طرح تقرير نشرته وسائل إعلام إيرانية عن حصول جماعةالحوثي على التكنولوجيا الخاصة بصواريخ "قدر" الباليستية الإيرانية الكثير من التساؤلات حول توقيت الإعلان والهدف منه. ويعد تقرير وكالة "تسنيم"، هو الأول من نوعه الذي يعترف صراحة بتزويد الحوثيين بالتكنولوجيا العسكرية، ويرى مراقبون أن المرحلة الحالية بعد قيام طهران باستهداف إسرائيل بالصواريخ والمسيرات تختلف عما قبلها، وأن التصعيد بين إيران وأمريكا وإسرائيل والغرب يتزايد وقد يشهد مراحل جديدة في الفترة المقبلة.
فما هو الهدف من الإعلان الإيراني وما تأثيره إقليميا ودوليا وبشكل خاص على الحوثي؟
بداية يقول المحلل السياسي الإيراني، عبد الجليل الزبيدي، التصريحات الإيرانية حول تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية بحرية ترتبط بمرحلة التوتر الحاصلة بين طهران وواشنطن، خاصة بعد الحديث عن إصدار بيان شديد اللهجة ضد إيران في الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قبول التحدي
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك": "إن التصعيد الإيراني الأخير بشأن تزويد الحوثي بالصواريخ الباليستية يعني قبول طهران بالتحدي، ورفعت من مستوى هذا التحدي وأعلنت بشكل واضح ومباشر، وأعلنت لأول مرة عن تزويد القوات اليمنية بقيادة حركةالحوثيين بصواريخ "قدر" وهى صواريخ متوسطة المدى وقادرة على ضرب السفن من مديات بعيدة انطلاقا من الساحل اليمني".
وأضاف الزبيدي: "أعتقد أن هذا الإعلان يأتي في سياق رفع مستوى التحدي مع الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية التي تصر على رفع مستوى الضغط ضد إيران من خلال الاجتماع المقبل لحكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
تصعيد خطير
وحول تداعيات تلك التصريحات على الوضع الراهن إقليميا ودوليا يقول الزبيدي: "إضافة إلى الإعلان عن تسليح الحوثيين بهذا النوع من الصواريخ، فإن هناك أجهزة ومعدات متطورة جدا حصلت عليها الحوثيين وهو ما ترجمته جماعة الحوثي باستعدادها لضرب أهداف في عرض البحر الأبيض المتوسط وهى مسافة بعيدة جدا، لأن اليمن في الطرف الأخير من البحر الأحمر، وهذا يعني أن إيران تريد أن يكون لمحور المقاومة الذي تقوده مقدرة على ضرب أهداف حساسة في محور شرق البحر المتوسط".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "هذا التصعيد يتزامن مع تصعيد خطير جدا قام به نتنياهو حينما قام باحتلال معبر فلادلفيا بمدينة رفح الفلسطينية على الحدود المشتركة مع مصر، بالتالي يبدو أن إيران لا تعول على رسائل التهدئة والتطبيع التي تأخذها عبرة، وهو ما يعني أنها لا تعول على التصريحات والوعود الأمريكية".
الوضع الجديد
وأكد الزبيدي: "أن إيران تعتقد أنه بعد الثالث عشر من أبريل/نيسان الماضي وهو اليوم الذي هاجمت فيه إيران الكيان الإسرائيلي بالصواريخ والمسيرات ليس كما كان الوضع قبل هذا التاريخ، وأن الوضع الجديد سوف يفتح لها آفاق للضغط على الطرف الآخر، ليس فقط من أجل تخفيف حدة العمليات الإسرائيلية ضد قطاع غزة الفلسطيني وسعي إسرائيل لإقصاء حماس من القطاع، بل إن إيران ترى أن التصعيد في تلك المرحلة مواتٍ لغاياتها وأهدافها الاستراتيجية، باعتبارها قوة رئيسية في هذه المنطقة باعتراف خصومها".