قال محمد طعيمان (13 سنة) قبل أن يقتل بضربة طائرة أمريكية بدون طيار أنه دائما ما يرى الطائرات بدون طيار في منامه.
حيث كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية في الـ 10 من فبراير الجاري أن الطفل محمد طعيمان والذي أجرت معه الصحيفة مقابلة قبل اشهر قليلة قد قتل بضربة طائرة بدون طيار التابعة لل سي آي إيه.
محمد طعيمان الذي قتلته الطائرات الأمريكية قبل اسبوعين فقد والده وأخاه قبل ذلك بواسطة ما يسميها "آلات الموت" والتي أشار طعيمان إلى أنه يعيش في خوف دائم بسببها.
يقول محمد طعيمان الذي كان يعيش في قرية الزور في محافظة مأرب أنه يرى هذه الآلات كل يوم والجميع يخاف منها
وقال أن الكثير من الأطفال في المنطقة يستيقضون من نومهم بسبب الكوابيس الناجمة عن ضربات الطائرات بدون طيار وأن الكثير من الأطفال أصبحوا مؤخرا يعانون من مشاكل عقلية. وأضاف لقد حولوا منطقتنا إلى جحيم ورعب مستمر ليل نهار حتى أننا نراها في الأحلام.
تقول الصحيفة أن أغلب حياة محمد قضاها في الخوف من الطائرات الأمريكية ففي العام 2011 قتلت مقاتلة أمريكية بدون طيار والده وأخاه عندما كانوا خارج المنزل يقومون برعي جمال العائلة.
يقول مقداد وهو الأخ الأكبر لمحمد أنه رأى الجثث محترقة بالكامل مثل الفحم وأنهم عندما وصلوا لم يستطيعوا عمل شيء ويقول "لم نستطع تحريك الجثث لذلك قمنا بدفنهم في ذلك المكان".
تقول الغارديان أن العديد من المسؤولين الأمريكيين المجهولين تحدثوا لرويترز بأن الضربة الجوية تمت بواسطة وكالة المخابرات المركزية الـ CIA واناها قتلت ثلاثة رجال يعتقد بإنتماءهم الى القاعدة.
تكمل الصحيفة بالقول أن محافظة مأرب التي أصبحت مضطربة بسبب الصراع الحاصل بين الحوثيين ورجال القبائل بعد استقالة الرئيس هادي ، قد حشدت الرجال لردع العدوان الحوثي على المحافظة ومن بين هذه الحشود تشارك قبيلة طعيمان كغيرها من قبائل المحافظة في معركة الدفاع.
وتشير الصحيفة أن برنامج الطائرات بدون طيار السري في اليمن والمطبق على المناطق الريفية أو المعزولة من السهل اللبس في حصر تفاصيل القتلى الناجمة عن ضربات الطائرات بدون طيار.
يقول مقداد أن الأسرة قد ارتبطت بشكل خاطي بالقاعدة وافراد الأسرة نفوا بشكل قوي أن يكون محمد ضمن تنظيم القاعدة أو حتى جماعة الحوثي. ويضيف "هو لم يكن في القاعدة ، لقد كان مجرد طفل".
ويضيف المقداد الذي تحدث للغارديان من قريته "الزور" بعد يوم من مقتل أخيه محمد "بعد مقتل والدي جائت القاعدة الينا ليقدموا لنا الدعم لكننا لسنا معهم ، القاعدة ربما تزعم الان أن محمد كان معهم لكننا سنقوم بعمل ما ، ربما نذهب إلى المحكمة أو أيا كان ، من أجل أن نثبت أنه لم يكن في القاعدة".
وبينت الغارديان أنها حينما أجرت مقابلة مع محمد في سبتمبر الماضي تحدث بغضب من الحكومة الأمريكية لقتلها والده وقال "لقد أخبرونا بأن هذه الطائرات تأتي من قواعد في المملكة العربية السعودية ومن البحار اليمنية حيث ترسلهن أمريكا لقتل الارهابيين لكنها دائما تقتل الناس الأبرياء ولا نعرف لماذا تقتلنا". وأضاف "نحن لا نستحق الحياة في أعينهم مثل بقية الناس في العالم ، يظنون أننا لا نمتلك مشاعر او احاسيس او بكاء أو لا نشعر بالألم مثل كل البشرية في العالم" .
- صالح طعيمان ، والد محمد قتل مع ابنه جليل في ضربة طائرة بدون طيار في 2011
وتشير الغارديان أن والد محمد وهو صالح طعيمان قتل في 2011 بضربة طائرة بدون طيار كما قتل أيضا "جليل" أخو محمد وقد ترك صالح طعيمان خلفه 27 ولد من ثلاث زوجات.
تقول الغاردين أن الـ CIA ووزارة الدفاع الأمريكية رفضوا التعليق عندما تم سؤالهم ما إذا كان "جليل طعيمان" كان عضوا فيا لقاعدة أم لا.
اشقاء محمد ال 27 فقدوا إلى الآن 3 افراد من عائلتهم وربما يستمر العدد في الزيادة إذا استمرت طائرات الولايات المتحدة الأمريكية باللبس في تحديد أهدافها واستمرت بالظلم هذا كما عبر عنه محمد قبل موته.
وقال شيوخ قبليين انها جريمة كبيرة عندما لا يتم التفريق بين الارهابيين والأبرياء حيث يتم القتل بسبب الاشتباه فقط دون تردد.
وقال مقداد في ختام حديثة مع الغارديان "نحن نعيش في ظلم ونتمنى من الولايات المتحده ان تعترف أنها ارتكبت هذه الجريمة في حق والدي واخوتي فقد كانوا أبرياء ، نحن ناس ضعفاء وفقراء ولا نمتلك أي شيء لنعمله". وأضاف "لا تلومونا اذا تعاطفنا مع القاعدة فهم الأشخاص الوحيدين الذين يعطونا وجوههم هنا الحكومة تتجاهلنا وامريكا تتجاهلنا ولا تعوضنا وسنذهب إلى المحكمة لنثبت هذا الخطأ".
