أعلنت جماعة الحوثيين دخولها مرحلة جديدة في عدم التزامها بأي وقف لإطلاق النار، عقب انتهاء زيارة الوفد العماني، بعد أربعة أيام من وصوله إلى صنعاء، لإحياء جهود الوساطة وحالة التفاوض المتعثرة منذ انتهاء الهدنة في مطلع أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال رئيس وفد الحوثيين التفاوضي محمد عبد السلام: "قواتنا في الميدان فرضت قواعد اشتباك جديدة، وعلى الطرف الآخر (التحالف والحكومة) إدراك حقيقة أننا دخلنا مرحلة جديدة، وحالياً لسنا أمام أي التزام في ما يتعلق بوقف إطلاق النار".
وكشف عبد السلام عن أن الوفد العماني التقى زعيم الجماعة عبد الملك بدرالدين الحوثي، وعددا من القيادات، وقال: "كانت الزيارة مثمرة وقدمت تصورات للأفكار المطروحة في المفاوضات، وسنحملها للجهات المعنية (لم يسمها)"، في إشارة إلى مغادرته برفقة الوفد إلى مسقط، وفق تصريح تلفزيوني نقلته قناة "المسيرة" المتحدثة باسم جماعة الحوثي.
وقال رئيس وفد الحوثيين التفاوضي: "منذ انتهاء الهدنة، أجرينا نقاشات مكثفة مع أطراف عدة، من بينها لقاءات مع الطرف السعودي والأمم المتحدة في العاصمة العمانية مسقط".
وعن مطالب الحوثيين، قال عبد السلام: "إن الملف الإنساني، وفي مقدمته صرف الرواتب وفقاً لميزانية النفط والغاز 2014، لا تزال أولويتنا في المفاوضات"، لافتا إلى أن "الحديث عن وقف إطلاق نار دائم يجب أن يقابل بفك حصار دائم، وصرف رواتب بشكل دائم".
صنعاء بعد انتهاء الهدنة في 2 أكتوبر (محمد حمود/Getty) تقارير عربية وساطة عُمانية لإنعاش المفاوضات اليمنية ومنع التصعيد
وحذر القيادي الحوثي "من أي إجراءات اقتصادية تستهدف الوضع في اليمن قد تقلب الطاولة وتعيدنا إلى نقطة الصفر"، مشددا: "لا يمكن أن نذهب للحوار السياسي في ظل أجواء معقدة وشائكة وأزمات إنسانية واقتصادية".
وفي وقت سابق، كشف نائب رئيس حكومة الحوثيين بصنعاء (غير معترف بها) جلال الرويشان عن "أن الوفد العماني حمل أفكارا في مسألة الرواتب تتعلق بمليون و300 ألف موظف، وقد تحصل خطوة جيدة في إطار الموافقة على صرف الرواتب، وما زال هناك بعض نقاط الخلاف في هذا الملف"، وفق ما نقلت وسائل إعلام حوثية.
والأربعاء الماضي، وصل وفد من سلطنة عمان إلى العاصمة صنعاء لعقد مباحثات مع قيادات جماعة الحوثي لإنعاش ملف التفاوض في الحرب اليمنية، بعد تهديدات أطلقها الحوثيون بتصعيد عسكري بعد دخول الشهر الثالث على انتهاء الهدنة الأممية.