أظهرت دراسة حديثة علاقة «الحرس الثوري» الإيراني؛ تخطيطاً وإشرافاً وتدريباً، بتأسيس الأذرع الإيرانية في المنطقة؛ واليمن تحديداً، اعتماداً على المدارس والمراكز الصيفية، في مسعى لتصدير الثورة الخمينية للخارج.
وبينت الدراسة التي أجراها «مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية»، ومقره مأرب، أن نواة المراكز والمخيمات الصيفية الحوثية في محافظة صعدة كانت مرافقة لتأسيس «تنظيم الشباب المؤمن» (جماعة الحوثي الإرهابية) ذراعاً لـ«الحرس الثوري» الإيراني في اليمن وجواره الإقليمي على غرار «حزب الله» في لبنان.
وأشارت الدراسة؛ التي أجراها الباحث عمار التام رئيس «وحدة الرصد والتحليل» في «المركز»، إلى «الدور الخطير للمراكز والمخيمات الصيفية الحوثية في تحقيق استراتيجيات التوسع الإيراني في اليمن عبر استراتيجية (حرث الأرض) والإبادة الثقافية، وإعداد بنية الإرهاب في اليمن وجواره الإقليمي والملاحة الدولية».
وإلى جانب أن المخيمات والمراكز الصيفية الحوثية معسكرات حشد وتدريب قائمة على آيديولوجيا «الحرس الثوري» الإيراني، أظهرت الدراسة أن هذه المخيمات تمثل تهديداً محلياً وإقليمياً من شأنه إفشال كل محاولات ومبادرات بناء السلام في اليمن والمنطقة.
وترى الدراسة أن الحوثي، ورغم الهدنة الأممية الأخيرة، «لم يتوقف عن التحشيد والتجييش من خلال المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية، واستمر بوتيرة عالية فاقت الأعوام الماضية»، مبينة أن «عدد الطلاب الملتحقين بهذه المراكز وصل إلى 760 ألف مشارك و27500 معلم».
وبحسب الدراسة، فإن «الخطورة على مستقبل السلام في اليمن تكمن في أن الحوثي يتعاطى مع الجهود الدولية والإقليمية لغرض تكتيكي ليضاعف استعداده للحرب والاعتداء على دول الجوار» مع «مضاعفة المعاناة والفقر للمجتمع تحت سيطرته».
وحذرت الدراسة من أن «جماعة الحوثي الانقلابية لن تتوقف عن جرائمها بحق الأطفال في تلك المراكز إلا بمواجهة (استراتيجية حرث الأرض والإبادة الثقافية) عبر مشروع فكري ثقافي شامل تتبناه الحكومة الشرعية بدعم دول التحالف العربي لإيقاف تجريف الهوية اليمنية، والامتداد الإرهابي لـ(الحرس الثوري) الإيراني».
وأضافت الدراسة: «المراكز والمخيمات الصيفية والدورات الثقافية تشكل عائقاً؛ إن لم تكن مانعاً، لبناء ومستقبل السلام في اليمن والمنطقة، وحتى يتحقق الحسم العسكري؛ فإن إيلاء الجانب الفكري والثقافي المساند للجهود العسكرية لتحرير اليمن واستعادة الدولة يعدّ أولوية قصوى».
وأوصت الدراسة بإقامة العديد من حلقات النقاش وإعداد أوراق العمل والدراسات والأبحاث لتوضيح «طبيعة العلاقة بين المراكز والمخيمات الصيفية الحوثية و(الحرس الثوري) الإيراني، إلى جانب التعامل مع جماعة الحوثي الإرهابية إعلامياً وفكرياً وسياسياً وعسكرياً من قبل الحكومة اليمنية والدول الإقليمية».