قُتل عشرة جنود يمنيين في هجوم شنه الحوثيون، مساء الثلاثاء، على منطقة واقعة جنوب مدينة مأرب الاستراتيجية، في استمرار لهجماتها التي تشنها في هذه المديرية منذ أسابيع، بحسب ما أفاد به مسؤولان عسكريان وكالة "فرانس برس".
وقال المسؤولان إنّ الحوثيين المتحالفين مع إيران دفعوا بتعزيزات إلى جبهات مأرب التي يحاولون السيطرة عليها منذ سنوات رغم جهود إحياء السلام في البلد الغارق في الحرب، واتفاق تم التوصل إليه أخيراً لتبادل مئات الأسرى.
هاجمت جماعة الحوثيين مواقع لقوات "محور سبأ" و"العمالقة" في مديرية حريب جنوب شرقي مأرب، شرق اليمن، اليوم الثلاثاء، في استمرار لهجماتها التي تشنها في هذه المديرية منذ أسابيع، بغية السيطرة على مواقع حاكمة استعداداً لعمليات عسكرية مقبلة.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية لـ"العربي الجديد" إن القوات التابعة للحوثيين هاجمت في الساعات الأولى من صباح، الثلاثاء، مواقع لقوات محور سبأ والعمالقة، المدعومتين من التحالف بقيادة السعودية، في جبهات غربي مديرية حريب.
وأضافت أن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على جبل "البوّارة" الاستراتيجي في مديرية حريب، يقع في ميسرة جبهة القتال المطلة على المديرية من جهة الغرب، ويسيطر على عدد من المناطق السكنية، وشنوا قصفاً بالأسلحة المتوسطة على منطقة "شَرَق" الآهلة بالسكان.
وقالت المصادر المحلية إن عشرات الأسر بدأت بالنزوح من المنطقة عقب القصف الذي تعرضت له صباح الثلاثاء، واتجهت إلى مناطق بالقرب من مركز المديرية.
وقالت المصادر إن قوات العمالقة ومحور سبأ، دفعتا بتعزيزات وتمكنتا من وقف زحف الحوثيين وصد الهجوم الذي استمر عدة ساعات، فيما شنت المدفعية التابعة لها قصفاً استهدف تعزيزات الحوثيين على الطرقات المؤدية إلى منطقة التماس. وما يزال الجبل الاستراتيجي تحت سيطرة الحوثيين، وأشارت المصادر إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين خلال المواجهات، دون تفاصيل دقيقة عن عددهم.
وقالت المصادر المحلية إن هجمات الحوثيين تزامنت مع انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية بشكل كامل عن مديرية حريب ومناطق غربي محافظة شبوة المجاورة.
وأرجع مصدر في مكتب الاتصالات بمأرب تحدث لـ"العربي الجديد" انقطاع الانترنت إلى تأثير السيول التي شهدتها المديرية خلال الأيام الماضية، وتسببت في قطع كابل الألياف الضوئية، وقال إن الفرق الهندسية مازالت تحاول الوصول إلى موقع الكابل المتضرر لإصلاحه.
مفتاح أمان
وهاجم الحوثيون هذه المنطقة، الواقعة إلى الجنوبي الشرقي من مركز محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي تعتبر من أهم معاقل الحكومة المعترف بها شمال اليمن، عدة مرات منذ مطلع مارس/آذار الحالي، وسيطروا على عدد من المرتفعات الجبلية المهمة خلال الهجمات، أبرزها مرتفعات تطل على مناطق (ملعاء، ووَضْو، وشَرَق).
ومن شأن تقدم الحوثيين في هذه المنطقة أن يجعل مركز مديرية حريب، وهي مفتاح الأمان لمديريات غرب شبوة النفطية (عين، بيحان، وعسيلان) والمناطق الصحراوية المفتوحة والشاسعة جنوب شرقي مارب والممتدة إلى منطقة حقول النفط في صافر "شرق"، في مرمى الحوثيين.
وقال المصدر العسكري، الذي طلب عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح، إن "مليشيا الحوثي بدأت منذ أسابيع عملية عسكرية للسيطرة على المواقع الحاكمة والمسيطرة غرب حريب، تسهل لها التحرك في أي هجوم قادم" في حال فشل المساعي الدولية الرامية لتجديد الهدنة التي انتهت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضاف "أخشى أن حريب آيلة للسقوط إذا استمر الوضع بهذه الحال، وهذا أمر خطير سيجعل مديريات غرب شبوة والمناطق الصحراوية في حريب مفتوحة أمام الحوثيين، وهذا أمر خطير في ظل توقف الطيران والحالة الهشة التي لم نعرف أهي هدنة أم حرب".