أعلنت جماعة الحوثي، مساء أمس الجمعة، بدء تنفيذ مرحلة رابعة من التصعيد في هجماتها التضامنية مع غزة، على خلفية "التحضير الجاد لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية" ضد مدينة رفح جنوبي القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث العسكري باسم المليشيا يحيى سريع تلاه أمام عشرات آلاف المتظاهرين في العاصمة صنعاء، تضامناً مع غزة.
وصدر البيان بعد ساعات من إعلان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، أن جماعته "تحضر لجولة رابعة من التصعيد" إذا استمرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت أول مرحلة من التصعيد العسكري للحوثيين باستهداف مواقع في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة بصواريخ ومسيّرات، قبل أن تنتقل الجماعة إلى المرحلة الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، وذلك باستهداف سفن تتبع إسرائيل أو مرتبطة بها. وتمثلت المرحلة الثالثة باستهداف سفن أميركية وبريطانية في البحر الأحمر وبحر العرب، منذ مطلع العام الجاري.
وقال سريع: "نتابع تطورات المعركة في قطاع غزة من استمرار للعدوان الإسرائيلي والأميركي والتحضير الجدي لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية ضد منطقة رفح". وأضاف: "كذلك نتابع العرض المطروح على المقاومة، والذي يريد فيه العدو انتزاع ورقة الأسرى من دون وقف دائم لإطلاق النار".
وكشف أن المرحلة الرابعة من التصعيد "تشمل استهداف كل السفن التي تخترق قرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطاولها قوات الحوثي"، بحسب البيان ذاته. وتابع: "إذا اتجه العدو الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية عدوانية على رفح، فسنفرض عقوبات شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت".
تأتي هذه التصريحات بينما لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتمسك برغبته في اجتياح رفح بذريعة "القضاء على آخر معاقل حماس"، حتى إن توصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وهو ما ترفضه حماس وتصر على إنهاء الحرب أولاً. وأمس الخميس قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها سترسل قريباً وفدها إلى القاهرة من أجل إجراء مزيد من محادثات وقف إطلاق النار في غزّة.
كما أكد مصدر مصري مطلع على الوساطة التي تقودها القاهرة بين فصائل المقاومة في قطاع غزّة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي أمس لـ"العربي الجديد" حدوث ما وصفها بـ"تطورات" في المفاوضات غير المباشرة الجارية في الوقت الراهن بشأن الورقة الجديدة المطروحة، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل أسرى.