التقى المبعوث الأممي إلى اليمن، يوم الأحد، عدداً من المسؤولين في الحكومة اليمنية، في إطار الزيارة التي بدأها أمس السبت، لمناقشة "المسودة الأخيرة" لما يسمى الإعلان المشترك لعملية السلام، في ظل تصعيد عسكري للحوثيين في مختلف الجبهات.
وبحسب وسائل الإعلام الحكومية فقد التقى المبعوث في العاصمة السعودية الرياض رئيس مجلس النواب سلطان البركاني، وأحمد بن دغر مستشار الرئيس، ووزير الخارجية محمد الحضرمي، كلا على حده.
وناقش المسؤولون مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، عدداً من الملفات والقضايا المتصلة بعملية السلام والجهود الأممية بهذا الشأن. وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
يأتي ذلك في ظل تصعيد لميليشيا الحوثي على الأرض في محافظتي مارب والجوف، وشن الميليشيا هجمات على مارب من ثلاث جهات منذ عدة أشهر، محاولة إحداث اختراق والتقدم في المحافظة المكتظة بالنازحين، وقصفها المدينة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وخلال اللقاء، أدان المسؤولون استمرار التصعيد العسكري لميليشيا الحوثي على محافظتي مأرب والجوف واستهدافها المناطق الآهلة بالسكان، مشددين على ضرورة أن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته ويدين التصعيد والانتهاكات الحوثية المستمرة.
واعتبر وزير الخارجية، الهجوم الحوثي على محافظة مأرب التي تحتضن أكثر من ثلاثة ملايين مواطن جلهم من النازحين والمهجرين بسبب حروب الحوثي "أمر مدان اخلاقياً وقانونياً ويحب ان يتم إيقافه فورا".
وأشار الى أن "مليشيا الحوثي تستغل اتفاق الحديدة للزج بالأطفال والمغرر بهم الى المحرقة في جبهات مأرب والجوف دون الاكتراث للخسائر البشرية الكبيرة من اليمنيين"، مضيفاً "ان اتفاق الحديدة أصبح غير مجد وأن استغلال الحوثيين له بات أمرا مرفوضا ولن يستمر".
وحول مشكلة خزان النفط العائم "صافر"، شدد رئيس البرلمان على ضرورة الإسراع في حل هذه المشكلة حتى لا تتحول الى كارثه بيئية تؤثر على المنطقة بأسرها، مشيراً الى ان الحوثي اتخذ من مشكلة خزان صافر وسيلة لابتزاز العالم وهو ما لا يفترض القبول به.
وحول البعثة الاممية لدعم اتفاق الحديدة، قال وزير الخارجية إنها "لاتزال عاجزة عن تحقيق ولايتها وفقا لقرار مجلس الامن رقم 2452 بسبب تقييد حركتها من قبل مليشيا الحوثي وعدم توفر الظروف الملائمة للقيام بمهامها"، مطالباً بالتحقيق الشفاف في استهداف الحوثيين للعقيد محمد الصليحي أثناء قيامه بمهامه ضمن البعثة والإعلان عن نتائج التحقيق وتأمين تحركات البعثة وتمكينها من عملها مالم فان استمرارها لن يفضي الى شيء.
واكد الحضرمي، ان الحكومة لا يمكن ان تستمر في الالتزام بتعهداتها في اتفاق الحديدة اذا استمر الحوثيون في إفشال عمل البعثة الأممية والتهرب من التزاماتها تجاه الاتفاق واستغلاله للتحشيد لحروبهم العبثية في مأرب والجوف.
وأكد رئيس مجلس النواب للمبعوث الاممي "ان الوضع الذي وصل اليه اليمن والشعب اليمني جراء ما تمارسه مليشيات الحوثي لا يتحمل المزيد من التهاون او المهادنة او الصمت من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي".
وكان غريفيث قد وصل العاصمة السعودية، يوم السبت، في جولة جديدة يأمل أن يحرز من خلالها تقدماً في مهمته لانهاء الصراع المستمر في اليمن منذ سنوات.
والتقى غريفيث بعد وصوله، مستشار رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
وفي اللقاء، أكد بن دغر، "أن وقف اطلاق النار لابد ان يكون شاملاً، وأنه ليس بالمنطق أن يتوقف اطلاق النار في الحديدة ويستمر القتال في مأرب، هذا يبدو مخالفاً لمنطق السلام في جوهره"، مشيراً إلى أن الهجوم على مأرب "يقوض عملية السلام" التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.
وعبر المسؤولون اليمنيون خلال اللقاءات عن إدانتهم إغلاق ميليشيا الحوثي مطار صنعاء أمام الرحلات الإنسانية، معتبرين ذلك محاولة يائسة لتغطية سرقتها لأكثر من خمسين مليار ريال يمني من الحساب الخاص لعائدات الضرائب في فرع البنك المركزي بالحديدة، والتي كانت مخصصة لدفع رواتب الموظفين في القطاع المدني بحسب الاتفاق مع مكتب المبعوث الاممي.
من جانبه أكد المبعوث الأممي، التزام الأمم المتحدة والشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة بإيجاد حل ينهي الازمة اليمنية وتحقيق سلام شامل ومستدام، متطلعا للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ضمن مقترح الإعلان المشترك في أقرب وقت ممكن، وفقا لما أودته وكالة الأنباء اليمنية سبأ.
ومنذ أشهر عديدة، يعمل غريفيث مع الحكومة والحوثيين على مناقشة ما يسميه "الإعلان المشترك"، والذي تركز مسودّته على التوصّل إلى وقف إطلاق نار شامل في اليمن، والاتفاق على تدابير إنسانية واقتصادية، واستئناف عملية السلام.
ومنذ بدأ الحديث عن هذا الإعلان تباينت ردود الفعل من قبل الحكومة والحوثيين بين مرحبة بصيغة ورافضة أخرى، لكن مصادر دبلوماسية نقلت عنها صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الأحد، قولها، إن هناك تقدماً في جهود غريفيث، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي يريد حل جميع الخلافات قبل إعلان المسودة الأخيرة.
وتحدثت المصادر عن "اجتماع بين الطرفين على مستوى الخبراء سيعقد في سويسرا قريباً سيناقش الكثير من الترتيبات". لكنها رفضت إعطاء مزيد من التفاصيل عن هذا الاجتماع المرتقب.