عبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن تفاؤله الحذر بالمحادثات التي أجراها مع الأطراف المختلفة، واصفا إياها بأنها "الفرصة التي يجب عدم تفويتها وقد تغير مسار الصراع الذي دام لثماني سنوات".
وقال خلال إحاطته الدورية أمام مجلس الأمن في نيويورك والتي قدمها أثناء وجوده في صنعاء: "لقد أجريت اليوم مناقشات إيجابية وبناءة مع القيادة في صنعاء التي مثلها مهدي المشاط، وأتطلع قدماً لمواصلة هذه المحادثات". وأضاف: "كما أجريت مناقشات مثمرة مع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، بالإضافة إلى مناقشات أخرى مع الشركاء الإقليميين والدوليين في الرياض ومسقط".
وعبر عن أمله في أن يتم البناء على تلك المحادثات وإحراز تقدم خلال العالم الحالي، مشددا في الوقت ذاته على أن الوضع "يبقى معقدا". ويبدو أن تفاؤل المسؤول الأممي يعود إلى "الزخم في المحادثات الإقليمية".
وأشار غروندبرغ إلى أن المناقشات التي يجريها تركز على عدد من النقاط من بينها "تأمين اتفاق بشأن خفض التصعيد العسكري وتدابير لمنع المزيد من التدهور الاقتصادي وتخفيف تأثير الصراع على المدنيين"، قبل أن يضيف: "نعلم أن التدابير قصيرة المدى تقدم إغاثة جزئية وأتواصل مع الأطراف من أجل تكريس هذه التدابير لتكون ضمن رؤية أكثر شمولا تضمن السير نحو تسوية شاملة".
واستطرد قائلاً: "هذا يشمل استمرار العمل على المسار السياسي ووقف إطلاق النار، ونرى تكثيفا للنشاط الدبلوماسي لحل النزاع في اليمن". وشدد على أن الحوار اليمني - اليمني هو الأساسي لحل جذري للصراع، وعلى وجود تحديات ومشاغل متعلقة بالضمانات ومن الضروري معالجتها، كما أكد على ضرورة اتخاذ خطوات تنفيذية تترجم الاتفاقات.
وتأتي هذه الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي لمجلس الأمن من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثي رسالة تحمل تطمين للمجتمع الدولي مفادها بأن جماعة الحوثي جماعة سلام وتسعى للسلام وهذا يناقض طرح الحكومة اليمنية التي صنفت الحوثيين جماعة إرهابية وحثت المجتمع الدولي على تصنيفها كذلك.
كما أن الإشارات التي تطرق لها المبعوث الأممي في الحديث القيادة في صنعاء ممثلة بمهدي المشاط تحمل أيضا رسائل تبين أن الحوثي ليس الطرف المعرقل للمشاورات فيما لم يتطرق في خطابه للحكومة الشرعية مطلقاً، وهذا يؤكد التوجه الدولي لاعطاء الحوثيين دور أكبر في المرحلة القادمة.