شهدت مدينة مارب، اليوم السبت، إشهار مركز البلاد للدراسات والإعلام. وفي حفل الإشهار، ألقى رئيس المركز حسين الصوفي، كلمة، أوضح فيها أن إنشاء المركز جاء كضرورة ملحّة لردم الفجوة في التعاطي مع الملفات والقضايا الوطنية الوجودية، وما ينتج عنها من مواقف وقرارات تحدد مصير اليمن. وأشار إلى أن المركز يسعى لتقديم دراسات وأعمال بحثية وتحليلية للأحداث والقضايا الوطنية معمّقة، انطلاقاً من موقع المسؤولية الوطنية والمهنية، لتضع الرأي العام المحلي والدولي وصانع القرار في صلب القضايا الجوهرية بعيداً عن التناولات الهامشية والحسابات الضيقة. وأضاف أن إنشاء المركز كان بمثابة تحدٍ حقيقي لكن ولادته كانت في مدينة المعجزات مارب والتي علمت اليمنيين قهر المستحيل وصناعة المنجزات في أصعب الظروف. ولفت إلى أن هذا التدشين يأتي نتاج عمل دؤوب وجهود حثيثة لكوكبة من الزملاء والزميلات وثمرة لحراك فكري ومهني مستمر خلال السنوات الأخيرة عن مدى الحاجة لأعمال مهنية ونوعية تواكب التطورات والأحداث المتسارعة في القضية اليمنية في إطار السلطة الرابعة التي تصنع تحولات حقيقية تصب في المصلحة العامة وتشكل كوابح للتمييع والتسطيح للقضايا المركزية. وجدد الصوفي، دعوة الباحثين والصحفيين والمهتمين إلى تكثيف التواصل والتعاون بما يخدم القضية الوطنية والغايات السامية للشعب اليمني ومستقبل الأجيال في ظل المخاطر الوجودية المحدقّة بالبلاد أرضاً وإنساناً. وحيّا رئيس المركز كافة الجهود والأنشطة الإعلامية الواعية والمسؤولة.. داعياً إلى استشعار خطورة اللحظة التي تمر بها البلاد وضرورة القيام بالواجب الوطني والمهني على مستوى الأفراد والكيانات. وبالتزامن مع حفل الإشهار، أقام المركز ندوة دشّن خلالها باكورة أعماله البحثية بعنوان بعنوان "مارب وايران وجها لوجه" ناقشت الدور العسكري والإعلامي الإيراني في الهجوم المتواصل على محافظة مارب والكلفة الإنسانية التي نتج عنها. وقدّمت الندوة ورقتين بحثيتين الأولى قدمها الباحث الصحفي حسين الصادر رئيس تحرير الأخبار بإذاعة مأرب، استعرض فيها لنبذة تاريخية حول الدور الوظيفي لما سمي بالثورة الاسلامية في ايران، وقال الصادر، أن العقيدة العدائية للفكرة الخمينية هي ضد العرب فقط، وتساءل للتأكيد: لماذا لم يتم تصدير الثورة الايرانية إلى دول شرق آسيا، او تركيا، أو البلقان أو باكستان أو اوروبا؟! لماذا التركيز على المنطقة العربية؟ لأن دور ايران الوظيفي نشر الفوضى والإرهاب، وعن معركة مأرب في مواجهة إيران قال الصادر أن هناك حقد دفين على اليمن عموما والمناطق الجنوبية والشرقية على وجه الخصوص لأن القادة الذين أسقطوا امبراطورية فارس كانوا من اليمن. وحول عوامل صمود مأرب، قال الصادر أن أهم العوامل الذهنية القبلية والفطرة المأربية التي لم ترتبط بأي ولاء سياسي أو أيدلوجي، ولم تكن تحظى باهتمام من مراكز صنع القرار في دولة الشمال او الجنوب، ما انعكس على تنمية وتعميق الولاء الوطني والحفاظ على الهوية اليمنية في نفوس ابناء القبيلة المأربية. وقال إن من أهم العوامل وجود قيادة سياسية محنكة وتحظى بإجماع ممثلة بالشيخ سلطان العرادة. وأكد أن الصمود الأسطوري لمأرب كان المؤسس للانتصارات التي حدثت في شبوة وغيرها وعلى المعركة الوطنية بشكل عام. وخرجت الندوة بتوصيات، دعت الحكومة إلى تقييم الاداء الدبلوماسي والسياسي في مواجهة الخطاب والتدخلات الايرانية التي لا تمكن وصفها إلا بالدولة الغازية والمحتلة، وحثت الندوة الحكومة الى اتخاذ خطوات لملاحقة إيران في المحافل الدولية ومحاسبتها على جرائمها. وأوصت الندوة وزارة الإعلام والحكومة الى عقد ورش عمل من اجل اعداد رؤية استراتيجية اعلامية وطنية لمواجهة الاحتلال الايراني. وفي الندوة شارك العديد من الصحفيين والحضور بمداخلات ساهمت في اثراء النقاش.
مأرب .. اشهار أول مركز دراسات وبحوث متخصص في الإعلام
(مندب برس - متابعات )