تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية عملية استهدافها للتعليم في المناطق غير المحررة، وتسعى من خلال ذلك الى تجهيل المجتمع، واقتصار الدراسة على ملازم الجماعة المتخلفة، ومن أبرز ذلك الاستهداف هو نهب رواتب المعلمين، وتجويعهم واجبارهم على ترك المدارس والبحث عن فرص عمل بعيدا عن تعليم الأجيال.
ومنذ أكثر من ستة أعوام تنهب مليشيا الحوثي رواتب مليون ونصف موظف حكومي، بينهم 135 الف معلم ، وتمول حربها مع ايران على الشعب اليمني، والدول المجاورة.
ورفضت مليشيا الحوثي عرضا من الحكومة الشرعية بصرف رواتب الموظفين شرط ان توصل الإيرادات إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.
وعود كاذبة
وكان يحيى الحوثي المعين وزيراً للتربية في حكومة المليشيا غير المعترف بها قد أعلن منتصف أغسطس الماضي تشكيل ما أسماه "صندوق المعلم" لتحصيل إيرادات ضخمة من ضرائب وجمارك مضافة على بعض السلع، وكذا رسوم إضافية على بعض الخدمات، والبدء بصرف 30 ألف شهرياً للمعلمين، بدءاً من شهر ديسمبر الفائت لكن تلك الوعود تبخرت. ومنتصف ديسمبر الماضي بدأ المعلمون في مدارس صنعاء إضراباً شاملاً، عقب ترجع مليشيا الحوثي عن وعودها السابقة بصرف 30 ألف ريال شهريا لكل معلم، لكنهم علقوا ذلك الاضراب بعد وعود جديدة من المليشيا بصرف الرواتب.
ابتزاز الأهالي
ولجأت الميليشيات الى فرض اتاوات على أهالي الطلاب تحت شعار "المساهمة المجتمعية" وفرضت الف ريال يمني على كل طالب شهريا، الأمر الذي ضاعف معاناة الأهالي، واجبر البعض على توقيف أولادهم على التعليم.
الموت جوعا
مؤخرا عثر مواطنون على أستاذ مادة اللغة العربية في مدرسة الحورش "خالد الخليفي"، ميتاً بعد أيام تحت أحد جسور صنعاء، مات جوعاً بحسب روايات متطابقة، بعد أن طرده المؤجر من منزله لعجزه عن سداد قيمة الإيجار. تقول مصادر تربوية في صنعاء إن معظم المعلمين خصوصا الذين في الأرياف تركوا المدارس وذهب الأغلب منهم الى الزراعة ، والعمل في مزارع القات، ولجأ البعض الى العمل في محلات التجارة العادية، فيما فضل البعض مغادرة الوطن والعمل في المملكة العربية السعودية.
وبحسب شهادات سكان وطلاب في صنعاء فإن المعلمات في مدارس أمانة العاصمة لجأن إلى بيع الوجبات الغذائية (سندوتش) للطالبات لتوفير المصاريف لأسرهن.