تتخذ الولايات المتحدة جهوداً دبلوماسية متقدمة في حل الصراع اليمني، للدفع بالخطوات السلمية والحوار السياسي بين جانبي الصراع، وذلك عبر مبعوثها الخاص للأزمة اليمنية تيموثي ليندركينغ الذي يزور المنطقة للمرة الثانية منذ توليه هذا المنصب. التحرك الدبلوماسي واضح في تحركاته، لكن يشوبه بعض الغموض عند الاقتراب من التفاصيل، بحسب مراقبين، استشهدوا بمسألة الحديث مع الحوثيين.
فبعد أقل من 24 ساعة من قول المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة لا تتعامل مع الحوثيين، نقلت «رويترز»، عن مصدرين مطلعين، أن المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينغ عقد اجتماعاً مع الحوثيين في مسقط يوم 26 فبراير (شباط) الماضي.
وقال برايس، أول من أمس، إن بلاده ستواصل محاسبة قادة الجماعة بسبب «الفظائع الإنسانية التي ارتكبوها في اليمن»، ومهاجمة السعودية والبنى التحتية والمدنية فيها، «وسلوكهم المستهجن».
وتواصلت «الشرق الأوسط» مع وزارة الخارجية للاستفسار عن التواصل المزعوم بين المبعوث ليندركينغ وقيادات الحوثيين، إلا أنها لم تتلقَّ أي رد على الاستفسارات المتكررة حتى وقت كتابة التقرير الساعة (8:30 مساءً بتوقيت غرينيتش).
وأفاد برايس بأن بلاده لا تتعامل ولا تتواصل مع جماعة الحوثي، وأنه في حال رغبت الولايات المتحدة في إرسال رسائل لهم، فإنها تستعين بقنوات وعلاقاتها في إيصال تلك الرسائل، مؤكداً مواصلة محاسبة قادة الحوثيين، بعد أن تمت معاقبة اثنين من كبار قادة الحوثيين العسكريين، أول من أمس، وهما منصور السعودي وأحمد الحمزي.
وقال المتحدث، في مؤتمره الصحافي، إن موقف الإدارة الأميركية هو اتخاذ خطوات لإنهاء الصراع في اليمن من خلال المسار السياسي، وإن إلغاء تخصيص الجماعة في قائمة الإرهابيين التي اتخذتها الإدارة السابقة هو لتخفيف معاناة الشعب اليمني، مضيفاً: «سنواصل محاسبة قيادة الحوثيين لقد فعلنا ذلك مع اثنين من القادة الإضافيين، وفي الوقت ذاته، لن نفعل أي شيء يزيد من المعاناة الإنسانية للشعب اليمني».
وبيّن أن الولايات المتحدة تعهدت بمنح الشعب اليمني نحو 200 مليون دولار، كما تعمل على تشجيع بقية دول العالم على ذلك، والدليل على ذلك هو ما يقوم به تيم ليندركينغ المبعوث الخاص الأميركي للأزمة اليمنية، وهو الآن في رحلته الثانية إلى المنطقة في غضون أسابيع قليلة فقط من توليه هذا المنصب، حيث يعمل عن كثب مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن غريفيث، ويعمل عن كثب مع الحكومات في المنطقة.
وأضاف: «لا يمكن إنكار أن إيران أشعلت نيران الصراع في اليمن، وفاقمت التوترات، وهذا يهدد بمزيد من التصعيد وسوء التقدير والاستقرار الإقليمي. ونعلم أن الحوثيين يعتمدون على إيران في الحصول على السلاح، وفي أشكال أخرى من الدعم. ولذا عندما تحدثنا عن نهجنا تجاه إيران، تحدثنا عن الاقتراح المطروح على الطاولة، وظل مطروحاً لبعض الوقت عندما يتعلق الأمر ببرنامج إيران النووي».
وأكد نيد برايس أن بلاده تحدثت مع الحلفاء الغربيين وشركائها في دول المنطقة، عن البرامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، «ولكن من الواضح أنه عندما يتعلق الأمر بالنشاط الخبيث لإيران، فعلينا أن نتحدث عن مغامرة إيران الخطيرة في المنطقة. وهذا بالتأكيد مجال سنسعى لمعالجته. إنه بالتأكيد شيء سنتناوله في المستقبل، لأنه يضيف إلى الوضع القابل للاحتراق الذي نجد أنفسنا فيه في اليمن».