الرئيسية > محلية > مقتل قادة "حزب الله" يسلط الضوء على دور الحزب في دعم حروب الحوثيين ضد اليمن والسعودية..(تقرير)

مقتل قادة "حزب الله" يسلط الضوء على دور الحزب في دعم حروب الحوثيين ضد اليمن والسعودية..(تقرير)

أعاد مقتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله، ذراع إيران في لبنان، وعدد من القيادة العليا وقادة بارزين في الحزب، منهم القادة العسكريين، إلى أذهان اليمنيين، الدور البارز الذي لعبه حزب الله في إنشاء ودعم الحركة الحوثية المتمردة وتطوير قدراتها المختلفة، ما ساعدها لإسقاط الدولة اليمنية لصالح مشروع التمدد الإيراني "إيران الكبرى" التي رسمها الإمام الخميني.

وبينما تفاعل اليمنيون مع مقتل قادة حزب الله، بصورة أظهرت الرضى والاحتفاء، مثل بقية الشعوب العربية التي عصفت بها حروب إيران ومليشياتها، فقد أصيب الحوثيون بالفزع والأحزان العميقة، وفقدوا السند الكبير الداعم لهم، فعلاوة على التدريب والإسناد العسكري والتقني والفني والتنظيمي، فقد كان زعيم حزب الله يمثل الملهم والأستاذ لقادة الحوثيين ومرجعيتهم الفكرية والسياسية.

وخلال الحملة العنيفة التي شنتها إيران والحركة الحوثية على محافظة مأرب منذ مطلع العام 2020م، تولى نصرالله الإشراف المباشر على سير المواجهات، وتولى الخطاب التعبوي والتوجيهي للحركة الحوثية ومقاتليها التي دفعت بهم لتلك المعركة التي اعتبرها أم المعارك، محرضا لهم على "الثبات والصمود لجني الثمار".

قال إن "الحوثيين قادمين على نصر عظيم ورسم معادلة جديدة"، مجاهرا بمشاركته وحزبه في تلك المعارك الخاسرة، موضحا أن "حزب الله طرف في الحرب على اليمن، وليس وسيط"، والحزب ليس مؤهل لأن يلعب دور الوساطة.

معتبرا أن حسم الجبهة (الحوثي) لمعركة مأرب سيقوي موقفهم على طاولة المفاوضات في المستقبل، وستكون نتائجها وتأثيراتها على الحل السياسي الموعود "كبيرة جدا". معتبرا استعادة سيطرة الحوثيين لمأرب سيكون فاتحة خير للجماعة ولمشروع "محور المقاومة" وسيغير المعادلة في المنطقة، على طريق "فتح مكة" والوصول إلى الحجاز، وتاليا "تحرير بيت المقدس".

على الأرض، كان قادة الحزب، والخبراء والمستشارين، يتحركون في إدارة وتخطيط المعارك، والإشراف ميدانيا وقيادة عمليات الاستطلاع وتسيير عمليات الطيران المسير والصواريخ الباليستية والمجنحة، تم الدفع بهم بعد فشل زحوفات الجماعة في حسم المواجهة.

مثلما تولى ممثل المرشد الإيراني خامنئي ومندوبه السامي حسن إيرلو، إدارة العمليات البرية على مأرب، قبل أن يلقى مصرعه في أطرافها، 20ديسمبر2021م، ويتم إجلاء جثته بوساطة عراقية لدى قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية بالسماح بوصول مروحية متهالكة أعاد الحوثيون تشغيلها أرسلت إلى جنوب مأرب لنقل الجثمان إلى صنعاء، ومنها إلى بغداد ثم إلى طهران، واستغرقت عملية الاجلاء قرابة أسبوع، وقد ادعت طهران أنه "توفي بمرض كورونا"، وقالت إنه "أصيب بفيروس كورونا في محل مهمته في اليمن، وعاد إلى البلاد للأسف في ظروف غير مواتية بسبب التعاون المتأخر من بعض الدول، وعلى الرغم من استخدام جميع مراحل العلاج لتحسين حالته الصحية، الا انه استشهد". وفقا لما قال المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة.

فيما تحدثت تصريحات أخرى أن سبب تدهور حالة إيرلو الذي خدم إلى جانب قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في حروب إيران مع العراق، وأنه كان معاقًا في تلك الحرب بعد تعرضه لأسلحة كيماوية. وقد كان ايرلو قائدا عسكريا ميدانيا، تم الدفع به في الحملة ضد مأرب ليكون مسئولا عن المعارك البرية.

