حين تكتشف أن ثمة أطفال هنا لديهم حقوق يجب أن يتمتعوا بها لكنهم لايصلون اليها أو أنها لاتصل اليهم برنامج لتغطية صحفية مراعية لحقوق الأطفال في اليمن "البرنامج مثل ذلك الضوء القادم من آخر النفق، بعدما ظلت الصحافة التقليدية تضيف –
دون قصد -انتهاكا اضافيا لحقوق الطفل وخصوصياته مع كل تغطية بسبب عدم وجود المبادئ والمعايير المنظمة لهذا النوع من التغطيات، "غير أن هذا الأمر سيتغير الآن” يقول بسام القاضي أحد المشاركين في الورشة التدريبية حول المهارات الإعلامية واخلاقيات صحافة حقوق الطفل التي نظمها مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي بالشراكة مع منظمة اليونسيف (منظمة الطفولة). البرنامج التدريبي الذي يمثل تجربة فريدة اثناء الازمة الراهنة التي تعيشها اليمن توزع على ثلاث ورش تدريبية تم من خلالها المزج بين منهجية التعليم عبر الانترنت والتدريب المباشر خلال سبعة أيام لكل ورشة تدريبية شارك فيها 63 صحفي وصحفية من 15 محافظة وهي عدن وصنعاء وحضرموت وتعز والضالع وابين ولحج وعمران وذمار وحجه والمحويت والحديده والجوف وشبوه وحضرموت ومارب تضمن البرنامج التدريبي محاور هامة للصحفيين تمثلت في كيفية اعداد التقارير والقصص الصحفية حول قضايا حقوق الطفل، ومهارات اجراء المقابلات مع الناجين من العنف والشهود ومسئولي الجهات والمنظمات، وخطوات اعداد وتنظيم حملات التوعية والمناصرة الاعلامية لقضايا وحقوق الاطفال. المدير التنفيذي لمركز الدراسات والاعلام الاقتصادي محمد إسماعيل قال بأن الصحافة المراعية لحقوق الطفل تمثل أولوية ملحة، خاصة في ظروف النزاع وتزايد حدة الانتهاكات، والصحفيون اليمنيون في حاجة ماسة لهذا النوع من الصحافة لاسيما وقد أثارت الصحافة الكثير من القضايا بطريقة ضاعفت من مأساة ضحايا العنف من الأطفال. وأوضح أن البرنامج التدريبي يشمل خطة لانتاج مواد صحفية تراعي مبادئ وأخلاقيات صحافة حقوق الطفل عقب تمكين مجموعة من الصحفيين اليمنين من اكتساب وتفعيل مهارات التغطية الصحفية المتعلقة بقضايا وحقوق الطفل في اليمن، بما يسهم في خلق صحافة تراعي مبادئ واخلاقيات ومعايير صحافة حقوق الطفل " مؤكدا بأننا في بداية الطريق للتأسيس لهذا النوع الهام من الصحافة في اليمن. وعمل البرنامج التدريبي على اكساب المتدربين تقنيات ومهارات العمل الإعلامي وفق مبادئ وأخلاقيات صحافة الطفل لأول مرة في اليمن. من جانبه وصف كمال الوزيزه ، مسؤول الإعلام والاتصال في منظمة اليونيسف البرنامج التدريبي بأنه يكتسب اهمية خاصة في الظروف الحالية، كما يلبي احتياجاً حقيقياً للأطفال والصحفيين والمجتمع اليمني عموما، في ظل وضع استثنائي يعيشه اليمن منذ أكثر من 5 سنوات تفاقمت خلالها معاناة الأطفال " وأشار الوزيزه الى أنه من المهم أن يمتلك الصحفي المعرفة والمهارة المتعلقتين بمبادئ واخلاقيات صحافة الطفل، حتى لايتعرض الأطفال لأي أذى جسدي أو معنوي" واضاف الوزيره " اننا نسعى من خلال هذا البرنامج الذي ينفذ بالتعاون مع مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي، الى تعزيز حضور قضايا حقوق الطفل في الصحافة اليمنية، من خلال بناء قدرات الصحفيين ودعم انتاج المواد الصحفية " اطلاق شبكة " اعلاميون من اجل طفولة امنة " وأطلق مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي شبكة " اعلاميون من اجل طفولة امنة في ختام البرنامج التدريبي. وتهدف الشبكة الى دعم الجهود المتعلقة بحماية الأطفال وحفظ حقوقهم واحترام خصوصياتهم خلال التغطيات الصحفية. وتعتبر الشبكة بمثابة قناة تتضافر فيها جهود الصحفيين والمؤسسات الإعلامية العاملة في اليمن من أجل تناول اعلامي أوسع لقضايا وحقوق الأطفال، لا سيما في ظل احتدام الصراع الذي تسبب في ارتفاع معدلات انتهاك حقوق الاطفال ومضاعفة معاناتهم وتسربهم من التعليم على مدار خمس سنوات. مدرب الصحافة ياسين الزكري الذي قاد التدريب أونلاين قال إن "البرنامج التدريبي يسهم في توفير غطاء حماية وآلية رعاية للأطفال وحقوقهم، من خلال اكساب الصحفيين اليمنيين مهارات التغطية الصحفية المراعية مبادئ واخلاقيات صحافة الطفل بشكل خاص وصحافة حقوق الانسان بشكل عام ". الصحفية ياسمين منير احدى المشاركات في التدريب قالت من جانبها: " التدريب اكسبنا الكثير من المعلومات والمهارات، وأدركنا كيف أن الامر لا يتوقف عند مجرد التغطية، بل لابد من الالتزام الصارم بمعايير واخلاقيات صحافة الطفل تجنباً لتعريض الطفل او اي من افراد اسرته للخطر". واضافت "علينا أن نعمل أيضا على برامج توعوية مصاحبة وتنظيم حملات مناصرة كلما اقتضت الحاجة الى ذلك" . فيما بين الصحفي محمد أمين احد المشاركين في الدورة التدريبية اهمية الورشة بالقول: "كانت الورشة التدريبية مهمة لي ولكافة الزملاء الصحفيين خاصة في ظل تزايد قضايا الانتهاك التي تتعرض لها حقوق الاطفال وخصوصياتهم في اليمن، في ظل غياب كامل للتغطيات الصحفية الملتزمة بأخلاقيات صحافة حقوق الطفل وكذلك المهارات الصحفية اللازمة للتعريف بهذه الحقوق ودعمها وتعزيزها لدى وسائل الاعلام والرأي العام". ويعد مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي احد منظمات المجتمع المدني الفاعلة في اليمن ، ويعمل من أجل التأهيل والتوعية بالقضايا الإعلامية والاقتصادية والتنموية وتعزيز الشفافية والحكم الرشيد ومشاركة المواطنين في صنع القرار ، وإيجاد إعلام حر مهني ، والتمكين الاقتصادي للنساء والشباب.