"بشرى الهبل" معتقلة سابقة نجت من جحيم الحوثيين بأعجوبة، ولاتزال رغم مرور عام على إطلاق سراحها، غير قادرة على تحريك يدها اليسرى التي أصابها الشلل من كثر التعذيب، و التهمة هي نفسها دائما:" العمالة مع العدوان".
بشرى واحدة من مئات النسوة اللاتي وقعن في أيدي مليشيات الحوثي الانقلابية ودخلن المعتقلات بتهم سياسية ملفقة، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال أطلق الحوثيون سراحها بحال غير الحال التي كانت عليه.
"تقول "اعاني من شلل في يدي اليسرى بسبب الضرب بالعصي الكهربائية، وكذلك لدي ارتجاج في المخ وكنت على وشك الإصابة بانزلاق غضروفي، كانت الزينبيات يشرفن على تعذيبنا في النهار، أما الليل فكان يأتي إلينا رجال بملابس عسكرية".
تنتهج مليشيات الحوثي امتهان كرامة النساء وتبتزهن وتعذبهن وتجعلهن مادة للمساومة في قضايا سياسية، وعلى صعيد الانتهاكات فقد ذكر تقرير الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي ضد النساء بين ديسمبر 2017 إلى ديسمبر 2020، أن عدد المعتقلات بلغ 1181 معتقلة منهن: 274 حالة إخفاء قسري، و292 معتقلة هنّ من الناشطات والحقوقيات ومن قطاع التربية والتعليم، و246 حالة من العاملات في المجال الإغاثي والإنساني. كما وثّق التقرير 71 حالة اغتصاب و4 حالات انتحار.
فئات متفاوتة
ومن حيث الفئة العمرية للمعتقلات، بلغ عدد المعتقلات تحت سن 18 أكثر من 293 حالة، بالإضافة إلى توثيق عشرات الحالات لأطفال من الذكور والإناث تم احتجازهم مع أمهاتهم المعتقلات. كما أن من بين المعتقلات 8 ينتمين للطائفة البهائية. وحتى الآن تم الإفراج عن 321 معتقلة.
وتفاوتت الانتهاكات بين القتل، والتشويه، والاحتجاز، والاعتقال والاختطاف والتعذيب، والعنف الجنسي، إذ تعرضت النساء المعتقلات للاغتصاب من قبل المشرفين في سجون الميليشيات، وسجلت حالات انتحار للفتيات المعتقلات في السجن المركزي بصنعاء ولم يسمح الحوثيون بالكشف الطبي على المعتقلات والتحقيق في أسباب الوفاة داخل مراكز الاحتجاز.
كما تعرضت النساء لكافة أنواع التعذيب الجسدي من ضرب بـالعصي والأسلاك الكهربائية، وصفع، وإيقاف النفَس بخنقهن، وإغراقهن بالماء، إضافة إلى التعذيب اللفظي من إهانة وتحقير وتعذيب نفسي، بهدف الاعتراف بأشياء لم يفعلنها إضافة إلى تلفيق التهم الكيدية وغير الأخلاقية للمعتقلات مثل تهمة تكوين شبكات الدعارة.
كابوس مظلم
وتؤكد الناشطة "رنا البعداني" بأنها تتعرض لمضايقات شبه يومية من قبل الحوثيين تتمثل في تهديدها عبر الرسائل بالاعتقال والضرب والاختطاف ولذلك فهي تشعر بالخطر الحقيقي على حياتها، وتصف رنا الحقبة التي تعيشها نساء اليمن حاليا بأنها " الاشد ظلاما وسوادا عبر التاريخ".
مضيفة بالقول:" ليس هناك فتاة تريد أن تفصح عن ما حدث لها على يد الحوثيين ولكن على الرجال ان تعلم بأن الحوثيون ينتهكون كرامة نسائكم وعرضكم بأوامر من أشخاص لبنانيين وايرانيين، يا شعب اليمن.
طرق وحشية
أما بالنسبة لـ" أسماء الحوصلي" وهي ناشطة فتجربة السجن كما تقول كانت كابوسا لا تريد الحديث عنه والسبب ما لقيته من تعذيب نفسي وجسدي، حيث اعتقلت في يناير 2019 وتم ايداعها السجن المركزي بذمار وهناك قضت خمسة أشهر بتهمة معارضة الانقلاب
" لم يتركوا وسيلة وحشية ورخيصة وقذرة الا استخدموها ضدنا حتى انهم كانوا يحرموننا من قضاء الحاجة لساعات طويلة وكانوا يدخلون علينا مسلحين رجال".
الصحوة نت - أمل أحمد