بينما كانت الساعة تقترب من السادسة مساءً بتوقيت غرينتش، أمس، شهدت أسواق النفط العالمية، حدثاً تاريخياً فريداً كان يعتقد من قبل أنه من قبيل «السفسطة أو التنظير». فبراميل خام غرب تكساس الأميركية لعقود مايو (أيار) صارت «مجانية»، وبعد دقائق دخلت المجال السلبي، أي أن المنتجين يدفعون مالاً للمشترين مقابل براميل النفط.
الحدث الفريد جاء بعد تخمة غير مسبوقة في السوق الأميركية نتيجة تراجع الطلب مع انتهاء مهلة عقود مايو في وقت تكاد تمتلئ فيه مخازن النفط الأميركية عن آخرها؛ ما أدى إلى قبول المنتجين وحائزي العقود أي عرض مهما كان للتخلص من النفط.
وفي حين كان 20 أبريل (نيسان) يوماً لا ينسى في تاريخ النفط الأميركي لأنه شهد كارثة «ديب واتر هوريزون» النفطية عندما تسربت كميات هائلة من النفط في خليج المكسيك بعد انفجار وغرق «منصة بحرية لاستخراج النفط» تابعة لشركة «بريتش بيتروليوم»، فإن كارثة الأمس ستحفر مكاناً أكثر عمقاً في ذاكرة السوق.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى، وبالتزامن مع الصدمة السوقية، أعلنت شركة «هاليبورتون» الأميركية، عملاق خدمات حقول النفط، الاثنين عن خسارة قدرها مليار دولار في الربع الأول ومخصصات لانخفاض القيمة 1.1 مليار دولار، بينما قدمت توقعات قاتمة بشأن حقول النفط الصخري في أميركا الشمالية بعد تراجع الأسعار.