نشرت مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية تقريرا، عرضت فيه أبرز الأسباب التي من شأنها أن تدفع الوالدين إلى تجنب شراء هاتف ذكي لأطفالهم.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الهواتف الذكية والتقنيات الجديدة تتمتع بالكثير من المزايا، ولا يمكن أن تشكل خطرا على الأطفال إذا لم تكن ملكا لهم ودائما في متناولهم.
وبين الفنية والأخرى، يمكن أن نعير أطفالنا جهاز الكمبيوتر اللوحي؛ لإنجاز بعض الواجبات الدراسية، أو البحث عن معلومات على شبكة الإنترنت. ولكن من الأفضل ألّا يكون لدى الطفل جهاز خاص به، مع ضرورة تجنب منحه الحرية المطلقة في استخدامها.
وذكرت المجلة أن الأطفال يفتقرون للنضج والوعي اللازم لحماية أنفسهم من المخاطر التي قد يتعرضون لها على شبكة الإنترنت. كما يحتاج الأطفال إلى تربية تكنولوجية جيدة؛ من أجل ضمان الاستخدام المسؤول للأجهزة الإلكترونية. وحتى لو منحت أطفالك فرصة استخدام هذه الأجهزة بشكل متقطع، فهناك بعض الأسباب التي تجعلك تتجنب إعطاء هاتفك الذكي لطفلك.
وبينت المجلة أن الهواتف الذكية يمكن أن تكون أداة مفيدة، لكن الإفراط في استخدامها قد يؤثر على العلاقات العاطفية بين الأبناء وآبائهم. فخلال مراحل النمو الأولى، يكون الطفل في حاجة إلى إنشاء روابط عاطفية مع والديه وأقاربه وأقرانه. وبما أن الهواتف الذكية تتمتع بقدرة فائقة على تقديم الأجوبة الفورية لمختلف أسئلة الأطفال، فإن ذلك سيجعلهم يشعرون بالراحة عند استخدامها. في المقابل، قد يؤدي الاعتماد الدائم على هذه الأجهزة إلى جعلهم يتخذون قرارات سيئة في المستقبل.
وأوضحت المجلة أن إقبال الطفل المفرط على استخدام الشاشات من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على علاقته بوالديه. لذلك، من الضروري وضع معايير وحدود واضحة لوقت وكيفية استخدام هذه الأجهزة، لمنح الأطفال فرصة الحصول على وقت فراغ بعيدا عن الشاشات، وقضاء وقت ممتع مع أفراد العائلة.
وأوردت المجلة أن استجابة الهواتف الذكية السريعة لمتطلبات الطفل، خاصة من خلال الألعاب الإلكترونية، قد تساهم في نشاطهم المفرط. وبشكل عام، تحد ألعاب الهاتف الذكي والإنترنت من قدرة الطفل على الإبداع وتؤثر على مخيلته، كما تبطئ من التطور الحركي، وتؤثر على النمو الحسي البصري.
وأكدت المجلة أن الطفل عندما يتصفح الإنترنت أو ينخرط في محادثات مع شخص ما، لن يكون قادرا على التفكير في مدى تأثير النزعة السلبية لأفعاله أو كلماته على الأشخاص الآخرين. وفي عصر التكنولوجيات الحديثة، إذا لم يتلق الطفل تربية جيدة، لن يكون واعيا بتأثير استخدام مختلف التقنيات الجديدة على حياته وحياة الآخرين.
وأضافت المجلة أن الهواتف الذكية يمكن أن تسبب الإدمان لدى الأطفال. وفي الواقع، هناك العديد من البالغين الذين أصبحوا مدمنين على استخدام التقنيات الحديثة في الفترة الأخيرة. وفي هذه الحالة، فإن رؤية الأطفال للكبار الذين يمثلون قدوة بالنسبة لهم مشغولين طوال الوقت بهواتفهم الذكية سيجعلهم ينفصلون عن الواقع بشكل خطير.
ونوهت المجلة بأن الوالدين يجب أن يكونا مثالا يحتذى بالنسبة لأطفالهم، حتى لا يقعوا في دائرة الإدمان على استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ لأن الإقبال الشديد عليها سيأسر عقولهم، ويستحوذ على تفكيرهم، حتى عند بلوغ سن الرشد. وبناء على ذلك، يتعين على الوالدين وضع قواعد وحدود واضحة، إلى جانب جدول زمني فعال؛ للحد من استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية. في المقابل، ينبغي ملء وقت فراغ الطفل بأنشطة أخرى تساهم في تعزيز نموه الجسدي وتطوير قدراته.
وفي الختام، أكدت المجلة أن استخدام الهاتف الذكي لأكثر من ساعتين في اليوم يمكن أن يتسبب في مشاكل عاطفية واجتماعية لدى الأطفال. إلى جانب ذلك، قد يزيد التعامل الدائم مع الألعاب المتاحة في تطبيقات الهواتف الذكية من مشاكل فرط الانتباه لدى الأطفال. كما تؤثر الألعاب العنيفة على سلوك الأطفال بشكل كبير، ما يدفعهم إلى الاعتقاد بأن العنف هو مجرد وسيلة عادية لحل المشاكل.