الرئيسية > اخبار وتقارير > ثورة 11 فبراير مستمرة في اقتلاع النظام الفئوي

ثورة 11 فبراير مستمرة في اقتلاع النظام الفئوي

أن تتخلص من الخوف وتقف أعزل أمام الدبابات وقوات النظام فهذه هي الثورة، فتتبدد بنظر الشعب قوة القهر التي استخدمها نظام المخلوع علي عبدالله صالح لإدامة تسلطه وفساده، وتغدو كل وسائل القوة عديمة الجدوى.

تلك كانت سمات شباب ثورة 11 فبراير 2011 في اليمن، والتي يتساءل عدد من شبابها: هل كانت ثورة حقاً ولماذا نحتفي بها في الوقت الذي لم يبق منها سوى أحاديث الخيام والمسيرات المليونية التي شهدتها المدن اليمنية؟. في هذا الاستطلاع تستكشف «البيان» آراء عدد من المحللين والناشطين ممن كانوا على صلة بأحداث الثورة.

ويقول المحلل السياسي عبدالعزيز المجيدي بأن 11 فبراير في سياقها الشعبي كانت ثورة بكل ما للكلمة من معنى، فللمرة الأولى يأتي الفعل من قاع المجتمع بفعل تراكم المشاكل وفساد منظومة الحكم والنخبة السياسية بصورة عامة.

ويضيف: «صحيح أنها تراكم لوعي ونضال سياسي طويل ساهمت فيها نخب مختلفة المشارب لكنها في لحظتها كانت فعلاً شعبياً ذاتياً، فبينما كانت النخبة السياسية وقوى المعارضة منهمكة في متاهة الحوارات التي لا تفضي إلى شئ مع النظام كانت موجة الربيع العربي تجتاح اليمن ليظهر الفعل الشعبي البطل الأوحد لثورة تريد تغييراً جذرياً شاملاً».

ويبين المجيدي أن الخيارات الشعبية كانت تفتقد للخبرات التي تحول هذا الغضب العارم إلى ثورة وكانت معظم الكيانات التي حاولت قيادة وتوجيه دفة الثورة صورة أخرى للأطر السياسية القائمة.

فاجعة الانقلاب

ثم لتأت الطلقة التي استقرت في قلب 11 فبراير بانقلاب 21 سبتمبر 2014 ليستيقظ اليمنيون على فاجعة اختطاف الدولة وتطييفها بصورة مروعة.

في مقال له وفي مايشبه نفي التهم الموجهة تجاه الأحزاب السياسية وأي دور سلبي،يقول د ياسين سعيد نعمان الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني سابقاً وسفير اليمن حاليا في المملكة المتحدة، بأن «اللقاء المشترك خاض نضالاً سياسياً شاقاً ومسؤولاً في ظروف كان فيها حراس الميراث الدموي في تاريخ الصراع السياسي اليمني يتحينون الفرصة بأي شكل لتفجير الموقف مستفيدين من متغيرات كثيرة حدثت في جسم الثورة.

ثورة حقيقية

من جهته، يؤكد د.عبدالله ناشر، الممثل لأعضاء هيئة نقابة التدريس بجامعة صنعاء كمنظمة مجتمع مدني في مؤتمر الحوار، أن ثورة فبراير ليست انتفاضة بل لعلها الثورة الحقيقية بين كل الثورات المعاصرة في اليمن لأنها لم تقم بها النخبة أو أفراد مرتبطون بالجيش أو النظام بل إن من قام بها هو عامل النظافة وأستاذ الجامعة وربة البيت وكل شرائح المجتمع.

ولايزال د. ناشر يرى بأن ثورة فبراير ماضية في الطريق لتحقيق أهدافها، ورغم مرورها بظروف ومنعطفات صعبة، معللاً ذلك بأن الإنجاز الأكبر لها كان في المرحلة الأولى ولم تتوقف تلك المرحلة إلا بإزاحة رأس النظام، وقد أنجزت تلك المرحلة أعظم مكسب تحقق لليمنيين وهو مخرجات الحوار الوطني، معتبراً أن عنفوان المقاومة في المرحلة الحالية هو زفير القهر المنبثق من حناجر ثوار مرحلة السلمية. ذلك القهر الذي تحول إلى البندقية عندما سدت أمامه كل الآفاق لاستعادة الوطن المختطف من قبل التحالف الحوثي العفاشي.