رفع نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح، برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة احتفالات شعبنا اليمني بمناسبة العيد الـ57 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة.
فيما يلي نص البرقية:
فخامة الأخ المشير الركن/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
تحية الثورة والجمهورية والاستقلال.. وبعد،، يحتفل الشعب اليمني بالعيد الـ57 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، الثورة التي تعتبر امتداداً طبيعياً وجزءاً مكملاً لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة، التي كان أول أهدافها "التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات" وشكلت الثورتان، امتداداً للإرادة الوطنية الواحدة التي استطاعت تحرير الحياة اليمنية من الحكم الإمامي الكهنوتي ومن السيطرة الاستعمارية البغيضة، وأعادت بناء اليمن الجمهوري الجديد الموحّد الخالي من كل رواسب التخلف والاحتلال والإنقسام.
وبهذه المناسبة الوطنية العظيمة، يطيب لنا أن نرفع إلى فخامتكم أزكى تهانينا وتبريكاتنا وأخلص أمنياتنا الأخوية، سائلين الله تعالى أن يعيدها على بلادنا، وفخامتكم في صحة وعافية ويمننا الحبيب في أمن واستقرار ونماء.
والتهنئة موصولة إلى شعبنا الأبيّ الصابر، الذي شاءت الظروف أن تأتي أعياد الثورة اليمنية الواحدة، سبتمبر – أكتوبر، هذا العام، وسُحُبُ الأزمات والغيوم القاتمة تُخيّم على أرضه الطاهرة، نتيجة الانقلاب الحوثي الكهنوتي المدعوم من إيران وما صاحبه من جرائم ومجازر وانتهاكات وحشية ومضايقات ضاعفت من هموم الإنسان اليمني الأصيل، المُنصهر في عروبته وهويته، والمتمسك بأهداف ثورته وجمهوريته، مُنتصراً على كل ضيْم، وقاهراً لكل الظروف.
وكل التحايا والتهاني، وأجزلها لأبطالنا الميامين من رجال جيشنا الباسل ومقاومتنا الشجاعة وأشقائنا من قوات التحالف الأباة، وهم يرابطون جميعاً على ثرى أرض عربية واحدة، ويصدون ببسالتهم زحوف الكهنوت، ويردعون باصطفافهم وشجاعتهم غطرسة الميليشيات وعنجهية مشروع إيران التخريبي، ويحققون الانتصارات العظيمة التي تليق بابتهاج اليمنيين بأعياد الثورة، وتعكس العزيمة التي لا تلين، في الانتصار للشرعية ولهوية اليمن وجمهوريته ووحدته واستقلاله وسيادة أراضيه ومكاسبه الوطنية المُثلى.
فخامة الاخ الرئيس: لقد كشف المسار التاريخي لثورة 14 أكتوبر، الزاخر بالتضحيات الجسيمة، عن قوة واستقلالية وواحدية إرادة الإنسان اليمني وإصراره العنيد في بلوغ ذرى المجد، وقدرته الخارقة على تجاوز العوائق والحواجز مهما تعددت أشكالها وتنوعت مصادرها وقواها.
ولقد علمنا التاريخ وعلمتنا الأيام، أنه بقدْر عَظَمَة أهمية المكاسب الوطنية المُحقّقة، يتسع حجم ونشاط القوى العدائية المُضادة، ففي حين وضع الوطن والشعب اليمني نفسَه على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة هي أكثر قوةً وعطاءً وصيرورةً في دروب المدّ الإنساني والحضاري المتواصل، تمثلت في الإجماع على بناء يمن اتحاديٍ جديد واعد؛ كشّر خصومُ اليمن الأزليين عن أنيابهم، وبدَت البغضاء الإمامية من أفواههم، وما أظهرته أفعالهم أكبر، فأسقطوا مؤسسات الدولة وهدموا كيانها وتعمدوا استهداف الأشقاء وأمن واستقرار الإقليم والعالم، ورفضوا كل دعوات تحكيم العقل وفرص السلام، واجتاحوا المدن وزرعوا الفتن والمصائب والمحن، وقبل ذلك حرصوا على إذلال اليمنيين والنيل من حريتهم وكرامتهم، للتذكير بالخلفية القاتمة والحُقَبِ السوداء القادمين منها.
واليمنيون أكثر من غيرهم، تعلموا من دروس التاريخ بما فيه الكفاية وعرفوا حقيقة وجوهر وأهداف أعدائهم، وليس أدلّ على هذا الوعي اليماني النقي، من التحام أبنائه الخالد، وتداعيهم المتين من شمال اليمن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، وصُنْعهم لفجر أزهى ثورتين خالدتين في تاريخ اليمن، فضلاً عن التفاف الشعب اليوم حول الشرعية والتحالف لاستعادة الدولة اليمنية، واستنفاره موحداً ككتلةٍ صلبة، على طول البلاد وعرضها، وإدراكه أكثر من أي وقت مضى بأنه المعنيّ بالحفاظ على هاتين الثورتين وكل المكتسبات الوطنية، وأن الشعب بإرادته التي فجّر بها سبتمبر وأكتوبر المجيدتين قادرٌ على مواجهة كل التحديات والصعاب، وإرادته التي هي من إرادة الله، فوق كل شيء.
فخامة الأخ الرئيس: في هذه المناسبة التي نستحضر فيها قيم الجمهورية والثورة، وما تعيشه بلادنا من مخاطر ومهددات، يظل الاصطفاف العروبي والملحمة الخالدة، التي تزعمت قيادتها قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة بإعلان "عاصفة الحزم" واعادة الامل ومساعيها لتوحيد صف اليمنيين وآخرها إنجاز اتفاق الرياض وآلية التسريع للتنفيذ التي توحد جهود كل ابناء الوطن للنضال من اجل استعادة دولته وانهاء الانقلاب، أعظم ما أفرزته الأحداث، وموقف يستحق شكر وتقدير الشعب اليمني والأمة، لتجسيده قيم الإخاء وحق الجوار والإرادة القوية القادرة على تحقيق النصر بإذن الله، في مواجهة المخاطر وفي معركة المصير الواحدة.
وندرك أن إرساء السلام الدائم المبني على المرجعيات الثلاث الثابتة والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، أحد أهم المرتكزات للشرعية، وقيْمة أصيلة من قيمها النبيلة في التجاوب والتعاطي مع الجهود الأممية المبذولة وفتح آفاق سياسية وسلمية لاستعادة دولة اليمنيين وإنهاء الانقلاب، وسيظل السلام الشامل الذي يضمن الحقوق المتساوية والحرية الهدف الأسمى للدولة في مواجهة تعنت وصلف واستهتار الميليشيات، منطلقين في ذلك من قيم الإسلام الحنيف ومبادئ اليمنيين وقوانينهم وأعرافهم.
أكرر التهاني بذكرى أكتوبر الباسلة، لكل أبناء الشعب وفي مقدمتهم أبطال قواتنا المسلحة والأمن البواسل، وأسر الشهداء والجرحى الميامين، سائلا الله ان يرحم شهداءنا الأبطال ويشفي الجرحى والمصابين ويمنّ بالخلاص على الأسرى والمخطوفين والمعتقلين ويحقق النصر القريب ويمنح شعبنا اليمني ودول المنطقة الأمن والاستقرار والرخاء والاطمئنان.
وكل عام وفخامتكم وشعبنا وأمتنا بألف خير،،،