تجري الأمم المتحدة تقييما جديدا للوضع الغذائي في اليمن، استعدادا لتوجيه نداء إنساني جديد في مطلع العام الجديد 2017، تطلب فيه من المانحين مساعدات لإنقاذ حياة 8 ملايين نسمة.
ورغم مأساة الوضع الراهن في بلد يقف على أبواب “مجاعة طاحنة”، إلا أنه قد لا يعلن رسميا عن وجود مجاعة، بحسب تقدير منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جامي مكجولدريك، لأن كلمة مجاعة لن يستخدمها إلا قليلون جدا، لأنها مُحركة جداً للمشاعر، ولكن هذا لا ينفي حقيقة “مؤشرات المجاعة في اليمن”.
وأوضح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، أن الكارثة الإنسانية تتفاقم في اليمن، في وقت تسببت فيه الحرب في تخريب الاقتصاد، وفي وقف توزيع الإمدادات الغذائية، ما يدفع البلاد إلى شفا المجاعة. وقال مكجولدريك، وهو أرفع مسؤول إغاثة دولي في اليمن، إن الأطفال يموتون في مختلف أنحاء هذا البلد، وان نصف عدد السكان يتضورون جوعاً.
وأضاف في تقريره، نعلم أننا في أوائل العام المقبل سنواجه مشكلات كبيرة، فالاقتصاد «مهترئ»، ونحو نصف عدد محافظات اليمن الـ22 توصف رسميا بالفعل بأنها تعاني وضعاً غذائياً طارئاً يمثل 4 درجات على مقياس مكون من 5 درجات تعني درجته الخامسة وجود مجاعة، وأن التدهور الذي شهدناه لا يعطينا إلا مؤشراً على أن الأمور ستكون أسوأ بكثير.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعاني ثمانية من كل عشرة أطفال من سوء التغذية، ويموت طفل كل 10 دقائق، وأن نحو 18،8 مليون نسمة في حاجة إلى نوع من الإغاثة الإنسانية العاجلة، وأن المنظمة الدولية تكابد لإيصال المساعدات، إما بسبب الحرب، وإما لنقص التمويل، وستتفاقم المشكلة بشكل خطير “جدا” مع وقف شحنات القمح.
ويشير تقرير المنظمة الدولية، إلى أن كبار التجار توقفوا عن استيراد القمح بسبب أزمة في المصرف المركزي، ما يمثل أحدث انتكاسة للوضع الإنساني.
وقد تفاقم الوضع في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما أمر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بنقل مقر المصرف المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن.
وكشف تقرير المؤسسة البريطانية للدراسات الإستراتيجية والانسانية، أن مأساة اليمن يتحملها العرب، وهم مشغولون بجدلية الحرب والسلام مع الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، دون مراعاة لمستقبل وطن، عاد مع المواجهات العسكرية إلى ما يشبه أوضاع القرون الوسطى، بحسب تعبير المؤسسة البريطانية، ويخشى العرب من الإعتراف بأن اليمن يقف على أبواب المجاعة.
ويرى التقرير، أن الشعب اليمني وهو يواجه مآساة إنسانية صحية وغذائية وأمنية، ودون بنية تحتية، ونقص حاد في المحروقات والكهرباء والأدوية، أصبح خارج معالات الحرب والسلم، في بلاده، وكأن عليه فقط أن يتحمل النتائج الكارثية، ودون بصيص أمل منذ بداية عملية “عاصفة الحزم” قبل عامين، في 26 مارس / آذار 2015.