صباح الثالث من سبتمبر الماضي، أفاق العالم على رعب جاب أرجاء الأرض، بعدما أعلنت كوريا الشمالية التي تواصل تهديدها للولايات المتحدة الأمريكية، عن اختبار قنبلة هيدروجينية جديدة، تسبب في هزات أرضية في بيونغ يانغ واليابان وجارتها كوريا الجنوبية.
هذه ليس المرة الأولى التي تعلن فيها بيونغ يانغ عن امتلاكها تقنية القنبلة الهيدروجينية، لكن المقلق أنها توصّلت إلى تقنية تجعل من الممكن تحميل تلك القنبلة الجديدة على صاروخ باليستي "عابر للقارات"، وهو ما رأته دول عديدة يشكل خطراً كبيراً على أمنها القومي.
القنبلة الهيدروجينية لا تعمل وفق تفاعلات اليورانيوم، كما في القنبلة النووية، بل على أساس تحفيز الاندماج النووي بين نظائر الهيدروجين، وهو ما يجعلها ذات قوة تدميرية أكبر، وآثار جانبية أقل، حيث إنها تدمر كل شيء في ثوان معدودة وليس لها تأثير إشعاعي ممتد.
وبتسمية أخرى يطلق عليها أيضاً "القنبلة الاندماجية"، قد ظهرت للمرة الأولى عام 1952، عندما أعلنت الولايات المتحدة عن اختبارها في المحيط الهادي، ثم تلاها الاتحاد السوفيتي عام 1955 ضمن المشروع النووي فوق القطب الشمالي، وكانت بقوة 50 ميغا/طن ودمرت مساحة قطرها 800كم.
وتمتلك القنبلة الهيدروجينية حالياً بجانب الولايات المتحدة وروسيا، كل من بريطانيا وفرنسا والصين، في حين أشارت تقارير إلى أن "إسرائيل" والهند وباكستان تمتلك تقنيات إنتاج قنابل هيدروجينية بجانب كوريا الشمالية.
اقرأ أيضاً :
وإذا اعتمدنا على توقعات بزيادة قوة القنبلة التي تهدد بها كوريا الشمالية إلى 80 كليوطناً (رقم تقديري)، واستندنا كذلك إلى حسابات "سعد (أستاذ الفيزياء اللبناني)" فإن 80 كليوطناً ستكفي لتدمير نحو 160 ألف كيلومتر مربع، وهي المساحة التقريبية لولاية واشنطن (184 ألف كيلومتر)".<a data-cke-saved-href="http://klj.onl/1HlKnA" href="http://klj.onl/1HlKnA" color:#0000ff"="" style="box-sizing: border-box; margin: 0px; padding: 0px; color: rgb(102, 102, 170); text-decoration-line: none; -webkit-tap-highlight-color: transparent; direction: rtl;">
-خطورتها وآلية عملها
وتعد القنبلة الهيدروجينية ذات قوة تدميرية أشد من القوة التدميرية للقنبلة الذرية، وتنتج الطاقة فيها عن اندماج (اتحاد) ذرات الهيدروجين، ولكي يحصل الاندماج النووي يجب أن يتعرض محيط تلك النظائر لدرجات حرارة عالية تصل إلى عشرات الملايين من الدرجات المئوية تقريباً.
ولذلك فإن توفير هذه الدرجة العالية من الحرارة يتطلب استخدام قنبلة ذرية بمثابة المتفجر اللازم لإحداث التفاعل الكيماوي المطلوب داخل القنبلة الهيدروجينية، وهذا يعني أنها تحوى قنبلة ذرية يكون دورها الرئيس توليد الحرارة اللازمة لإحداث الاندماج النووي.
وكمية الطاقة المنطلقة نتيجة الاندماج في خليط من "الديوتيريوم" و"التريتيوم" تعادل أضعاف كمية الطاقة الناتجة من انشطار نفس الوزن من "اليورانيوم"، وسمي هذا النوع بـ"القنبلة الحرارية" لأن التفاعل طارد للحرارة أي مولد للحرارة، ولا يعرف تاريخ اكتشافها للمرة الأولى.
وتصنيع القنبلة الهيدروجينية أصعب بكثير من القنبلة الذرية، ويحتاج وقتاً طويلاً؛ وذلك لأنه ليس من السهل الوصول الى الحرارة المطلوبة للالتحام في المكان الذي ستصنع فيه، كما ذكرنا سابقاً، أي يجب أن تصل الحرارة تقريباً إلى حرارة الشمس تقريباً.
لكن القنبلة الذرية لا تحتاج إلى ذلك، إذ يكفي أن يكون لديك مفاعل وتضع فيه اليورانيوم وتوجه عليه البيترونات وتجمعها في مكان واحد وتولّد الطاقة التي يأخذها المهندسون ويعلّبونها لتصبح قنبلة، بحسب "سعد" الذي يقول أيضاً: إن "القنبلة الهيدروجينية تحتاج إلى حقل مغناطيسي قوي جداً؛ كي يجمع جميع المكونات تحت تأثير حرارة عالية جداً لكي تتم عملية توليد الطاقة منها، وعمليتها صعبة جداً لكنها أصبحت ممكنة".