بعد عودة عدد من قيادات مليشيا الحوثي من أداء فريضة الحج، من بينهم يحيى عبدالله الرزامي، النجل الأكبر للقيادي والمرجعية في المليشيا عبدالله الرزامي، خرجت الخلافات إلى السطح داخل "جناح صعدة" الحوثي، ما ينذر بتصدعات كبيرة ستشهدها الجماعة.
وفيما كانت الخلافات التي تشهدها الجماعة عادة هي بين جناحي صعدة وصنعاء، إلا أن الرزامي الابن، اصبح "رازماً" مقلقاً يضج مهجع زعيم الجماعة الذي كان تظن أنه في منأى عن الانقلاب عليه أو منافسته على الزعامة وإن في الوقت الحالي.
وباتت خطورة الرجل الذي ينتحل رتبة لواء ويقود محور "همدان" المهم الذي ينتشر على الحدود اليمنية السعودية في نطاق "صعدة" بأنه أصبح دائرة تتحلق حوله قيادات أخرى كبيرة، منهم نجل مؤسس الجماعة "حسين الحوثي" الذي يعاني من التهميش وفق مصادر مقربة من المليشيا.
هذه القيادات التي أغلبها من القيادات المؤسسة للمليشيا أو من أبنائها باتت لا تنقاد لأوامر عبد الملك الحوثي، كما أنها تشكل جناحاً آخر ضمن الأجنحة المتصارعة داخل الجماعة على النفوذ والثروة والسلطة وفق أي ترتيبات سياسية قادمة.
وزاد تخوف الجماعة، من اللقاءات الشعبية والجماهيرية التي نفذها الرزامي الابن عقب العودة من الحج، حيث اعتبرته تسويقاً لنفسه ولقيادات أخرى ذات نزعة استقلالية عن "المسيرة الجهادية" وفق حديث سابق للقيادي في المليشيا، ووزير إعلامها بحكومتها غير المعترف بها، ضيف الله الشامي، وذلك في لقاء جمعه مع قيادات حوثية وأخرى قبلية.
وما يؤكد من امتعاض الجماعة من "الرزامي" أن توجيهات من زعيم المليشيا قضت بعدم تغطية تحركات ولقاءات الرزامي الابن، حتى احتفالات الاستقبال له، بعد عودته من "الحج" ما يشير إلى أن الصراع كان يجري بصمت، وقريباً سيكون في العلن.
ونفذ الرزامي استعراضاً جماهيرياً، ظهر بجانبه والده، والقيادي الحوثي "يوسف المداني" و"عبدالله حسين الحوثي" نجل مؤسس المليشيا، وهو ما قد يعجل بالإطاحة به، من قيادة ما يسمى محور همدان.
كما أظهرته تحركاته الأخيرة بين قبائل صعدة خصوصا قبلية "آل النمر "، وزيارته لـ"محمد عبدالعظيم الحوثي"، الشخصية المعروف بمناهضته لزعامة المليشيا، قوة وازنة كبيرة يتمتع بها الرجل قبليا وهو أمر أثار حفيظة زعيم المليشيات الحالي عبدالملك الحوثي.
إزاء ذلك يعتزم زعيم المليشيا، تعيين أحد أبناء قبيلة الرزامي قائدا جديدا لمحور همدان؛ وذلك ضمن توجه له يستهدف إلى تحجيم دور الرزامي "الابن" و"الأب" وتعين المقربين منه سيما في الجانب العسكري.