القيادي إبراهيم عقيل (الحاج عبدالقادر)..عمل لفترة "معاون" مسئول المجلس الجهادي للحوثيين

برزت أدوار القيادي في حزب الله إبراهيم محمد عقيل المكنى حركيا "الحاج عبدالقادر"، في دعم الحوثيين والمشاركة ميدانيا في حروبهم الأخيرة.

عقيل، هو أحد القيادات العسكرية والجهادية الرفيعة في حزب الله، ويصفه الحزب بـ"القائد الجهادي الكبير"، قتل في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في 20سبتمبر الماضي في منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب.

أشرف على تأسيس وقيادة "قوة الرضوان" حتى مقتله، وشغل سابقا مسئولية الأركان للمقاومة الإسلامية منتصف التسعينات، وأسس ركن العمليات في المقاومة. وعين في منصب معاون الأمين العام للحزب لشئون العمليات. وعين عضوا في المجلس الجهادي، أعلى هيئة عسكرية، للحزب.

وبمقتله أزيح الستار عن أدواره في قيادة العمليات الإيرانية- الحوثية داخل وخارج اليمن وفي البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن.

إذ نشرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله والمحور الإيراني صورا ظهر فيها وهو يرتدي زي الجيش اليمني ويقوم بعمليات استطلاعية في مناطق شمالي شرق اليمن، وأفصح حزب الله عن مشاركته في العمليات بسوريا والعراق.

ويرجح أن عقيل قد عمل لفترة معاونا للمسئول الجهادي الإيراني لدى الحوثيين -وهو في الغالب يكون من قادة الحرس الثوري-، والمجلس الجهادي للحوثيين هو الكتلة التنظيمية التي تتولى إدارة جماعة الحوثي والتخطيط للعمليات العسكرية والتوسعية وإدارة وتطوير القدرات النوعية المتمثلة بمنظومة الصواريخ والطيران المسير وتكنولوجيا تنفيذ تلك العمليات.

شغل عدة مناصب عسكرية رفيعة في الحزب، كان آخرها قائد المجلس العسكري، المسئول العسكري الأول، خلفا لفؤاد شكر، الذي قتل هو الآخر في ضربة إسرائيلية، 30 يوليو الماضي، استهدفت منزله في الضاحية اللبنانية.

وكان أحد المسئولين عن "العمليات الخارجية" التي ينفذها ويشرف على تنفيذها حزب الله خارج لبنان. ويعترف حزب الله بتولي سرور تخطيط وإدارة ما يصفه "العمليات ضد الجماعات التكفيرية (الطائفة السنية)" في لبنان وسوريا.

كما كان ضمن الخلية التي تبنت تفجير السفارة الأميركية في بيروت في أبريل 1983، وهو التفجير الذي قتل فيه 63 شخصا، بينهم 52 موظفا لبنانيا وأميركيا.

كما شارك في الهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في أكتوبر1983، والذي قتل فيه 241 عسكريا أميركيا.

محمد سرور "الحاج أبو صالح"..ساهم بتطوير القدرات الصاروخية والطيران المسير للحوثيين وتدريبهم لتنفيذ العمليات في اليمن والسعودية

برز دور القيادي في حزب الله، محمد حسين سرور "الحج أبو صالح"، في قيادة حروب إيران وتدخلاتها في اليمن، إلى جانب الحوثيين، ولعب دورا في تطوير القدرات الصاروخية ومنظومة الطيران المسير للحوثيين.

القيادي سرور، الذي لقي مصرعه في غارة إسرائيلية يوم 26سبتمبر المنصرم، كان أحد القيادات العسكرية والجهادية الوازنة في حزب الله، وتقلد عدة مناصب فيه، كان آخرها قائد القوة الجوية والمسؤول عن وحدة الطائرات المسيرة للحزب، وهو أحد كبار الخبراء الذين أشرفوا على مشاريع إنتاج الطائرات المسيرة والمسيرات الانتحارية والاستطلاعية لحزب الله وللحوثين.

وقد كشف حزب الله عن مشاركة سرور في العمليات العسكرية التي خاضها الحزب في سوريا منذ عام 2011 مع النظام ضد الثورة السورية في مختلف المحافظات، وتداولت مصادر إعلامية محسوبة على "محور الممانعة"، معلومات وصور له خلال مشاركته في العمليات الإيرانية في اليمن.

