أجرت قناة "بلقيس" حوارا مع نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري، مساء أمس، حول القضايا الراهنة على الساحة اليمنية.
وكيف تمت إزاحة الرئيس عبد ربه منصور هادي من السلطة، وإعلان تشكيل مجلس القيادة الرئاسي من قِبل السعودية والإمارات، وتطوّر العلاقات السعودية - الحوثية وما تشير إليه من دلالات..
وقال نائب رئيس مجلس النواب، عبد العزيز جباري: "إن ما حصل في الرياض خطيئة كبرى، وعمل غير دستوري ولا وطني"، مشيرا إلى أن "تداعيات ذلك ستكون في المستقبل على المستويين السياسي والوطني، وسندرك أنهم ارتكبوا هذه الخطيئة"، في إشارة إلى السعودية والإمارات وما قامتا به في مشاورات الرياض التي أفضت إلى تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.
وأضاف جباري: "مجلس القيادة الرئاسي يمثل اعتداء على الدستور، وعلى إرادة اليمنيين".
وذكر أن المجلس "جاء برغبة خارجية، ولم يأت برغبة يمنية وتعيين من جهة ليس لها علاقةب باليمن"، مشيرا إلى أن الأحزاب - وإن كانت حاضرة في المشاورات - غير مخوّلة بتعيين رئيس جمهورية.
وتابع جباري: "القيادة، التي جاءت بإرادة خارجية لن تحظى بالشرعية الشعبية، وكل ما دار تم اعداده من المخابرات السعودية والسفير السعودي حتى الذين ذهبوا الى الرياض هم يعرفوا ان هناك طبخة وجاهزة ".
وأشار -من خلال حديثه- إلى أن السعوديين أجبروا الرئيس هادي على تسليم السلطة، موضحا أن "السلطة التي تأتي بمخالفة للدستور اليمني هي سلطة غير شرعية مضيفا أن النقاش كان في اتجاه مختلف وجاء السعوديين وضغطوا على الرئيس وضغطوا على الجهات المشاركة وفرضوا مخرجات محددة معدة مسبقاً".
وقال جباري" تم اجبار الرئيس هادي على قبول المقترح المعد وتم توزيع الاشخاص المشاركين في المؤتمر كل اربعة خمسة في مكان وقالوا لهم خلاص وقعوا تم الاتفاق وقعوا وتم الاعلان
وكشف جباري أن القوى الدولية ليست راضية عن التغيير الذي قامت به السعودية، لكنها صامتة لعدم وجود معارضة يمنية.
وحول دور المحكمة الدستورية في ما جرى في الرياض، يقول جباري إنه "كان من الخطأ مسارعة رئيس المحكمة العليا، القاضي حمود الهتار، إلى مباركة ما حدث".
وأوضح أن مشاركة البرلمانيين اليمنيين في مشاورات الرياض جاءت بسبب التهديد الذي تلقوه بقطع مرتّباتهم إذا لم يحضروا.
وأشار إلى أن إزاحة الرئيس هادي ونائبه علي محسن جاءت تنفيذا لما كان يطالب به الحوثيون، معتبرا ذلك "خدمة لمشروع مليشيا الحوثي".
وحول اتفاق الرياض، يوضح جباري أن "السعودية والإمارات صاغتاه دون إشراك اليمنيين في ذلك".
وحول دور المجلس الرئاسي قال جباري إن الشخصيات الموجودة في المجلس معيّنة من قِبل السعودية والإمارات، ولن تسمحا لهم بتجاوز رغباتهما.
وأشار إلى أن "السعودية والإمارات هما من سيفشلان المجلس الرئاسي"، مبيّنا أن "مسؤولي الملف اليمني في السعودية والإمارات قاموا بدور سيِّئ"، مؤكدا أن "السعوديين يعتبرون أي رأي مخالف لهم -حتى ولو كان دفاعا عن بلدك- موقفا ضد المملكة".
وكشف جباري أنه "سيقدّم استقالته من هيئة رئاسة مجلس النواب، خلال الجلسة القادمة"، مرجعا السبب إلى أن "مهمة المجلس أصبحت شرعنة كل ما يحدث، وأنا لا أرضى بهذا".
ولفت إلى أن التحالف السعودي - الإماراتي يتحكّم بالمشهد اليمني والساسة أيضا، كاشفا أنه "تم احتجاز نائب رئيس الوزراء، حسين عرب، من قِبل التحالف قبل سنوات".
وأوضح أنه "عندما كنت وزيرا للخدمة المدنية أنشأ السعوديون مركز معلومات دون علمي". وبسبب ذلك - كما يقول - "قدمتي استقالتي من مجلس الوزراء، لأني لم أستطع ممارسة عملي".
وأضاف جباري أن هناك عبثا كبيرا في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، تجري في الواقع والمشهد اليمني.
وأوضح أن الرئيس هادي عرض عليه منصب رئاسة الحكومة قبل سنوات فرفض ذلك، لاعتقاده أنه لن يستطيع فعل شيء في ظل تحكم السعودية والإمارات بالقرار.
وأكد أن مهمّة المجلس هي إجراء التغييرات والتعيينات في الجهاز الحكومي فقط.
ولفت إلى أن السعوديين كانوا يرفضون عودة الرئيس هادي إلى عدن بذريعة المخاطر الأمنية.
واستطرد في الحديث "يراد لليمن أن يبقى داخل دوّامة الصراع لسنوات طويلة قادمة".