دعا علماء ودعاة اليمن، إلى بذل الوسع الواجب شرعًا للدفاع عن الهوية الإسلامية والعربية للشعب اليمني، وتحصينه من الإرهاب الحوثي الإيراني وأفكاره العدائية والدخيلة على اليمن والمنطقة.
وأكدوا في البيان الختامي الصادر عن ملتقى علماء اليمن المنعقد في مدينة مأرب اليوم الأحد، على دور العلماء في التصدر لهذه المهمة الرفيعة.
وانعقد الملتقى الذي نظمه برنامج التواصل مع علماء اليمن، برعاية وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية، ووزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، تحت عنوان "مأرب في مواجهة العدوان الحوثي.. الموقف الشرعي والواجب الإنساني" بحضور ممثلين عن السلطة المحلية بمأرب.
وأكد البيان أن التصدي للمشروع الصفوي الذي تقوم به الميليشيا الحوثية بدعم من إيران، هو واجب على كل من يستطيع بنفسه أو ماله أو قلمه، أو كلمته؛ دفعاً للمعتدي ظلما وعدوانا.
وشدد على أن الاصطفاف الوطني طريق للنصر المبين، مطالباً جميع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، والمكونات الاجتماعية والقيادات العسكرية وسائر أفراد الشعب بتوحيد صفوفهم وجمع كلمتهم والاعتصام بحبل الله تعالى، والابتعاد عن المشاريع الضيقة والأفكار الهدامة والعصبيات المناطقية والطائفية، ونبذ ما يفضي إلى خلافهم ونزاعهم.
ودعا بيان ملتقى علماء ودعاة اليمن إلى الالتفاف حول الشرعية ومؤازرتها لاستكمال استعادة مؤسسات الدولة من الميليشيا الانقلابية المدعومة من إيران.
وأدان الملتقى، الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي، ومن ذلك استهداف المدنيين والأعيان المدنية في اليمن والمملكة، وما جرى مؤخراً من اعتداء إرهابي على دولة الإمارات العربية المتحدة.
وثمن المشاركون جهود التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، وإطلاق عملية، حرية اليمن السعيد، التي تهدف إلى تحرير كل تراب اليمن وأن يكون اليمن ضمن المنظومة الخليجية لينعم شعبه بالأمن والاستقرار والتنمية، شاكرا مواقفهم الناصعة في دعم الشرعية والشعب اليمني في مختلف المجالات والتخفيف عن معاناة اليمنيين.
وأكد ملتقى العلماء والدعاة على جوب دعم الحكومة الشرعية للقيام بواجباتها الشرعية والدستورية في استعادة مؤسسات الدولة، ودعم وإسناد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وتحريك كافة الجبهات، والاهتمام برعاية أسر الشهداء والعناية بالجرحى، وتوفير متطلبات العيش الكريم للمواطن، وضبط أي تلاعب يضر بالمجتمع اليمني.
وتقدم المشاركون في الملتقى الشكر والثناء لكل قيادة وأفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الذين يبذلون أرواحهم في سبيل الله للحفاظ على هوية اليمن وصد العدوان الحوثي الإرهابي، والتقدم نحو العاصمة صنعاء لتحريرها، وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، مثمنين جهود قبائل مأرب الأبية خاصة، والقبائل اليمنية عامة، الذين يقفون جنبا إلى جنب مع الجيش والأمن والمقاومة، لدحر الميلشيات الحوثية الإرهابية.
وقال البيان إن العلماء والدعاة المجتمعون استعرضوا العدوان الإرهابي الحوثي الإيراني على مأرب، وناقشوا الموقف الشرعي والواجب الإنساني.
وأشادوا بجهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في مساندة الجيش الوطني بمن فيهم العمالقة والمقاومة الشعبية، وسبل توحيد الجهود وجمع الكلمة وبذل المزيد في مساندة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية حتى تحرير كامل التراب اليمني.
وفي الملتقى حذر وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ حسن الشيخ، من خطورة الأفكار الحوثية المستوردة على الشباب والمجتمع، مؤكداً على الدور الفاعل للعلماء والدعاة في مواجهتها واحياء العزة والكرامة والانتماء للأمة وبيان حقيقة المشروع الحوثي.
وسرد الشيخ ما تعرض له العلماء وطلاب العلم من تنكيل وملاحقات من قبل مليشيات الحوثي، التي دمرت المساجد ودور العلم، مشيداً بمأرب وابطالها الذين دحروا هذه المليشيات بتضحياتهم الكبيرة.
وأعرب عن شكره للدور الذي يقوم به برنامج التواصل مع علماء اليمن، ووزارة الشئون الإسلامية في المملكة وتعاونها مع وزارة الأوقاف في جمع قلوب الدعاة والعلماء للقيام بدورهم في التنوير.
وفي كلمة السلطة المحلية، قال وكيل أول محافظة مأرب الشيخ علي الفاطمي إن مأرب مثلت محافظة السلام والصمود من أجل اليمن وشعبه وشرعيته، منوهاً بدور العلماء والدعاة في تعزيز هذا الصمود.
وأوضح الفاطمي بأن الشعب اليمني أنبرى للدفاع عن دينه ووطنه، وسانده التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث تكاتف العسكريون والقبائل والعلماء والمدنيين وكل المخلصين للدين والوطن.
وفي ورقته بعنوان "صمود مأرب في مواجهة عدوان الحوثيين" تطرق عضو مجلس النواب السابق الشيخ عبدالله صعتر إلى الملاحم الخالدة التي سطرتها مأرب في مواجهة مليشيا الحوثي خلال السبع السنوات الماضية، ودور قبائل مأرب في مواجهة الانقلاب الحوثي.
