أجمعت دول العالم على رفضها استقلال إقليم كتالونيا عن إسبانيا، وذلك عقب إعلان برلمان الإقليم، مساء الجمعة، الاستقلال، الأمر الذي قُوبل بفرض حكومة مدريد الحكم المباشر عليه، وسط تنديد دولي.
فقد قال الأمين العام للمجلس الأوروبي، ثوربيورن ياغلاند، الجمعة: إن "إعلان برلمان إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا يحمل معنى معارضة النظام الدستوري". وشدد في بيان له على "ضرورة الحفاظ على وحدة إسبانيا".
كما أعلن رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، في بيان له، أن الدول (الـ 28) الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "لن تعترف باستقلال كتالونيا".
واشنطن أيضاً سارت على نهج بروكسل؛ حيث قالت خارجية الولايات المتحدة الأمريكية إنها تدعم وحدة إسبانيا، مؤكدة أن إقليم كتالونيا جزء داخلي منها.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، في بيان، إلى أن بلادها "تدعم التدابير الدستورية التي اتخذتها الحكومة الإسبانية لضمان إسبانيا قوية وموحّدة".
وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة سعيدة بعلاقات الصداقة مع إسبانيا، حليفتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وواشنطن تريد استمرار هذا التحالف بين البلدين".
تركيا التي تعاني من "فوبيا" الانفصال كان لها موقف حازم في مساندة حكومة مدريد ورفض انفصال الإقليم، إذ قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة التركية، عمر جليك، مساء الجمعة، إن أنقرة تعتبر إعلان كتالونيا الانفصال عن إسبانيا "غير صائب وغير مشروع، وستواصل دعمها لوحدة الأراضي الإسبانية".
وأكّد جليك، خلال مشاركته في برنامج على قناة "24" التلفزيونية التركية، أن قرار الانفصال أُحادي الجانب لن يفيد في أي شيء، وسيكون أهالي كتالونيا الأكثر تضرراً منه.
وأشار إلى بروز نزعات انفصالية في مناطق تنعم بالرخاء في القارّة الأوروبية.
ورأى أن عدم تمكّن أوروبا من حل التحدّيات التي تواجهها، وصعود التيارات القومية، أدى إلى نشأة هذا المشهد على الساحة الأوروبية.
وأوضح الوزير التركي أن هذا الأمر يمثّل أزمة خطيرة بالنسبة إلى مستقبل أوروبا، وقضية حساسة جداً ينبغي إدارتها بحزم.
وعلى صعيد متّصل، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، في تغريدة عبر "تويتر": إن "إيطاليا لا تعترف بإعلان كتالونيا الانفصال من جانبٍ واحدٍ"، وأدان "هذه المحاولة غير القانونية".
وتلقّت حكومة ماريانو راخوي في مدريد، دعماً من دول أمريكا اللاتينية أيضاً، حيث قال الرئيس المكسيكي، إنريكي بينيا نييتو، إن بلاده لن تعترف بإعلان إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا.
وأوضح نييتو، في تغريدة له، أنه سيقف إلى جانب راخوي في مواجهته أقوى أزمة سياسية تشهدها إسبانيا، منذ تحوّلها إلى الديمقراطية عام 1978.
من جانبها أكدت الخارجية الأرجنتينية عدم الاعتراف بانفصال كتالونيا، وأبدت الأمل في "استعادة حكم القانون بالوسائل الدستورية، في إطار التعايش السلمي للشعب الإسباني، بما يضمن وحدة البلاد وأراضيها".
لكن في المقابل، كانت القوى الانفصالية متحدة هي الأخرى؛ لكن في الوقوف إلى جانب كتالونيا، فقد أبدت أبخازيا، التي انفصلت عن جورجيا وأعلنت استقلالها عام 2008، استعدادها للنظر في "الاعتراف باستقلال كتالونيا في حال تلقّت طلباً بذلك".
وأضافت الخارجية الأبخازية أن الحديث عن هذا الأمر "سابق لأوانه"، غير أنها أكدت رغبتها في "تطوير العلاقات الثنائية مع كتالونيا قيادة وشعباً".
موقف الانفصاليين في جزيرة كورسيكا الفرنسية كان أكثر تقدّماً، فقد أعربوا صراحة عن تضامنهم مع برشلونة، وقال رئيس جمعية كورسيكا، جان غي تالاموني، في بيان على تويتر: "نرحّب بولادة جمهورية كتالونيا، ونعبّر عن تضامننا مع حكومتها وشعبها"، معتبراً أن "مدريد رفضت على مدى سنين طويلة احترام تطلعات الكتالونيين إلى الاستقلال"، كما قال.
وفي وقت سابق، صوّت برلمان كتالونيا لصالح انفصال الإقليم عن إسبانيا، وهو ما أثار ردود فعل ساخطة في الأوساط السياسية الإسبانية.
وردّاً على إعلان "الاستقلال"، أعلن رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، عزل حكومة كتالونيا ومديري الشرطة المحلية عن مناصبهم، وفقاً للمادة 155 من دستور البلاد.