فاجاء أبناء الجالية اليمنية في ولاية متشجن الأمريكية بنبأ وفاة الدكتور عبدالكريم علي الغزالي امس الجمعة بعد صراع طويل مع المرض.
ومن المقرر تشييع الغزالي 50 عاماً، اليوم السبت بعد صلاة الظهر في مسجد دكس بمدينة ديربورن حيث تقطن غالبية كبيرة من الجالية اليمنية.
ويعد الدكتور الغزالي أحد أبرز رموز الجالية اليمنية في ولاية متشجن والولايات المتحدة بشكل عام، وكان يسكن مدينة "هامترامك" التي يقطنها أيضا غالبية اليمنيين.
وعرف الفقيد بخدمة الجالية وتقديم العون لها، فضلاً عن قيامه بالأعمال الخيرية أهمها بناء مسجد في "هامترامك" على نفقته الخاصة.
وتولى الدكتور الغزالي العديد من المناصب في المدينة، وانتخب عضواً في المجلس البلدي للمدينة لثلاث فترات متتالية، وهو اليمني الوحيد الذي تولى مثل هذا المنصب في الولايات المتحدة الامريكية، والعام قبل الفائت ترشح لمنصب عمدة المدينة، غير ان الحظ لم يحالفه وفازت منافسته بفارق ضئيل.
والفقيد من مواليد مدينة إب وهو من أسرة مهاجرة، حيث هاجر جده إلى الحبشة عن طريق عدن أيام الاحتلال البريطاني لها، ومن هناك إلى فرنسا قبل ان ينتقل الى الولايات المتحدة ويلتحق بالجيش الامريكي، إبان الحرب العالمية الثانية.
وبحسب ما ذكره الفقيد في مقابلة سابقة مع قناة السعيدة العام الفائت، فقد هاجر بعد ذلك إلى امريكا مع عمه ووالده الذي عمل في مصنع للسيارات، وفي عام 1977م، وكان عمره حينذاك ما يقارب 12 سنة هاجر الفقيد الغزالي مع أسرته.
وبدعم وتشجيع من والديه درس وواصل تعليمه إلى أن تخرج في عام 93م من جامعة لايف بولاية جورجيا في مجال الطب، تخصص عمود فقري وأعصاب, ثم افتتح عيادته الخاصة في مدينة "هامترامك"، حيث استقر فيها حتى وافاه الأجل.
وفي برنامج "مذكرات مغترب" قال ان هجرته كانت بناء على رغبة والده، رغم رغبته بعدم السفر لارتباطه الشديد بالقرية وأقرانه من الأطفال.
ومما يتذكره، دراسته للقرآن في مدرسة غير نظامية بالقرية تحت الشجر بجوار المسجد على يد الفقيه الأستاذ علي محمد الغزالي، ثم في معهد ناصر بمحافظة تعز.
عرف الفقيد الغزالي بحثه أبناء الجالية اليمنية على المشاركة السياسية وفي عملية صنع القرار، ولذلك فقد التحق بالعمل السياسي وترشح في بداية الألفية لعضوية المجلس البلدي، ويقول ان تحديات واجهته بداية خوضه هذا المجال، مشيراً إلى أحداث سبتمبر التي وقعت في يوم انتخابات المجلس البلدي للمدينة ما أثر سلباً على صورة العرب والمسلمين، وبالتالي على نتائج الانتخابات التي ترشح فيها.
يقول الدكتور عبدالكريم الغزالي رحمه الله ان "اليمني مهما اغترب يحن لبلده ومهما عاش خارجها لا بد أن يفكر بالعودة إليها ويعود" .. لكن الموت سبقه إلى تحقيق تلك الأمنية التي كان يتمناها!