كشف تقرير الخبراء الأخير عن توسع ملحوظ في العلاقات بين الحوثيين في اليمن والميليشيات العراقية، حيث تطورت هذه العلاقات من تقديم الدعم المالي والعسكري إلى التنسيق والتدريب المشترك، منها على الحدود مع السعودية.
وأشار تقرير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، إلى هذه العلاقات بدأت منذ وقت مبكر من الحرب التي تم اشعالها في اليمن، وتوسعت مع سنوات الصراع وصولاً إلى فتح "مكاتب اتصال" في العراق، لبنان، سوريا (أغلق مؤخراً).
وفقاً لتقرير الخبراء فقد بدأت الجماعات المسلحة العراقية إرسال خبرائها ومقاتليها إلى اليمن منذ عام 2015 للإشراف على تدريب الحوثيين، بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا العسكرية إليهم والمشاركة في القتال إلى جانب الميليشيا الحوثية.
وأفادت مصادر سرية للفريق أن قوات الحشد الشعبي في العراق، التي أصبحت جزءاً من القوات المسلحة العراقية اعتباراً من يناير 2019، قامت مؤخراً بتوفير تدريب لحوالي 80 مقاتلاً حوثياً في مركز بهبهان التدريبي بمنطقة جرف الصخر.
وأشارت التقارير إلى أن العديد من المقاتلين الحوثيين، من بينهم ضابط رفيع المستوى، لقوا مصرعهم في غارة جوية أمريكية استهدفت هذه المنطقة في أغسطس 2024.
كما أشار تقرير الخبراء إلى أن من بين المتدربين كانوا قادة من ألوية النصر التابعة للحوثيين، الذين تم نشرهم في المناطق الساحلية مثل حجة والحديدة.
وأوضح أن بعض القادة والعناصر الحوثية سافروا إلى العراق بهدف التدريب، مشيراً إلى أن العديد من المقاتلين الحوثيين انتقلوا إلى هناك باستخدام جوازات سفر مزورة.
وأكد التقرير أن هذه الزيارات (بين الميليشيات في العراق واليمن) قد تزايدت بشكل ملحوظ بعد افتتاح مطار صنعاء في أبريل 2022.
ونقل عن مصادر قولها إن الحوثيين تلقوا أيضا تدريبات في معسكر آخر في العراق بالقرب من الحدود السعودية (الشمالية)، كما أشار الى أن الحكومة اليمنية ستتناقش مع العراق بشأن أنشطة الحوثيين هناك.
تقرير فريق الخبراء أشار إلى تنفيذ حملات جمع تبرعات في العراق لدعم جماعة الحوثيين، وخاصة من قبل كتائب حزب الله، حيث تولى أمير الموسوي، المتحدث باسم تجمع شباب الشريعة، تنظيم هذه الحملات في يناير 2022.
وبين أن تقديرات الدعم المالي تظل غير دقيقة، إلا أن تقارير سرية أفادت بأن الحوثيين تلقوا أيضاً دعماً مالياً من خلال شحنات نفطية (من ميليشيا عراقية)، مشيراً إلى أن مسؤولون رفيعو المستوى عبروا عن قلقهم من أن الحوثيين قد يقتصرون على تنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق المقررة، وذلك للحصول على منافع مالية فقط.
حسب التقرير فإن أحمد الشرفي، المعروف أيضاً باسم أبو إدريس، يلعب دوراً محوريًا في تعزيز العلاقات بين الحوثيين والجماعات المسلحة في العراق.
وأشار إلى أن الشرفي، الذي أسس أول مصنع عسكري للحوثيين في صعدة عام 2010، يشرف على شراء الأعتدة العسكرية وتنظيم الدورات التدريبية للمقاتلين الحوثيين بالتعاون مع الفصائل العراقية.
وقال التقرير إن الشرفي قام بتنظيم زيارات لقادة الحوثيين إلى بغداد، وعقد اجتماعات مع رؤساء الجماعات المسلحة وزعماء القبائل في العراق بهدف تعزيز نفوذ الحوثيين في المنطقة.
وأضاف أنه في يونيو 2024، التقى الشرفي مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، في أول لقاء معلن مع مسؤول عراقي رفيع المستوى.
ووفقا لمصادر سرية، نقل الشرفي أيضا أنشطة الفريق من مكاتب سرية في منطقتي الجادرية وعرصات الهندية في بغداد إلى مكتب تمثيل معترف به رسمياً، مضيفة أن الحوثيين يستخدمون أيضاً مكتبا آخر في مدينة النجف.
وحسب التقرير فإن الجماعات المسلحة في العراق تضم عدة فصائل مسلحة، من بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وحركة أنصار الله الأوفياء وحركة حزب الله النجباء.
وأشار إلى أن أمين عام كتائب حزب الله (بالعراق)، الحاج أبو حسين الحميداوي، قد تحدث إلى عبد الملك الحوثي، حيث شدد على أهمية الحفاظ على التنسيق العالي بين "قوى المحور".
وذكر أنه في السنوات الأخيرة، ازداد وجود الحوثيين في العراق، حيث عززت الحرب في غزة الروابط السياسية والعسكرية بينهم وبين الجماعات المسلحة العراقية.
وتحدث التقرير عن تنسيق مشترك بين الحوثيين والجماعات المسلحة العراقية في عمليات عسكرية ضد إسرائيل (الاحتلال) مشيرا إلى بيانات وتصريحات مشتركة بشأن تنفيذ هجمات مشتركة.
التقرير أكد أن الدعم العسكري المقدم من الجماعات المسلحة العراقية للحوثيين، بما في ذلك التدريب والمساعدات العسكرية، يشكل انتهاكاً لحظر الأسلحة المفروض على اليمن والجزاءات المالية الدولية، وذكر الفريق أنه ينتظر رد الحكومة العراقية على طلبه للحصول على معلومات إضافية حول هذا التعاون.