في محاولة لتعزيز حضوره ضمن ما يسمى "محور المقاومة" التابع لإيران في المنطقة، ظهر زعيم ميليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي في خطابه الأسبوعي، متقمصاً دور مشرف المحور، عقب مقتل زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، أحد أبرز قادة المحور وأكثرهم ولاء لإيران.
وخلال خطابه اليوم الخميس، حرص زعيم الحوثيين على الحديث باسم المحور الإيراني، وإبراز نفسه كامتداد طبيعي لنفوذ طهران في المنطقة، ووريث للدور القيادي من خلال تقليد خطابات "نصر الله" التي تناقش قضايا مختلف دول المنطقة، كما حاول طمأنة "حزب الله" وبقية المحور بخصوص الموقف الإيراني.
يأتي هذا في ظل تصاعد التكهنات حول مستقبل قيادة "محور المقاومة" بعد مقتل رمزه الأبرز وثاني رجل فيه بعد قاسم سليماني (قضى بغارة أمريكية في بغداد عام 2020)، والتي يقول مراقبون إن الحوثي قد يكون مرشحاً لها رغم غياب المؤهلات الشخصية، كمهارة الخطابة والكاريزما التي كان يظهر بها نصرالله، وذلك لدوره في خدمة إيران من خلال العمليات البحرية، والمساحة الجغرافية وتنوع التضاريس التي تتمتع بها جماعته وتسهل عليه مهمة التخفي، وبالتالي تجنب خسارة قيادي آخر قد يظهر في واجهة المحور. وفي خطابه حاول الحوثي طمأنة اللبنانيين وحلفاء حزب الله وتبديد مخاوفهم بشأن مستقبل الحزب، مؤكداً وقوف الجمهورية الإسلامية معهم واستعدادها لتقديم المزيد من الدعم والمساندة للبنانيين وحزب الله، مطمئناً حاضنة الأخير ومنافسيه السياسيين بأن الحزب وقوته لن تتأثر بمقتل حسن نصر الله.
وقال: "الجمهورية الإسلامية في إيران تدرك اليوم حساسية هذا الظرف، وهي متجهة للاهتمام بما ينبغي في مساندة حزب الله".
ودعا الحوثي أنصاره إلى الاحتشاد والتظاهر "وفاءً للسيد نصر الله وللشعبين الفلسطيني واللبناني ومجاهديهم".
وقال الحوثي: "أؤكد للجميع أن عليهم أن يطمئنوا على المستوى الرسمي في لبنان وبقية المكونات اللبنانية، وأن يثقوا بحزب الله في كوادره ورجاله ومجاهديه. نؤكد أننا إلى جانب إخوتنا في حزب الله وجماهيره وحاضنته الشعبية، وسنظل دائماً مساندين للشعب اللبناني، وهذا هو حال المحور بأكمله".
وتحدث الحوثي عن عمليات الفصائل العراقية الموالية لإيران ضد إسرائيل والقواعد الأمريكية، مشيراً إلى الضربة الصاروخية التي نفذتها إيران "أكبر ضربة صاروخية تلقاها العدو الإسرائيلي منذ بداية احتلاله لفلسطين". زاعماً أن "الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافها بنسبة 99% حسب ما تم الإعلان عنه، وظهرت المشاهد الموثقة بالفيديو لوصولها وهي تدك القواعد الإسرائيلية".
وأفرد الحوثي قسماً كبيراً من خطابه للتحدث عن مناقب نصر الله، وما قال إنه دور بارز في إفشال مخططات إسرائيل وأمريكا في المنطقة، والعمل على توحيد الأمة الإسلامية ودعم ومناصرة حركات المقاومة التي لم تقتصر على فلسطين، بل امتدت إلى البوسنة، ومساندة جماعته أو ما أسماها "مظلومية اليمن".
وقال الحوثي إن إسرائيل كانت تنظر إلى نصر الله كتهديد وعقبة أمام مشروعها، وتحسب له ألف حساب، ولم تنظر بتلك النظرة لأي من زعماء الدول العربية، مرجعاً ذلك إلى أن نصر الله "أتى ضمن مسيرة جهادية إيمانية حسينية من مدرسة الجهاد والشهادة".
وأشار الحوثي إلى أن رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي "بعد استهداف السيد نصر الله، تحدث عن السيطرة على الشرق الأوسط ولم يكتفِ بالحديث عن لبنان أو فلسطين، لأنه كان يعتبر حزب الله وسماحة أمينه العام عائقاً أمامه".
وأردف: "طموحات العدو الإسرائيلي هي طموحات عدوانية، قائمة على السيطرة والاستحواذ والتغلب والعدوان، وبالرغم من الخسارة الكبيرة باستشهاد الأمين العام لحزب الله، فإن مسيرة حزب الله باقية وثابتة وراسخة وفاعلة".
وقال الحوثي إن "الجيوش العربية أو أي كيانات أخرى، لم تنطلق انطلاقة إيمانية، لو واجهت ما واجهه حزب الله في هذه المرحلة، لربما انهارت"، مواسياً أنصار الحزب على خسائره القاسية التي تكبدها أخيراً، بالقول: "انهارت أنظمة وجيوش عربية في أيام، رغم أنها لم تواجه نفس الصعوبات التي واجهها حزب الله".
وأشار الحوثي إلى "كلمة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم"، والتي قال إنها "عبّرت عن الثقة والتماسك والصمود المستمر، وعن القرار الذي لا يمكن أن يتغير، لأنه قرار منطلق من الإيمان الذي يتحرك فيه حزب الله".
وجدد الحوثي التأكيد على استمرار جماعته في عملياتها "المساندة لفلسطين ولبنان"، واستهداف السفن في البحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر العربي، وقال إن "تصعيد العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الشعب اليمني في الحديدة" لن يوقف عمليات جماعته وتصعيدها المتزامن مع عمليات محور المقاومة.