرنامج "إلى زيادة دعم الجهات المانحة لتوسيع نطاق المساعدات إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين في اليمن".
وسبق أن طالبت جماعة الحوثي أكثر من مرة، بضرورة استئناف المساعدات المقدمة من برنامج الأغذية العالمي في مناطق سيطرتها باليمن.
ومطلع ديسمبر/ كانون الأول 2023، أعلن برنامج الأغذية العالمي إيقاف برنامج المساعدات الغذائية العامة في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي شمال اليمن، بسبب "محدودية التمويل وعدم التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين بشأن تقديم قدر أقل من المساعدات".
لكن الجماعة قالت في أكثر من مناسبة إن "إيقاف المساعدات جاء بسبب موقف اليمن المساند لفلسطين"، في إشارة إلى عمليات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال برنامج الأغذية العالمي في أغسطس/ أب الفائت، إنه يلمس بالفعل الآثار المترتبة عن التصعيد الذي تضمّن أيضاً ضربات أميركية وبريطانية على أهداف عسكرية للحوثيين.
وأضاف البرنامج في تقرير سابق أنه "من المتوقع أن يتدهور وضع الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة"، مضيفًا أن اليمن الذي يعاني من تبعات الحرب، يعتمد على الواردات في 90% من احتياجاته الغذائية.
وبسبب تداعيات الحرب، يعاني اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية في العالم، إذ يحتاج أكثر من 20 مليون شخص إلى مساعدات، وفقًا للأمم المتحدة.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يشهد اليمن بعضًا من أعلى معدلات سوء التغذية المسجلة على الإطلاق، حيث يواجه أكثر من 17 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي. وقال المكتب الأممي إن نحو نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من توقف النمو المعتدل أو الشديد.
وفي يناير/ كانون الثاني الفائت، أصدرت 26 منظمة إغاثة تعمل في اليمن بيانًا مشتركًا حذّرت فيه من أن المنظمات الإنسانية بدأت تشعر بالفعل بتأثير التصعيد في البحر الأحمر.