نجح إيمانويل ماكرون في الوصول إلى قصر الإليزيه بعد فوزه على منافسته مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أجريت الأحد.
وحصل ماكرون المنتمي لتيار الوسط على أكثر من 66% من الأصوات بعدما انتهت وزارة الداخلية تقريباً من فرز الأصوات في وقت مبكر الاثنين.
وقالت الوزارة إن ماكرون انتخب رئيساً بحصوله على 66.06% من الأصوات الصحيحة في الجولة الثانية من الانتخابات بعد فرز جميع أصوات الناخبين البالغ عددها 47 مليوناً باستثناء 0.01%.
وكشفت الأرقام الرسمية أن 11.5% من الناخبين تركوا البطاقات فارغة أو أبطلوا أصواتهم، في حين لم يشارك 25.38% من الناخبين في عملية التصويت.
وبذلك يصبح ماكرون (39 عاماً) أصغر رئيس في تاريخ فرنسا مع تحقيقه فوزاً كبيراً على مرشحة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان (48 عاماً).
وقد أغلقت مراكز الاقتراع في فرنسا أبوابها، مساء الأحد، في ختام الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، حيث أشارت نتائج استطلاعات الرأي إلى أن المرشح الوسطي ماكرون سيتغلب فيها على منافسته اليمينية المتطرفة لوبان.
وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق، الأحد، أن نسبة المشاركة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتنافس فيها ماكرون (وسط) ولوبان (يمين متطرف) بلغت عند الإغلاق 65.30%.
وبذلك، تكون نسبة المشاركة سجلت تراجعاً كبيراً مقارنة مع نظيرتها في الوقت نفسه خلال الدورة الأولى في 23 إبريل/نيسان (69.42%) ومع الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2012 (71.96%).
وتوقعت استطلاعات الرأي الأخيرة فوزاً كبيراً لماكرون في الدورة الثانية بنسبة تتراوح بين 61.5 و63% من الأصوات مقابل ما بين 37 و38.5% لمنافسته لوبان.
وبذلك، تشكل نسبة المشاركة رهاناً رئيسياً في الانتخابات مع استبعاد اليمين واليسار من الدورة الانتخابية الثانية للمرة الأولى منذ أكثر من 60 عاماً.
ومنذ 1969، كانت المشاركة في الدورة الثانية أكبر منها في الدورة الأولى في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وقد أدلى كلا المرشحين مارين لوبان وإيمانويل ماكرون بصوته في مراكز اقتراع بضواحي باريس.
ونشرت السلطات 50 ألف شرطي إضافي في كافة أنحاء فرنسا، وذلك لحماية 67 ألف مركز اقتراع في عموم فرنسا، ستستقبل قرابة 47 مليون ناخب مسجل.
وقد دخل الصمت الانتخابي حيز التنفيز ليل الجمعة، وخرقه فقط تهافت الصحافيين للحديث مع المرشح إيمانويل ماكرون لدى خروجه مع زوجته لتناول العشاء، حيث قال: "أتمنى من الجميع الذهاب للتصويت وخاصة التصويت لمصلحتي".
وهذه الدعوة للتصويت يبدو أنها لاقت آذانا صاغية في مراكز الاقتراع التي افتتحت في واشنطن.
ويريد ماكرون تحرير الاقتصاد وتعميق التكامل مع الاتحاد الأوروبي على النقيض من لوبان المعادية للتكتل والمناهضة للهجرة.
وأثبتت استطلاعات الرأي دقتها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، وصعدت الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي في رد فعل لتقدم ماكرون بشكل أكبر على منافسته بعد مناظرة تلفزيونية مريرة الأربعاء.