أحيا مدونون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذكرى الثامنة لاستشهاد مؤسس الجيش الوطني والجمهورية الثانية، اللواء الركن عبدالرب الشدادي، الذي ارتقى إلى بارئه في السابع من أكتوبر عام 2016، في مواجهة مع مليشيا الموت والإرهاب الحوثية المدعومة من إيران غربي مأرب.
وغرد الآلاف من النشطاء والإعلاميين والصحفيين والمسؤولين الحكوميين تحت وسم #مؤسس_الجمهورية_الثانية و #مؤسس_الجيش_الوطني، مشيرين إلى مناقب الشهيد الشدادي، الذي مثّل مدرسة حية للقائد الوطني الشجاع الذي نذر نفسه في سبيل الوطن، وضحى بحياته من أجل الحرية والكرامة واستعادة الجمهورية وهزيمة مليشيات إيران الإرهابية.
وكتب رئيس مؤسسة بران الإعلامية ورئيس تحرير مأرب برس، "محمد الصالحي"، على منصة إكس: "الشهيد اللواء الركن عبدالرب الشدادي نوعية فريدة من القادة الذين لا يمكن تعويضهم بسهولة". وأضاف: "لم يكن الشدادي مجرد قائد عسكري فحسب، بل قائداً عاماً للعسكري والمقاوم والقبيلي وكل مؤمن بالمشروع الوطني".
وغرد الفنان عبدالمحسن المراني قائلاً: "عبدالرب الشدادي أسطورة يمنية خالدة في التضحية والفداء والولاء لليمن. مسيرته البطولية عبارة عن مواقف خالدة، يجب أن توثق سيرته وتصبح ضمن مناهج التعليم ليكون مصدر إلهام لكل الأجيال القادمة".
وأكد الإعلامي ذئاب الشاطر أن الشدادي هو "القائد الاستثنائي الذي غيّر كل القوانين ومضى نحو هدفه بكل بسالة وشموخ وتضحية لا نظير لها حتى لقي ربه شهيداً مجيداً بعد أن أوفى بالوعد والعهد".
وأوضح مراسل قناة اليمن في مأرب، عبدالله أبو سعد، أن "الشدادي كان محور إجماع لكل شرائح المجتمع، والتفافهم حول الجيش الوطني جاء نتيجة لشجاعته بتقدمه للصفوف، وهو تجسيد عملي لمعنى الجُود والتضحية".
وأشار الناشط عزام علي حنشل إلى أن الشهيد الشدادي كان له "الفضل في إعادة لملمة القوات والحفاظ على الوحدات ومقدراتها ومنع سقوطها بيد الحملات الإمامية، بل وساهم في تحشيد القوات العسكرية والمقاومة الشعبية لخوض المواجهة مع العدو الغاشم".
وقال وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي: "في الذكرى الثامنة لاستشهاد الفريق الركن عبدالرب الشدادي نقف إجلالاً وإكباراً لتضحيات هذا القائد الفذ، الذي صنع بدمائه الزكية مجداً لا يمحى وخلد اسمه في سجل الأبطال الميامين".
وأشار عضو مجلس النواب علي العمراني إلى معرفته بالشدادي لأول مرة في حرف سفيان في بداية عام 2010، عندما كنا في اللجنة الوطنية لإحلال السلام في الحرب السادسة. لم ألتقِ به من قبل، وقيل لي: 'العميد عبد الرب يريد أن يراك'.
وأضاف العمراني: "بدَا عبدالرب الشدادي قائداً عسكرياً لا يشبهه أحد.. كانت عيناه تبتسمان قبل شفتيه.. يتحلى بشجاعة نادرة وثقة مطلقة دون أن يظهر عليه أدنى غرور أو تسرع أو زيف أو عجرفة".
وأوضح: "بعد حرف سفيان التقيت بعبدالرب مراراً، وحدثني عن مهمته في حماية ساحة الحرية. زرته وهو جريح في المستشفى بعد حادثة كنتاكي، وغادر المستشفى سريعاً. وفهمت من شخصية ماربية كبيرة أن عبدالرب كان محارباً بطلاً إذا تطلب الأمر، لكنه مثل كل الأبطال الحقيقيين يفضل السلام كلما كان ذلك ممكناً".
