يعتبر الناجي الوحيد من أسرته. إنه حامد مصطفى في الرابعة من عمره ، قذيفة سقطت عليه وهو يلعب مع أشقائه جوار منزله ، ليفقد فيها ثلاثة منهم وطرفه السفلي الأيمن قبل عام في مدينة تعز جراء الحرب في اليمن.
سقوط القذيفة، وكيف كانت الأشلاء، وفاجعة الذعر، كل تفاصيل الوجع ، يرويها حامد كما هي، لم ينسى منها شيء ، يقول والده .
شقيقه محمود ست سنوات والآخر حميد يكبره بعام واحد وأختهم الكبرى ليلى في التاسعة من عمرها ارتقوا جميعاً ونجى حامد بإعاقة وطرف مبتور ووجع يرافقه طوال مشوار حياته .
ذكيٌ، فطنٌ، يخاطبك حامد كأنه في سن يكبره بعشرة أعوام ، لكنه يبكي أحياناً بشكل غير طبيعي وبطريقة متواصلة ولا يسكت سوى أن يكون أبوه بجواره ، وكأنه يعيش تجربة الفاجعة في كل أوقاته .
في المركز العربي للأطراف الصناعية بصلالة في سلطنة عمان والذي أصبح حديقة مصغرة لــ حامد يمارس اللعب أكثر من التدريب ويضيف ابتسامة لدى الجرحى والكادر الطبي ككل.
فمع كل صباح يصل حامد من السكن إلى المركز ليستقبله الجميع بابتسامة وأخر بلعبة والفني المتخصص بالأطراف زكريا بقطعة حلوى ، حينها الكل يصبح مشغولاً بحامد والمركز يملئه بضجيج لعبته .
بعد أسبوعين من التدريب أصبح حامد يسير على الطرف الصناعي ويمارس ألعابه المفضلة بعد عام من الحرمان ، وتلك هي المهمة الإنسانية التي من أجلها أسس الشيخ حمود سعيد المخلافي المركز العربي بمساندة وتسهيلات سلطنة عمان الشقيقة