يناقش مجلس الأمن الدولي (UNSC)، اليوم، آخر المستجدات العسكرية والسياسية والإنسانية في الملف اليمني، التعقيدات المتصلة بجهود السلام التي لاتزال تراوح مكانها بفعل التوترات الإقليمية والتصعيد البحري بين الحوثيين من جهة والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من جهة ثانية.
ووفق برنامج العمل الشهري المؤقت للمجلس، فإن الاجتماع سينعقد الخميس 13 يونيو الجاري، وسيبدأ بجلسة إحاطة تليها مشاورات مغلقة لبحث أحدث المحاولات لإحياء عملية السلام التي تمر بفترة معقدة منذ أكثر من عام، وبعض التطورات الأخيرة في مجالات بناء الثقة بين أطراف الصراع، ومنها الإعلان عن فتح الطريق الرئيسي من وإلى مدينة تعز، وفي المقابل حملة الاعتقالات التي نفذتها جماعة الحوثيين ضد عشرات العاملين في الوكالات الأممية والمنظمات الدولية والمحلية.
ومن المقرر أن يُقدم خلال الجلسة المفتوحة إحاطتين من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن؛ هانز غروندبرغ، ومديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية؛ إيديم ووسورنو، فيما سيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)؛ مايكل بيري تقريراً موجزاً عن عمل البعثة في جلسة المشاورات المغلقة.
ومن المتوقع أن يركز المبعوث الأممي خلال إحاطته على استمرار التوترات الإقليمية في إعاقة جهود الوساطة التي يقوم بها، إضافة إلى الوضع الداخلي والقلق من تهديدات الأطراف بالعودة إلى الحرب، خاصة خطاب جماعة الحوثيين وأفعالهم بشأن محافظة مأرب.
وقد يشيد غرونبرغ في إحاطته بالخطوات الأخيرة من قبل أطراف النزاع والمتمثلة في الاتفاق على فتح الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينة تعز ومنطقة الحوبان، وبقية المحافظات الأخرى، بعد إغلاق استمر لنحو تسع سنوات، وهي بادرة سيدعو إلى البناء عليها لتحقيق المزيد من الخطوات لبناء الثقة بين الطرفين.
كما من المتوقع أن يتناول المبعوث الأممي في إحاطته حملة الاعتقالات التي نفذتها جماعة الحوثيين وشملت أكثر من 60 شخصاً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية، والتي أشار إلى "أنها تعيق جهوده في إحياء عملية السلام المتعثرة وتؤدي إلى تآكل الثقة"، لكنه أكد استمراره في بذل الجهود "لعقد اجتماع للأطراف لمعالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإطلاق محادثات للتوصل إلى تسوية سياسية مستدامة ستستمر لصالح الشعب اليمني".
فيما ستركز مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية؛ إيديم ووسورنو، في إحاطتها، أيضاً على استمرار تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد، خاصة مع التفشي المتزايد لوباء الكوليرا في معظم المحافظات اليمنية، وخاصة المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في الشمال.
ومن المتوقع أن تكرر وسورنو التحذيرات الأممية من التأثيرات السلبية لموجة الاعتقالات الأخيرة التي نفذتها جماعة الحوثيين ضد عاملي الإغاثة الأممين والدوليين والمحليين على الوضع الإنساني المتردي بالفعل.
وسيقدم رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة؛ مايكل بيري، خلال المشاورات المغلقة، تقريراً موجزاً حول جهود البعثة في ضمان التزام أطراف الصراع في تنفيذ "اتفاق ستوكهولم" لوقف إطلاق النار في المحافظة الساحلية والحفاظ على مدنية موانئها وخلوها من المظاهر المسلحة، إضافة إلى استمرار مخاطر المتفجرات من مخلفات الحرب التي تواصل حصد أرواح المزيد من المدنيين في المحافظة الساحلية.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن اجتماع اليوم، قد يتضمن، بالإضافة إلى قضية موظفي الأمم المتحدة المحتجزين، نقاشاً واسعاً بشأن حالة حقوق الإنسان في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، خاصة بعد أن أصدرت محكمة تديرها الجماعة أحكاماً بالإعدام على 44 شخصاً - 16 غيابياً - بتهم التجسس.