كشف تقرير عربي أن مسودة اتفاق إنهاء الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن جاهزة للتوقيع، لكن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على السعودية للتأجيل والانضمام إلى التحالف الدولي البحري المتبلور ضد جماعة الحوثي.
وأعلن مسؤولون أمريكيون، أخيرًا، عن قرب الإعلان عن تحالف دولي بحري لمواجهة الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر. وأعلنت "أنصار الله" استهداف أي سفينة متجهة إلى إسرائيل، وذلك تضامنا مع غزة ولحث تل أبيب على وقف الحرب، ما دفع العديد من كبريات شركات الشحن إلى وقف رحلات سفنها عبر البحر الأحمر، والمرور بدلا عن ذلك عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الاثنين: "تمرّ السعودية في مرحلة اختبار صعب بين خيارين كلاهما مرّ. فإما أن تخرج من المستنقع اليمني وفق خارطة طريق متفق عليها مع صنعاء، وإما أن تخضع للإملاءات الأميركية وتنخرط في التحالف البحري الدولي، وهذا يعني بقاءها عرضة للابتزاز". وأضافت الصحيفة المقربة من "حزب الله" أن "المؤشرات تفيد بأن المملكة، رغم تعرّضها لضغوط أميركية، ماضية في مسار السلام بالاستفادة من التجارب السابقة. وهي تعمل على صدّ دعاة الحرب ووكلاء المشاريع الخارجية التي تسعى لإبقاء المنطقة مشتعلة، وتسعى حتى هذه اللحظة للإسراع في إنجاز ملفات الاتفاق للتوقيع عليه، تجنبًا للمزيد من عرقلة الإماراتيين أو الوكلاء المحليين".
ونقلت الصحيفة، عن مصدرين مطلعين في صنعاء والرياض، أن "اتفاق السلام جاهز للتوقيع وأن الطرفين وضعا ملاحظاتهما الأخيرة عليه. وقد سُلّمت النسخة المنقّحة إلى مبعوث الأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، لأن التوقيع سيكون برعاية الأمم المتحدة". وبحسب المصادر، فإن غروندبرغ، شرع بالفعل في إجراءات التنسيق للترتيبات والمراسم البرتوكولية الخاصة بتوقيع اتفاق خارطة السلام، بما فيها تحديد مكان وزمان التوقيع، في أقرب وقت ممكن، وإن كان الاتفاق في سباق مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب. ولم يتم بعد تحديد مكان التوقيع، وبحسب التقرير، فإن "الكرة في ملعب الرياض التي تتعرّض لضغوط أمريكية لتأخير التوقيع والدخول في تحالف حربي ضد اليمن في البحر الأحمر". وأضافت المصادر: "المملكة لا تزال تتحايل على تلك الضغوط حتى اللحظة. ومن المفترض، في حال صمدت أمامها، أن يُوقّع الاتفاق قبل نهاية السنة". ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها: "ترتيبات التوقيع على اتفاق السلام في اليمن تأجّلت بشكل مفاجئ بعد أن تم تحديدها الأسبوع الجاري، بضغوط أميركية على المبعوث الأممي (...) هناك تأييد روسي وسعودي وعماني لتوقيع الاتفاق بعد أن سلّمت الأمم المتحدة أطراف الصراع اليمنية نسخة من صيغة الاتفاق الذي سيجري التوقيع عليه في مسقط، إلا أن واشنطن تعمل على مقايضة تعديل موقفها بوقف صنعاء هجماتها على إسرائيل".