وظهر سرور، في 2015، في إحدى الجبال القريبة من الحدود السعودية وهو يدرب عناصر حوثية على العمليات الانغماسية وصناعة المفجرات والألغام، وتنفيذ عمليات داخل العاصمة السعودية الرياض، وعلى استخدام المدفعية لقصف المدن والأحياء اليمنية والسعودية. ويحث تلك المجاميع على شن العمليات ضد القوات اليمنية.

وتولى سرور سابقا منصب قائد وحدة صواريخ أرض-جو في حزب الله، ثم قائد وحدة "عزيز" التابعة لقوة الرضوان. وتولى مسؤولية القوة الجوية للمقاومة اللبنانية منذ عام 2020.

الضاحية تحتضن المنظومة الإعلامية للحوثيين

سعت إيران مبكرا لتحويل الحوثيين إلى حركة أو حزب منظم شبيه بحزب الله في لبنان، له هيكل تنظيمي، ورصدت ميزانية كبيرا لدعم الحوثيين عسكريا وتقنيا، وأوكلت لحزب الله الإشراف على تطوير الحركة الحوثية تنظيما وفكريا وكانت الضاحية واحدة من الساحات التي احتضنت تحرك الحوثيين والجماعات الموالية لإيران في اليمن ودول الخليج، وتم استقطاب عددا كبيرا من القادة السياسيين والإعلاميين والنشطاء اليمنيين لتلقي دورات فكرية وزيارة إيران تحت غطاء مؤتمرات وفعاليات ومنح دراسية.

كما تم استقطاب عناصر ونشطاء من الحراك الجنوبي الانفصالي وفصائله المسلحة، لتلقي تدريبات فكرية وعسكرية في لبنان وطهران.

وقد تم استنساخ التركيبة التنظيمية والإدارية والعسكرية والأمنية لحزب الله، لتطوير بنية الجماعة الحوثية، وفق ذات الصبغة التي تتطابق فيها الكيانات التابعة لإيران.

إذ لم يتوقف الأمر عند بناء "حزب الله" كذراع إيراني جديد شمال اليمن، فقد تجاوزت قوة وقدرات الجماعة الحوثية التي انطلقت من منطقة ضحيان بمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية، قدرات نظيرتها في الضاحية الجنوبية لبيروت، بفضل الدعم والاستثمار الهائل الذي أنفقها –ولا يزال- النظام الإيراني على الحوثية.

وأنشأت إيران منظومة من الكيانات الإعلامية المساندة للحوثيين، وتحتضن الضاحية الجنوبية مقرات عدد من القنوات الفضائية والوسائل والمنصات الإعلامية التابعة لجماعة الحوثي، في مقدمتها قناة "المسيرة" وهي القناة الرسمية للجماعة، وقنوات أخرى، ويشرف حزب الله على تنظيم وتطوير "الاعلام الحربي" للحوثية بما يتسق مع الاستراتيجية العسكرية والإعلامية الإيرانية، وبالتنسيق مع بقية إعلام المحور الإيراني.

ويتولى القيادي في حزب الله ناصر أخضر “أبو مصطفى” الذي عين وكيلا للأمين العام لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، الواجهة التي أنشأتها إيران لإدارة العمل الإعلامي وتقديم التمويلات.

 مع بعض القيود التي فرضت على وسائل الاعلام الحوثية، بعد إدراج الجماعة على لائحة الجماعات الإرهابية في أمريكا وجامعة الدول العربية، اعتمد الحوثيون على قناة "المنار" التابعة لحزب الله، كوسيلة رئيسية ومنصة لاعلامهم الحربي. وقد لعبت قناة المنار، دورا كبيرا في تغطية حروب الحوثية خلال السنوات الأخيرة الماضية.

ويستضيف حزب الله في الضاحية عددا من الصحفيين والإعلاميين الحوثيين، والعاملين في قناة "الساحة" وقنوات أخرى موالية للجماعة، ويتلقون مرتبات واعتمادات مالية من إيران.

ولاتزال قناة "المسيرة" الحوثية تبث من الضاحية، رغم تكرر مطالبة الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا، من الحكومة اللبنانية اغلاق القناة.

ديفانس لاين Defenseliney

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)