وأكد الصحفي عبدالله المنيفي أن "الشهيد القائد عبدالرب الشدادي كان تاريخاً وحقبة جمهورية فصلت بين زمنين". وأضاف: "الشهيد القائد كان جيشاً عظيماً وميثاق شرف وعنواناً بارزاً في صفحات التاريخ. كان ضوءاً في عتمة الليل، وقائداً في زمن الهروب، ونبراساً في طرق الشتات".
واستحضر صدام الجبري تصريحاً سابقاً للشدادي قال فيه: "لا يمكن أن يتحقق النصر إلا ببناء جيش وطني، جيش بمعنى جيش، لا يتبع حزباً ولا قبيلة ولا مذهباً ولا طائفة. جيش يدافع عن دينه وعقيدته وشعبه وجمهوريته. بدون هذا لا يمكن، لا يمكن، لا يمكن". واعتبر ذلك وصية الشدادي لكل أبطال الجيش الوطني والمدافعين عن الجمهورية والمكتسبات الوطنية.
وقال الناشط الحقوقي أحمد الشعيبي: "التاريخ يقف إجلالاً، وتنحني الدنيا إكباراً، أمام تضحياتك الجسيمة وبطولاتك العظيمة. وينصت الكون عند سماعه الحديث عنك وعن أمثالك العظماء، ورفاقك النبلاء، الشهيد أمين الوائلي والشهيد ناصر الذيباني والشهيد شعلان والشهيد حميد القشيبي والشهيد حميد التويتي والشهيد أحمد العقيلي".
وكتب محمد مبخوت: "عبدالرب الشدادي اسم يملأ الأفق بالعزة والكرامة. قدم روحه ليعلي راية الوطن فوق كل اعتبار. ما كان لقائد غير أبي سيف أن يحمل عتاد الأفراد وسلاحهم عبر الجبال رغم وعورة الطريق ليوصله إليهم في الخطوط الأمامية".
وأضاف: "في ذكرى استشهادك نستذكر بطولات ذلك القائد الصلب القوي الشديد، مؤسس الجيش الوطني وأحد القادة الذين قل نظيرهم. نتذكرك وقلوبنا تعتصر ألماً لفقد قائد مثلك، أبا سيف الشدادي. ارقد بسلام، فأنت حي فينا ما حيينا. لك المجد والخلود والسلام مؤسس الجمهورية الثانية".
ونشر الإعلامي هائل البكالي صورة تجمعه "مع البطل اللواء عبدالرب الشدادي ذات يوم نصر، من أعالي جبال معسكر كوفل في صرواح عقب تحريره".
وأضاف: "الرحمة والخلود للواء الشدادي، وللشيخ مبخوت العرادة الذي كان يقف شامخاً بجواره".
ونشر المدونون مقاطع فيديو تتضمن تصريحات نادرة للواء الشدادي، يظهر فيها مدى حزمه وشجاعته، وتقدمه للصفوف، ومشاركته جنوده أكلهم. كما يظهر اجتماعه مع قيادات عسكرية وحكومية وسط الجبال والمتارس غربي مدينة مأرب، التي كان هو ورفاقه حائط الصد الأول عنها، وتمكن مع ثلة من الأبطال من دحر المليشيات الإرهابية من مجمع مأرب وصولاً إلى المرتفعات الجبلية الغربية بأطراف صرواح والحدود الإدارية لمحافظة صنعاء.
كما تداول النشطاء صوراً للشهيد الشدادي ورفاقه، تعكس مدى تواضعه وتفانيه واقترابه من جنوده ومشاركتهم في مقايلهم وفترات استراحتهم وأكلهم وشربهم. وتظهر هذه الصور في مجملها عظمة الشهيد وشخصيته الفريدة، التي ما تزال مثالاً حياً لكل الأبطال الأحرار في القوات المسلحة والأمن.
وأكد المدونون أن تضحيات الشدادي وكل الشهداء من أبطال الجيش والأمن ستظل خالدة في وجدان الشعب اليمني، ومحل تقدير وفخر كل الأحرار الرافضين لمليشيات الموت والإرهاب والدمار والخراب القادمة من إيران الفارسية. وجددوا العهد بالمضي على درب الحرية والكرامة حتى استعادة الدولة وتحرير كل اليمن من الإرهاب والانقلاب.