أُقيم اليوم في مدينة مأرب حفل خطابي وفني نظمته ملتقى مديريات صبر في إقليم سبأ، احتفاءً بذكرى العيد الثاني والستين لثورة 26 سبتمبر، والذكرى الواحد والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدتين.
وفي كلمته، أشاد رئيس الملتقى الدكتور عبدالعزيز السبئي بأهمية الاحتفال بذكري ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، واعتبره مناسبة غالية وعزيزة على قلوب جميع اليمنيين الشرفاء.
وأوضح أن ثورة 26 سبتمبر تمثل حدثًا بالغ الأهمية في التاريخ الحديث لليمن، إذ كانت نقطة تحول كبيرة للشعب اليمني، حيث حررته من العبودية والظلم والجهل والتخلف. كما فتحت أمامه آفاق الحرية وأعادت الاعتبار له ولتاريخه وإرثه الحضاري والإنساني، الذي تعرض للتشويه من قبل الإمامة، التي اختزلته في مشروع سلالي كهنوتي قائم على بدعة الاصطفاء الإلهي والعنصرية الضارة، وسلبت حقوق اليمنيين وحرياتهم وكرامتهم ووطنهم.
وأكد أن احتفال اليمنيين، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية، بعيد التحرر الحقيقي وذكرى ثورة 26 سبتمبر، ورفعهم للأعلام الوطنية، كان بمثابة رسالة قوية تعبر عن تمسك الشعب اليمني بثورته العظيمة ومبادئها وأهدافها السامية. كما أظهر الاحتفال أن نظام السلالة الكهنوتي قد انتهى لا محالة، وأن الشعب مصمم على استكمال عملية تطهير الوطن من آثار الإمامة وكهنة السلالية، مهما كان الثمن.
في كلمة الضيوف ألقاها عبدالرحمن المحجري أمام الحضور، أكد أن ما يشهده اليمن منذ تسع سنوات هو مؤامرة تستهدف الشعب اليمني على المستويين الأرضي والإنساني. وأوضح أن المليشيا الحوثية وأتباعها لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم بغض النظر عن طول أمد المواجهة، وأنهم سيواجهون دروسًا قاسية تكسر جبروتهم وطغيانهم.
كما دعا المحجري إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف للتصدي للإماميين الجدد، وأكد أهمية دعم أبطال الجيش والمقاومة في معركة الدفاع عن الوطن، مشيدًا بما يسطرونه من ملاحم بطولية في جميع ميادين العزة والكرامة والشرف.
وفي كلمة الاحزاب أشار سعيد عبدالقادر إلى أن الجمهورية التي أسستها ثورة سبتمبر ليست مجرد شعارات تُرفع، بل هي مشروع حياة ناضل من أجله اليمنيون، ولا يزالون يقدمون تضحيات يومية لحمايتها.
قال سعيد إنه لا يمكن للحوثيين في الوقت الراهن إقناع أي يمني واعٍ بأنهم يحتفلون بثورة 26 سبتمبر من خلال إشعالهم الشعلة في صنعاء، في حين أنهم في الواقع يقومون بتقويض أسس هذه الثورة يوميًا.
وأضاف أن الحوثيين يحتفلون ظاهريًا بثورة 26 سبتمبر، بينما في عمق الأمر يسعون بكل ما لديهم من قوة لطمس معالم هذه الثورة وإعادة اليمن إلى ما قبلها. حيث يعملون على نشر فكرة أن الإمام يحيى كان قائدًا عادلًا ومخلصًا للشعب، وأن الإمام أحمد كان بطلًا شجاعًا وحاميًا لليمن من الفتن. يتجاهلون بذلك حقيقة أنهم يمثلون نفس النظام الكهنوتي الذي ثار ضده الشعب اليمني في عام 1962.
مشيرا هذا التضليل والتزوير للتاريخ هو محاولة مكشوفة منهم لتمرير مشروعهم السلالي على حساب تضحيات الآلاف من أبناء الشعب الذين ضحوا بدمائهم من أجل التخلص من هذا الظلم...
وفي كلمة المرأة في حديثها، أكدت منيرة الوجية أن المرأة اليمنية عانت كثيرًا في ظل حكم الإمام الكهنوتي، حيث لم يتمتع الرجل بحريته وكرامته، فما بالك بالمرأة؟ لقد عاشت المرأة في ظروف من القهر والاحتقار في زمن لا تعترف فيه حقوقها بأي شكل من الأشكال. فقد كانت تعاني من الجهل والمرض، حتى أصبح حلم التحرر يبدو كالمستحيل. لكن، في مواجهة التحديات، يمكن أن يتحقق المستحيل بالإرادة. وأوضحت الوجية أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة كانت لحظة فارقة في تاريخ اليمن، حيث لعبت المرأة اليمنية دورًا بارزًا في مختلف مراحل الثورة والنضال ضد النظام القائم. لقد حرصت المرأة على حمل ذاكرة الثورة، التي تتضمن مشاهد خالدة تستحضر نضالاتها وتضحياتها، ومن بين هذه المشاهد... البطولية تبرز تحفة سعد سلطان الشرعبية، التي أدهشت النفوس ونبهت عقول الجميع ضد الإمامة البغيضة. وقد قادت حملة مشيّة من منطقة شرعب إلى مدينة تعز، حيث قطعت مسافة 40 كيلومترًا. وقد حملت هذه الحملة رسالة واضحة إلى الإمام،
أشارت إلى الدور الحيوي الذي تؤديه المرأة إلى جانب الرجال الأحرار، سواء من خلال الدعم المعنوي أو المساندة الفعلية. فقد كانت المرأة حاضرة بجانب أخيها الرجل في خوض المعركة ضد الميليشيات الحوثية، مقدمةً لهم الدعم النفسي والمعنوي الذي أسهم في تعزيز عزيمتهم وإصرارهم في مواجهة التحديات.
في الحفل، قدّم الشاعران عبد العليم العامري وبشرى الجنيد قصيدتين معبِّرتين، استعرضا من خلالهما الأدوار البطولية التي قام بها أبطال ثورتي سبتمبر وأكتوبر في سبيل تحقيق الحرية والكرامة، وسيادة الوطن واستقلاله.
كما تم تضمين الحفل فقرات فنية وشعبية فلكلورية، لاقت إعجاب