أعلنت جماعة الحوثيين، أمس الجمعة، أنه تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على تفريغ "خزان صافر"، بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة بدء عملية التفريغ مطلع العام 2023 للسفينة العائمة في البحر الأحمر قبالة سواحل مدينة الحديدة (غرب اليمن).
وقال رئيس لجنة الحوثيين لتنفيذ اتفاق صيانة سفينة صافر زيد الوشلي: "تم الاتفاق مع الأمم المتحدة على إيجاد سفينة مكافئة لتفريغ النفط الخام الموجود في خزان صافر، وأن يكون الخزان البديل قابلا للتصدير".
وأضاف: "نتعاطى بجدية مع ملف صافر ونحاول أن نفصله عن الوضع السياسي والعسكري باعتباره ملفا إنسانياً، ونتمنى أن تكون هناك جدية"، بحسب ما نقلته "المسيرة"، القناة الرسمية لجماعة الحوثين.
وقال الوشلي: "إذا حصلت أي كارثة فإن دول العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية) والأمم المتحدة تتحمل المسؤولية"، لافتا إلى أن اللجنة "قامت ببذل كل ما يمكن لتسهيل مهمة الأمم المتحدة وعليها أن تتحرك بجدية"، على حد تعبيره.
وقال الممثل المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة ديفيد غريسلي "إن العمل الميداني لتفريغ الخزان صافر سيبدأ في الربع الأول من العام القادم 2023، وسيستغرق أربعة أشهر حسب ما هو معد للخطة الأممية".
جاء ذلك خلال لقائه وزير النقل اليمني عبد السلام حميد، في العاصمة المؤقتة عدن، وأشار إلى "أن تكلفة مشروع الخطة تصل الى أكثر من 100 مليون دولار"، بحسب ما نقلته وكالة "سبأ" الحكومية الرسمية.
إلى ذلك، أكد وزير النقل اليمني حميد "على ضرورة التحرك السريع لتفادي أي عواقب بيئية محتملة من الناقلة النفطية صافر الراسية في منطقة راس عيسى".
وتحمل ناقلة صافر ما يقدر بـ 1,14 مليون برميل من النفط الخام، وتستخدم كخزان للشركة اليمنية النفطية صافر. ومنذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، توقفت الصيانة الدورية للسفينة، التي بدأ هيكلها بالتآكل.
وفي إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن خطة طارئة لإنقاذ ناقلة صافر، وبدأت حشد الدعم المالي لخطتها خلال الأشهر الماضية، وكان من المفترض أن يبدأ الإنقاذ خلال أكتوبر الماضي، لكن تأخر الالتزامات المادية للمانحين أجل بدء التفريغ.
وقُسمت عملية إنقاذ الناقلة النفطية إلى مرحلتين: الأولى سيُنقل خلالها النفط المخزن في الناقلة إلى سفينة أخرى، والمرحلة الثانية ستتضمن توفير حل تخزين دائم للنفط المستخرج من الناقلة.
وصُنعت السفينة قبل 45 عاماً، وأصبحت الآن عبارة عن "قنبلة موقوتة" وقد تنفجر في أي لحظة بسبب تآكل هيكلها وتردّي حالتها بشكل كبير خلال السنوات الثماني الماضية، وتحمل أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من "إيكسون فالديز" في ألاسكا في 1989 وتكفي لجعل سفينة "صافر" خامس أكبر تسرّب نفطي في التاريخ.