تستضيف مدينة جدة السعودية، يوم الخميس، قمة قادة دول مجلس الدول العربية والإفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، والتي تأتي في توقيت عالمي يشهد تحديات جمّة.
ووجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الدعوة لقادة دول المجلس للمشاركة في أعمال ومناقشات القمة التي تستمر يومًا واحدًا، والتي تضع على جدول أعمالها عددًا من الملفات البارزة؛ على رأسها تطورات الوضع فياليمن ومنطقة القرن الإفريقي.
ووفق دبلوماسيين ومراقبين، فإنه من المُنتظر أن تبحث القمة سُبل مواجهة التهديدات الإقليمية التي تواجه دول المجلس، ووضع "استراتيجية مُجابهة" لمواجهة تحديات منطقة البحر الأحمر، بما له من ثقل إقليمي ودولي، في خضم رغبة قوى دولية وإقليمية لترسيخ نفوذها وفرض أجندتها.
مجلس الدول العربية والإفريقية المُطلة على البحر الأحمر وخليج عدن يضم 8 دول عربية وإفريقية هي: - السعودية - مصر - الأردن - السودان - اليمن -إريتريا - الصومال -جيبوتي
* ديسمبر 2018: اتفاق وزراء خارجية الدول الثماني في اجتماعهم بالرياض على تأسيس المجلس * يناير 2020: صادقت الدول الثماني على ميثاق تأسيس المجلس ومقره الرياض * يسعى المجلس إلى تعزيز التناغم وآفاق التعاون بين هذه الدول * تعزيز الأمن والاستقرار والتجارة والاستثمار * حماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية
ووفق تقرير لمركز "تريندز للبحوث والاستشارات"، تنبع أهمية المجلس ليس فقط من كونه يشكل محاولة جادة لضمان حرية الملاحة وحركتها في البحر الأحمر، وتعزيز التعاون بين أعضائه في العديد من المجالات، وإنما أيضًا من الأهمية الجيوسياسية والاستراتيجية والاقتصادية للبحر الأحمر وخليج عدن؛ باعتبارهما من أهم الممرات الدولية على مستوى ضمان أمن الطاقة والاقتصاد العالمي.
واعتبر المركز البحثي أن هذا التجمع الإقليمي يشكل أهمية كبرى ليس فقط لأعضائه وإنما للعالم.
أهمية في توقيت دقيق
من جانبه، اعتبر الأكاديمي المتخصص بالشأن الدولي طارق فهمي، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، قمة جدة بالمهمة والتي تأتي في توقيت دقيق للغاية، إذ تشارك بها 8 دول عربية وإفريقية، ويتركز جدول أعمالها على قضية اليمن والقرن الإفريقي والتهديدات التي تمثلها بعض الأطراف الإقليمية لأمن منطقة الخليج وخليج عدن.
وأضاف فهمي أن هذه تؤكد حرص المملكة العربية السعودية على بناء توافقات في نطاقها الخليجي والعربي، وهيّ مهمة لجملة من الاعتبارات أولها أن هناك تهديدات لبعض الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والمرافق العربية وممراتها ليست فقط من الميليشيات الحوثية، لكن من بعض الأطراف الأخرى التي تريد العبث بأمن الإقليم وبالتالي يتطلب عقد هذه القمة بناء استراتيجية مجابهة تكون مرتبطة بالمصالح العربية والإفريقية بالأساس.
واعتبر فهمي أن وجود دول إفريقية ضمن المجلس يؤكد وجود استراتيجية للتحرك عربيا وإفريقيا لمواجهة التحديات والمخاطر في هذا التوقيت مع الحرص على بناء استراتيجيات توافقية، إذ ستطرح الدول رؤية تؤكد على مفاهيم الأمن القومي العربي ومنطقة البحر الأحمر وخليج عدن، للوقوف في مواجهة المشروعات الإقليمية الأخرى التي تطرح فكرة منتديات مماثلة تحاول من جانبها ترسيخ نفوذها.
رسالة عربية
يرى المحلل السياسي أن قمة جدة تنقل رسالة بإدراك واستشعار الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية بأهمية التنسيق وإيجاد استراتيجيات ملائمة نظرًا لتطورات الأوضاع في اليمن ومنطقة القرن الإفريقي وما يقابلها من مساحات للتحرك العربي في هذا الإطار.