وتطرق صعتر إلى صمود مأرب في مواجهة موجات النزوح بسبب تهجير المليشيا الحوثية لليمنيين، وكيف استوعبت القادمين من مختلف المحافظات، في وقت تواجه مليشيا الحوثي في جبهة تمتد أكثر من 300كم.
ودعا الشيخ صعتر إلى الاستفادة من تجربة مأرب في توحيد الصف والموقف ونبذ الخلافات، مطالباً الحكومة بالوفاء بتعهداتها في دعم صمود مأرب، ومساندة سلطتها المحلية لمواجهة احتياجات ملايين المهجرين.
وتحدث في الملتقى الشيخ عبدالرحمن الأعذل، عن دور الحكومة اليمنية في تعزيز صمود مأرب ومساندة الجيش والمقاومة، مستعرضاً صور من صمود مأرب وافشالها للمخططات الحوثية ومن ورائها حزب الله الإرهابي والنظام الإيراني، والتضحيات التي قدمها الجيش ومعهم أبناء مأرب والمهجرين.
وأوضح الأعذل أهمية توحيد الخطاب الدعوي لتوحيد الصف، وكذا دور وزارة اٌوقاف في التوعية بخطر مليشيا الحوثي، والتوجيه المعنوي لبث الروح المعنوية.
واعتبر الأعذل أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد لانهاء الانقلاب واستعادة الدولة، داعياً للاهتمام بالمؤسسة العسكرية والأمنية ودعم البنية التحتية في مأرب لمواكبة الزيادة السكانية.
وعرج الشيخ عبدالرزاق البقماء إلى الموقف الشرعي إزاء ما تتعرض له مأرب ودور العلماء المنشود أمام تكالب قوى الشرع المتمثلة في المشروع الحوثي الإيراني، وما يجب القيام به إزاء ما تقوم به مليشيات الحوثي من دمار وقتل.
وأشار البقماء إلى نهج الامامة الكهنوتية السلالية في اليمن، وجرائم القتل والدمار، وبث العقائد الفاسدة، مهيباً بالعلماء للقيام بدورهم وجمع كلمتهم.
وشدد على دور العلماء في مواجهة التطرف والإرهاب الحوثي، الذي لم يستثن أحداً، داعياً إلى تجاوز الخلافات وجمع الكلمة حتى استئصال الخطر.
واستعرض الشيخ محمد خديف صوراً من جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، كما اوردته بالأرقام تقارير لمنظمات حقوقية من انتهاكات وحشية، لاسيما ضد الأطفال والنساء.
ولفت إلى تعدد أشكال الانتهاكات الحوثية المهولة ضد النساء، من قتل والخطف والاخفاء القسري والتعذيب والتشريد، وجرائم تفجير المنازل، مؤكدا أن ما تعرضت له الطفولة في اليمن على أيدي مليشيا الحوثي، جعلتهم ما بين قتل وتجنيد اجباري وإعاقات، وحرمان من التعليم والصحة والرعاية، وعرضتهم للمجازر والجوع والأوبئة.
وأشاد الشيخ محمد العسلي بدور المملكة العربية السعودية والتحالف العربي في دعم الجيش في معاركه مع المليشيات خاصة في المعارك الأخيرة في شبوة ومأرب.
ونوه بجهود التحالف في انقاذ اليمن، الذي أراد الحوثي الذهاب به خارج السياق العربي ورهنه للمحتل الفارسي.
واوضح أن أهم هذه الجهود اسناد الجيش والمقاومة، وتدريب الوحدات العسكرية، والاسناد الجوي للجبهات، وتقديم تضحيات كبيرة في سبيل تحرير اليمن وتخفيف حدة الاجرام الحوثي، لافتاً إلى دور المملكة في حماية الممرات المائية ومواجهة الإرهاب الحوثي الإيراني، وآخرها عملية حرية اليمن السعيد، كخارطة طريق جديدة وضرورة تكاتف الجهود وتوحيدها للمحافظة على اليمن وتاريخه.
وقال الشيخ عدنان الأقطل في ورقته، أن مليشيا الحوثي تمارس كافة الانتهاكات بحق المدنيين، لاسيما فيما يتعلق بمعتقداتهم، من إهانة لمشاعرهم، وطعنهم في الدين، وجرائمهم بحق المساجد ودور القرآن، ومحاولاتهم استهداف قبلة المسلمين.
وشدد الأقطل على توحيد الصف والكلمة، وتلاحم العلماء والقبائل والقوى السياسية والمؤسسات المجتمعية والإعلامية، لمواجهة مليشيا الحوثي حتى يتحقق النصر.
وسرد فخر الدين البركاني جملة من الانحرافات العقدية للحوثيين ومخالفتهم للمسلمين، مؤكداً أن أكبر الجنايات هي ما حملته ملازم الصريع الحوثي من شبهات وأباطيل فخخ بها عقول المغرر بهم، في سبيل تنفيذ مخططاتهم.
وأوضح خطورة هذه الانحرافات التي يسوقها الحوثي على المجتمع اليمني والهوية اليمنية، لما تحمله من دعاوى ومزاعم ومخالفات للدين.
وأكد البركاني أن الحركة الحوثية العنصرية السلالية تحاول جاهدة تغيير هوية المجتمع اليمني الدينية والثقافية من خلال وسائل إعلامية وتغيير المناهج والدورات التي يستهدفون بها الشباب ليزجوا بهم في محارق الموت بعد تشبعهم بعقائد فاسدة منحرفة.