دنس عشرات المستوطنين، أمس، ساحات المسجد الأقصى المبارك، في اليوم الثاني من أيام عيد «الفصح اليهودي»،بعد اقتحامه من بوابات عدة تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال «الإسرائيلي» التي حول بوابات وساحات الأقصى إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث يُخضع كل من يشتبه بأنه عربي للتفتيش والمراقبة تحسباً من تنفيذ هجمات ضد المستوطنين، فيما اعتقل 15 فلسطينياً من الضفة الغربية والقدس المحتلتين بينهم نائب في التشريعي يدعى أحمد عطوان، في وقت اقتحم مئات المستوطنين، المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس، للاحتفال بالعيد اليهودي.
وحرصت قوات الاحتلال على إدخال عدد كبير من المستوطنين على شكل مجموعات صغيرة من عدة بوابات للمسجد الأقصى وباحاته، بذريعة تأدية الطقوس التلمودية في الأقصى وسط إقامة حفلات الرقص والغناء، والدعوة لإقامة «الهيكل المزعوم».
وتشكل هذه الاقتحامات من قبل الجماعات اليهودية للأقصى، ضرباً بالحائط لكل التحذيرات الفلسطينية المطالبة بوقف سلسلة الانتهاكات والاعتداءات على الأماكن المقدسة في مقدمتها اعتداءات المستوطنين على قدسية المسجد، ما يؤشر إلى أن حكومة الاحتلال معنية بتوتير الأجواء وشحنها باتجاه تصعيد المواجهات والاشتباكات، حيث أشار مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، إلى أن شرطة الاحتلال تنتهج سياسة القبضة الحديدية ومحاولة فرضها لتبرير جرائم مس قدسية المسجد الأقصى، موضحاً أنه بعث برسالة لوزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني أطلعه فيها على اقتحامات المستوطنين للأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال المدججة بالسلاح بصورة غير مسبوقة، وفي المقابل منع المسلمين من الشبان والنساء منذ يوم أمس الأول الدخول إليه، إضافة إلى تشديد إجراءاتها على أبواب المسجد في محاولة لتفريغه من المسلمين للسماح بإدخال المتطرفين إليه بحرية وإعطائهم حرية الحركة لإقامة صلواتهم التلمودية.
واعتبر مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، اقتحام ساحات المسجد الأقصى بهذه الأعداد كان متوقعاً خصوصاً بعد حملة الاعتقالات والإبعادات وفرض القيود والدعوات لاقتحام الأقصى.
وحاول حراس المسجد التصدي لهذه الاقتحامات إلا أن تواجد قوات الاحتلال المدججة بالسلاح منعتهم من أداء مهامهم في حماية الأقصى لكنهم نجحوا في منع سائح أجنبي حاول تصوير لعبة لخنزير أمام قبة الصخرة (تظهر في خلفية الصورة)، مشيداً بوقوف الحراس في خط الدفاع الأول عن عقيدة المسلمين.
ويأتي ذلك، في وقت تتواصل فيه التحضيرات الفلسطينية لإحياء يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 من الشهر الجاري من خلال إعلان قرابة 7000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال عن إضرابهم المفتوح عن الطعام ما يجعل الأراضي الفلسطينية تمر في حالة توتر شديدة ويضعها على صفيح ساخن، حيث أعلنت القوى الوطنية والمؤسسات والفعاليات الشعبية وهيئة الأسرى ونادي الأسير ولجنة الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والشخصيات الوطنية وممثلي المؤسسات الحقوقية والإنسانية في رام الله عن برنامج واسع لفعاليات جماهيرية تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام بالتزامن مع إحياء يوم الأسير الفلسطيني.
وأعلن أسرى حركة «فتح» في سجون الاحتلال في بيان رسمي عن قرارهم خوض معركة الحرية والكرامة حفاظاً على كرامة الأسرى من أجل حقوقهم الإنسانية البسيطة مطالبين الشعب بمساندتهم والتضامن والمساندة للإضراب التاريخي الذي ستقوده الحركة الأسيرة.
المستوطنون يقيمون حفلات راقصة في الحرم القدسي
(الخليج )