في تمام الساعة التاسعة من مساء الأربعاء 25فبراير خرج نايف أمين الناشري الطالب في كلية الإعلام والناشط في الثورة من منزله الكائن في حي مستشفى الكويت إلى أمام جامعة صنعاء "ساحة التغيير " ، لقضاء عمل خاص وبينما هو متجه نحو فندق أيجل جوار سور الجامعة الجديد مقابل مكتبة الجيل الجديد سمع صوت من الجهة الأخرى ،يا ناشري ؟! يا لغجه؟ وإذا بشخصين يقفا بجوار فرع شركة ام تي إن فرع الجامعة
معتقد أنهما صديقان له ،همَ بقطع الشارع للذهاب نحوهما، وبنفس الوقت طفت الكهرباء كان يفصله وبين الشخصين قرابة 5 متر ، فوجئ بطقم مسلحين يقف بجواره وينزل من عليه شخص بلبس شعبي " زنه" وباشره بالربط على عينيه ، وشخص أخر ركله من الخلف حتى أسقطه أرضا ،ووضع له كرباش على يديه وحملوه إلى الطقم .
أثناء تحرك الطقم من المكان تعرض للدوس على وجهه ورأسه بالبيادات إضافة إلى السب والتلفظ عليه بألفاظ نابية يستحي ذكره على طول الطريق التي كانت طويلة حتى أوصلوه إلى مكان الاحتجاز الذي لا يعرف أين ؟
أوصلوه إلى مكان مجهول ،معصوب العينين وألقي به أرضا على صدره ،ومكتف اليدين إلى الخلف بكلباش" قيد" ، وربطوا رجليه بحبل .، و وضع في عينيه مادة حارقة ،أشبه بـ بودرة " شمه" المكان الذي أحتجز فيه يبدو انه مستودع " هنجر" لأنه كان يشعر بحرارة تأكل جسده
أستمر اعتقاله 72ساعة وطيلة هذا الوقت منع عنه الأكل والشرب ، والذهاب إلى الحمام .وعندما يبدأ الأذان من المساجد ترتفع أصوات تردد شعار الصرخة " لإحداث ضوضاء ، وتشويش إعتقاداً منهم انه سيستطيع تمييز صوت المؤذن ، وتحديد مكان إحتجازه، كذلك انه سمع أصوات إطلاق نار كثيف أشبه بصوت رشاش معدل .
دخل عليه المحقق في اليوم الأول وطرح عليه أسئلة أهمها : ؟ كم تستلم فلوس من مجلس شباب الثورة ؟ تعمل في منظمة صحفيات بلا قيود ؟ ما علاقتك بـ توكل كرمان ؟ وأسئلة اخرى تتعلق بالثورة ورفض تواجد أنصار الله في صنعاء
بعد أن أجاب نايف" على الأسئلة بأنه لا يربطه علاقة بتوكل سوى أنها رمز من رموز الثورة الشبابية ، ويعتز بها كونها امرأة قادة ثورة وحصلت على جائزة نوبل للسلام ، وفي هذا التحقيق الذي أستمر قرابة 5 دقائق تعرض لكل أنواع السب والشتائم من المحقق الذي لا يعرف عنه غير صوته فقط . قال له المحقق 5 دقائق وسأعود لك ، ولم يعود إلا في اليوم الثالث .
في اليوم الثالث من إختطافه دخل عليه اثنان وهو في حالة سيئة جداً لا أكل ولا شراب ، ولا حمام كل شيء على جسده عزكم الله
أٌعيد عليه نفس الأسئلة السابقة عن علاقته بـ توكل إضافة إلى أنهما طلبا منه الإيميل وكلمة السر الخاصة بصفحته بالفيس بوك ، وعندما رفض إعطائهم كلمة سر صفحته قام احدهم بتقطيع يده اليمنى بآلة حادة لا يعرف هل هي سكين ،ام شفرة ؟
قال له أحدهم : يا نشري في توجهات شوف هذا التقطيع الذي حصل لك في يدك كون أذكره وبطل الوقوف مع توكل كرمان ، والكتابة على السيد في الفيس بوك ، والخروج للتظاهر رفضاً لوجود أنصار الله في صنعاء ، والتهديد والوعيد.
أقدم أحدهم عليه بالضرب على ظهره يبدو انه بـ سلك كهربائي ، او سيخ حديد ، إضافة إلى الركل بالأقدام ، والسب والشتائم ،بنفس الوقت ، يقول احدهم للأخر يكفيه دعك منه هذا ، لا تضيع وقتك ،معنا عمل كثير
مباشرة باشره أحدهم بضربة بالبندقية في الجانب الأيسر من رأسه حتى اغتسل جسده بالدم ،وخر مغشياً عليه ،من قوة الضربة ، وقرابة سبعين ساعة لا أكل ولا شرب ، ومن ثم أخذوه إلى سيارة مكتومة ، وقذفوا به من السيارة وفرو وهو معصوب العينيين في مكان يوضع فيه القمامة ،وسمع أصوات كلاب حوله في شارع الرباط بالقرب من الأمانة العامة للتنظيم الناصري ، وهو لا يعرف أين هو ؟ من شدة الإغماء وحالته الصعبة ، مر شباب من نفس المكان ، سمعوا صوته ، فأخذوه إلى مقر التنظيم الناصري ،وهو في أصعب حالته النفسية ،والجسدية ،جسده مضرج بالدم ، لا يقدر على الكلام ،او الحركة ،وقد اخذوا كل شيء كان معه من تلفون ،وفلاش ،والنظارة ، حتى الأحذية ..