هددت وزارة الكهرباء والطاقة في اليمن من، مغبة انهيار محطة مأرب الغازية وتوقف أعمالها، باعتبارها أكبر مُنتج للطاقة الكهربائية في اليمن، واصفة ذلك بـ"الكارثة الحقيقية".
وقال مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء، المهندس راشد عبد المولى، إن المحطة "بحاجة لإجراء صيانة شاملة حتى تستطيع الاستمرار في العمل حسب برنامج الصيانة، وإلا ستتوقف عن العمل". لافتا إلى أن توقف عمل المحطة يعني كارثة حقيقية، حيث ستعيش المدن اليمنية بلا كهرباء.
وأشار عبد المولى إلى صعوبة الاستغناء عن محطة مأرب الغازية بأي حال من الأحوال، باعتبارها المشغل الأبرز في إنتاج الطاقة الكهربائية في اليمن، وأفضل الخيارات المتاحة اليوم. مؤكدا على ضرورة عدم السماح بوصول محطة مأرب الغازية إلى مرحلة الانهيار، بسبب الظروف الحرجة التي تمر بها المحطة.
وأضاف مدير عام المؤسسة في تصريح خاص لصحيفة الثورة الرسمية، أن "وضع محطة
مأرب الغازية سيئ، وسيزداد سوءا في حال عدم القيام بأعمال الصيانة الدورية، وتوفير قطع الغيار المطلوبة لها، كونها قد وصلت إلى مرحلة الخطر، بعد أن اقتربت من نهاية عمرها الافتراضي، والصيانة العمرية اللازمة لم يتبق لها سوى 16.000 ساعة".
موضحا أن وزارة الكهرباء تعمل مع وزارة المالية، على صرف المخصصات المقررة لأعمال الصيانة وتوفير قطع الغيار.
انطفاءات متكررة
ويعيش أغلب اليمنيين ساعات طويلة في الظلام، بسبب الانقطاعات المتكررة للطاقة الكهربائية على المحافظات اليمنية، الأمر الذي أدى إلى تدني مستوى انتاجية كثير من الورش والمصانع التي تعتمد كليا على الطاقة الكهربائية.
وقال محمد العمري (صاحب محل نجارة)، إنه ومنذ فترة طويلة، يعجز عن الوفاء بكثير من الالتزامات، بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة خلال ساعات النهار والليل، الأمر الذي جعله يرفض استقبال كثير من الأعمال خلال هذه المرحلة.
وأضاف العمري لـ"العربي الجديد" أنه اضطر إلى "شراء مولد كهربائي يساعده على تشغيل بعض الماكينات الصغيرة، لكن هذا لم يساعده على تجاوز معضلة الانقطاع المتكرر للكهرباء".
أما عبد الرحمن غُليس، فقد عبر لـ"العربي الجديد" عن استيائه من استمرار مشكلة الكهرباء منذ سنوات، الأمر الذي يكبده خسائر مالية كبيرة، بسبب اللجوء لشراء مادة "الديزل" لتشغيل المولد الكهربائي للعقار الذي يملكه.
يقول: أملك عقارا بالعاصمة، وأقوم بتأجير الشقق وألتزم بتوفير الكهرباء والماء، وعند انقطاع الكهرباء، أضطر لشراء كميات كبيرة من مادة "الديزل" لاستخدام المولد الكهربائي، حتى أوفر خدمة الكهرباء لسكان البناية".
مشيرا إلى أن المولد الكهربائي خُصص للطوارئ، لكنه منذ سنوات يستخدمه بشكل يومي ما يكلفه أموالا طائلة.
وتتضاعف معاناة سكان المحافظات الساحلية مثل محافظة عدن والحديدة، والتي يشكو أهلها الانقطاعات المتكررة خلال الفترة الماضية، وخوفهم من استمرارها خلال فصل الصيف القادم.
وكانت الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في محافظة عدن جنوبي اليمن، قد عادت منذ بداية شهر مارس/ آذار الحالي، بسبب توقف الطاقة المشتراة من إحدى الشركات الأجنبية، والتي كانت تغطي ما يعادل 70 في المائة من المدينة.
وتجاوزت مدة الانقطاعات في مدينة عدن العشر ساعات في أوقات متفرقة من كل يوم، الأمر الذي جدد مخاوف الأهالي، من استمرار الانقطاعات في فترة الصيف المصحوبة برطوبة عالية، حيث تتجاوز درجة الحرارة خلال الصيف الـ 37 درجة مئوية