ذكرت مجلة "أتلانتيك" الأميركية أنه عقب مقتل السفير الروسي في تركيا على يد شرطي تركي، استقطبت روسيا الإدانة العالمية بسبب دورها في الحصار والقصف المستمرين على مناطق المعارضة المسلحة، والتي سقطت أخيرا بيد نظام الأسد. وأشارت المجلة، إلى أن سياستي تركيا وروسيا تختلفان كليا في الصراع السوري، بحيث إن تركيا تقوم بتسليح المقاتلين المعارضين لحليف روسيا الأسد، فيما تدهورت العلاقات الروسية التركية، عقب إسقاط الأخيرة طائرة حربية روسية، قبل أن يتم إرجاع العلاقات الثنائية بينهما مؤخرا. وفي الأسبوع الماضي قامت تركيا وروسيا بالتوصل إلى اتفاقية مع النظام السوري دون أي دور للولايات المتحدة، وقامتا بإجلاء المدنيين من حلب، بالإضافة إلى اجتماع موسكو الذي ضم وزراء الخارجية والدفاع لكل من روسيا وتركيا وإيران.
البعد عن أميركا
أشارت المجلة نقلا عن الخبير في العلاقات الدولية ستفين كوك، أن الأمر المثير في الصراع السوري مؤخرا، هو بعد العلاقات التركية الأميركية، والتي انعكست في تهميش دور الأخيرة في أية محادثات حول حلب، بالإضافة إلى أنه مؤشر يدل على تحسين تركيا علاقتها بروسيا على الرغم من بعد المصالح بينهما في الساحة السورية.
وأشار كوك، إلى أن روسيا أثبتت وجودها في سورية، كما أن تركيا استقبلت نحو 80 ألف مدني من حلب على أراضيها، إلا أن التعاون الكامل بين الأتراك والروس مايزال محدودا في الوقت الراهن.
3 أهداف تركية
خلصت الصحيفة، إلى أن مسألة سقوط نظام الأسد في سورية، كانت الهدف لدى تركيا منذ عام 2011، وقد ألمح إليه إردوغان في عدة مناسبات، إلا أنه سرعان ما غير من تصريحاته وأكد أن تركيا ستسعى إلى ترسيخ العلاقات مع سورية بعد رحيل الأسد فقط، مبينة أن الهدف الثانوي لدى تركيا هو محاربة الأكراد على حدودها، ومنعهم من إقامة منطقة جغرافية مستقلة محاذية لها تهدد أمنها القومي، حيث إن الأكراد تمكنوا مسبقا من إعلان دولة كردستان الغربية، وواجهوا رفضا تركيا عارما، مشيرة إلى أن أهداف تركيا في سورية تتلخص في ثلاث نقاط هي رحيل الأسد، ومنع الأكراد السوريين من إقامة دولتهم، ومواجهة تنظيم داعش الذي يعد الأقل أهمية في هذه المصالح.