رغم الظروف التي تحول بين الفتاة وممارستها الرياضة في مجتمع يعاني أصلا من الضعف في المجال الرياضي بشكل كبير، إلّا أنها تمكنت من التربع على عرش أفضل لاعبة كرة يد في اليمن، عبر مرورها بمراحل وتجارب عدّة استطاعت تجاوزها بشجاعة واقتدار.
نسيم عبد الله الثوابي (20 عاما) بدأت مشوارها الرياضي المليء بالإنجازات والذهب، كعدّاءة، وتوّجت أيضا بطلة الجمهورية في «العدو» لسنوات عدة، قبل أن تتجه أنظارها لكرة اليد في تجربة جديدة حملت معها تفاصيل قصة نجاح أخرى وإنجازات إضافية للاعبة لا تزال في مقتبل العمر.
موهبة الثوابي وإصرارها وتقديمها مستويات كبيرة مع منتخب محافظتها إب (وسط) مسقط رأسها، كلها عوامل منحتها جواز عبور سريع للمنتخب اليمني لفتيات كرة اليد، لتتلقى بعدها عرضا للانتقال للعاصمة البحرينية، المنامة، للحصول على الجنسية (مع احتفاظها بجنسية بلدها) وتمثيل منتخبها لكرة اليد للسيدات في البطولات والمحافل الدولية. وقالت الثوابي، إنها سعيدة لحصولها على فرصة تمثيل اليمن مع بلد آخر (في إشارة للبحرين) ستمثل منتخبه في البطولات العربية والآسيوية والعالمية، معتبرة أن هذه خطوة كبيرة قطعتها نحو النجاح.
وعن بداياتها، تابعت قائلة: «تمثيلي لمنتخب محافظة إب في مختلف البطولات كان بوابة العبور نحو الشهرة والنجومية والوصول للمنتخب الوطني لكرة اليد للسيدات الذي يعد الطموح الأسمى لأي رياضي، في بلد لم يتقبل بعد فكرة ممارسة الفتاة للرياضة أصلا». أما عن إنجازاتها فأوضحت: «حققت باسم المحافظة على مستوى الجمهورية، عدة ألقاب على الصعيد الفردي كعدّاءة، وبدأتُ حصد الإنجازات قبل أن أخوض تجربة لعب كرة اليد، عام 2007، وحصلت على المركزين الأول أو الثاني في سباق 400 متر (عدو) لخمس سنوات متتالية».
وفي لعبة كرة اليد أشارت الثوابي إلى أنها حصلت على لقب أفضل لاعبة في آخر بطولة للدوري نُظمت عام 2015، وتوجت بلقب الهداف، وتمكنت من قيادة منتخب محافظة إب للفوز بالمركز الثالث. وأكدت أن مشاركاتها مع فريق المحافظة في مختلف بطولات الجمهورية أهّلتها لأن تصبح اللاعبة المتميزة في الفريق خلال فترة انتقاء لاعبات المنتخب الوطني لكرة اليد في أول تأسيس لفريق أولمبي لفتيات اليمن، مشيرة إلى أنها كانت اللاعبة الوحيدة في المنتخب الوطني من إب. وظهرت الثوابي في أول مشاركة دولية مع المنتخب اليمني عام 2010، في المهرجان الدولي لفئة الشباب في إيطاليا، وعما أنجزنه في ذلك المهرجان كفريق وطني قالت: «رغم الإعداد الضعيف والصعوبات وقلة خبرتنا الدولية كلاعبات، لكننا قدمنا مستوى طيبا وتمكنّا من الفوز على منتخب فرنسا في مفاجئة أذهلت الجميع». وحققت الفتاة مع منتخب اليمن للشباب، المركز الرابع مرتين في بطولة التحدي الآسيوية في نيبال وباكستان.
وعن انتقالها الى البحرين قالت: «وصلني طلب للاحتراف في أحد الأندية البحرينية، إلّا أن ظروف الحرب في اليمن وإغلاق المنافذ البرية والجوية، تسببت في تأجيل السفر والتعاقد، وبعدها وصلتني دعوة من الاتحاد البحريني للعب في المنتخب، وتمكنت من السفر في مارس/ آذار 2016 الجاري، وحصلت على ثقة وإشادة مدرب المنتخب البحريني، والآن أنتظر الجنسية البحرينية». ولفتت إلى أنها ستبذل قصارى جهدها من أجل تمثيل اليمن بأفضل صورة، من خلال لعبها بقميص المنتخب البحريني، قائلة: «مثل ما لليمن نجوم محترفون في كرة القدم كأيمن الهاجري وعلاء الصاصي وفؤاد العميسي وغيرهم، أصبح لليمن الآن أول فتاة ستشرف بلادها، مثل إخوانها المحترفين». وختمت حديثها بالقول: «شعوري كوني أول يمنية تحترف خارج بلدها يتعدى حدود الوصف، أنا مثلت اليمن، ثم انتقلت لتمثيل منتخب عربي آخر، أتمنى أن أوفّق، وسأضل أفخر بكوني يمنية لأعكس صورة أن اليمنيات مبدعات وقادرات وينتظرن فرصهن للنجاح».