يسابق طارق محمد عبدالله صالح الزمن في تحركات سريعة لترسيخ مواقع جديدة له على الأرض وبدعم قوي وسخي من دولة الامارات العربية التي استمرت بتسويق قائد الفصائل الموالية لها في الساحل الغربي لليمن ، كبديل مرتقب لـ"الشرعية" التي رفض الاعتراف بها منذ أن شكل ألويتة العسكرية في الساحل الغربي وتحديدا بعد هروبه من بطش الحوثيين وقتل عمة صالح بالتزامن مع مساعي الامارات على مدى أعوام لإقناع دول الغرب برفع العقوبات عن نجل صالح احمد علي ولكن قوبل ذلك بالرفض الدولي واستمرت في دعم وتلميع طارق صالح لتجعل منه هامة وطنية واسطورية
إعادة انتاج نظام صالح من جديد
تسعى دولة الامارات على امتداد المناطق المحررة إلى إعادة انتاج نظام صالح بقيادة نجل شقيقه طارق، الذي لا يزال موقفه حيال واقعة مقتله في احداث ديسمبر من العام 2017 من قبل مليشيا الحوثي محل شكوك كثيرة ومنذ تكوين طارق فصائل موالية للامارات ولا تدين بالولاء لرئيس هادي فر الكثير منهم وعادوا الى حضن الحوثي كما انسحب من مناطق شاسعة غرب اليمن خلال أيام فقط وسلمها للحوثي بكل برود بعد أن تمكن من السيطرة عليها خلال سنوات. كما استمرت الامارات بالترويج عبر وسائلها الاعلامية بترشيح أحمد علي لمناصب هامة في الدولة تارة نائبا وتارة رئيسا وتارة قائداً لمجلس عسكري في حين أنه لا وجود لمثل هكذا ادعاءات على الواقع مطلقاً.
نشاط لعمار صالح في مناطق الشرعية
وفي ذات الوقت تشهد المحافظات المحررة نشاطاً كبيراً لقائد الأمن القومي السابق عمار صالح حيث يسعى لتثبيت سيطرة أسرة صالح على المناطق المحررة وقام بتشكيل غرفة عمليات لإدارة هذا التغلغل من جبهة الساحل، حيث دعم التحركات التي قام بها طارق بفتح مكتبة في شبوه وينشط في تجنيد عدد من الشخصيات في المهرة للعمل لصالحه، كما لم تسلم مأرب من محاولاته حيث كان المخطط الأبرز للأحداث التي شهدتها مجينة مأرب قبل أيام ونتج عنها اشتباكات بين ال جلال وبين قوات الأمن وإن كانت تحركات آل جلال قد أخذت الطابع القبلي إلا أن مصدر عسكري أكد ارتباط عناصر منهم بعمار لخلخلة مأرب من الداخل.
شبوة انطلاقة العودة
تحاول عائلة صالح أن تعمق تواجدها في المنطقة الشرقية بكل قوة بعد أن أضحت الحاكم الفعلي لجنوب الساحل الغربي حيث استغلت تعيين القيادي المؤتمري عوض العولقي محافظاً لماحفظة شبوة وحاولوا تشديد القبضة على المحافظة وسط حالة سخط كبيرة من قبل الانتقالي وضوء أخضر من التحالف والإمارات تحديداً. مراقبون أدرجوا هذه التحركات ضمن مسار طويل يمتد إلى مأرب والجوف حيث تتم هناك محاولات لإعادة هيكلة قوات الجيش الوطني هناك وبما يضمن نفوذ لطارق على هياكلها تحت مسمى "محور سبأ" وبإدارة قيادات عسكرية موالية للمؤتمر،كما يقبع محافظ الجوف أمين العكيمي تحت الإقامة الجبرية الغير معلنة لدى السعودية منذ أكثر من شهر وتسعى المملكة لتغييره بقيادي مؤتمري أيضا أسوة بما تم في شبوة، كما دشن في المهرة باب التجنيد لقوات موالية لطارق صالح في الغيظة وكذا الأمر في حضرموت وصولا إلى الحدود اليمنية – السعودية حيث نشر التحالف قوات طارق كبديلة للجيش الوطني تحت مسمى "قوات اليمن السعيد"..
قفزة في التسليح النوعي
وجاءت هذه التحركات بموازاة ظهور طارق صالح في معرض الأسلحة المتطورة التي نظمته الإمارات وقد اختار طارق الجناح التركي من المعرض سعياً منه للحصول على طائرات مسيرة، ونشر صورة من هناك في رسالة مبطنة للحكومة "الشرعية" بأنه قد قطع مسافة أبعد منهم في التسليح وبدعم من التحالف الذي ظل محل اتهامات مستمرة من الحكومة الشرعية برفضه المستمر لتسليح فصائلها.
تحركات طارق تستفز الانتقالي
مثل تدشين طارق عفاش لما سُمي المكتب السياسي لـ”المقاومة المشتركة في الساحل الغربي” في مدينة عتق بمحافظة شبوة الجنوبية، تحدياً بالغاً للانتقالي خاصة في ظل رضى الراعي الرسمي للانتقالي عن هذه التحركات وهو بالمقابل نفس الراعي لطارق. ووصلت هذه الصراعات ذروتها عقب إعلان الانتقالي الكشف عن ما وصفه ب"خلية تجسس" في صفوف قوات المجلس تابعة لطارق صالح وقامت بنشر اعترافات بقيامهم بتزويد طارق بمعلومات عن تحَرّكات قيادات المجلس الانتقالي في مدينة عدن. ويظهر مدى الحنق والغضب الكبير من تحركات طارق في المناطق الجنوبية في كلام الصحفي الموالي للانتقالي عدنان الاعجم حيث قال في منشور على صفحته على الفيس بوك صباح اليوم "هذا زمن عيدروس الزبيدي وليس زمن احمد علي عبدالله صالح ولن يحكمنا الزيود ونحن على قيد الحياة"
ردود فعل الانتقالي وتحركاته المضادة لطارق في تقرير قادم