لا تزال عمليات الإجلاء مستمرة من حلب المنكوبة، حيث رجحت مصادر في المعارضة السورية أن تنتهي عمليات الإجلاء خلال الأيام القليلة القادمة.
وحول عدد الذين تم إجلاؤهم، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، عبر تويتر، الثلاثاء، إنه تم إجلاء 37500 شخص في المجمل من مدينة حلب السورية حتى الآن، وإن الهدف هو استكمال كل عمليات الإجلاء بحلول الأربعاء.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، أن عدد الأشخاص المحاصرين الذين تم إجلاؤهم من المدينة بلغ 25 ألفاً، منذ بدء عملية إخراج المدنيين والمقاتلين، الخميس.
وكان المرصد السوري أعلن في وقت سابق أن 17 حافلة على الأقل خرجت من حلب، مساء الاثنين، ووصلت إلى منطقة الراشدين بالريف الغربي للمدينة، وتحمل على متنها ما يزيد على 800 من المحاصرين.
وبذلك يكون قد ارتفع عدد المحاصرين؛ مقاتلين ومدنيين، الذين خرجوا من المدينة في الساعات الأخيرة، إلى نحو 6 آلاف شخص، وصلوا إلى الريف الغربي لحلب.
الناشط السوري أحمد بريمو الموجود في الريف الغربي لحلب، والذي يتابع عملية إجلاء المدنيين من المدينة المنكوبة، توقع، في حديث لـ "الخليج أونلاين"، إجلاء جميع المحاصرين في حلب خلال الساعات القادمة، بإشراف الأمم المتحدة والصليب الأحمر، والهلال الأحمر السوري.
وحول قرار مجلس الأمن إرسال مراقبين دوليين للوقوف على ظروف المدنيين المتبقين في حلب، لمراقبة ظروف إجلائهم، اعتبر بريمو الخطوة "إيجابية"، لكنها جاءت متأخرة، معرباً عن أمله في أن تساعد بعمليات الإجلاء، ولضمان عدم عرقلة خروجهم من أي طرف.
وكان مجلس الأمن الدولي صوَّت، مساء الاثنين، بالإجماع مؤيداً قرار نشر مراقبين، لرصد عمليات إجلاء المدنيين من مدينة حلب، عقب خروقات عدة شهدها الاتفاق الذي جرى الأربعاء الماضي.
وطالب المجلس الأمم المتحدة بتنفيذ القرار "2323"، والذي يضمن مراقبة محايدة وشاملة ومباشرة لعمليات الإجلاء من حلب.
لكن المهجرين من حلب عانوا الأمرَّين وهم يقادون خارج مدينتهم، نتيجة التجاوزات التي قامت بها حواجز النظام والمليشيات الإرهابية الإيرانية، وهو الأمر الذي أكده بريمو بالقول: "قامت الحواجز بانتهاكات كبيرة بحق المهجرين وكان أبرزها اعتقال 800 شخص، وتصفية 4 أشخاص منهم أمام ذويهم بدم بارد".
وكانت المليشيات التي يقودها الجنرال الإيراني، سيد جواد، احتجزت مدة 5 ساعات نحو 800 مدني من المحاصرين في شرق حلب، أثناء عملية الإجلاء، الجمعة، قبل أن يعيدوهم إلى الأحياء المحاصرة بعد سلب أموالهم وأمتعتهم، كما أقدموا على قتل 4 مدنيين خلال عملية الاحتجاز.
يشار إلى أن الجنرال جواد، الذي يدير أنشطته في سوريا، مرتبط بالجنرال سليماني قائد فيلق القدس.
وحول الظروف الإنسانية التي مر بها المهجرون، تحدث الناشط السوري عن وجود مئات الحالات الطبية التي كانت بحاجة إلى تدخل طبي، وقد ازدادت هذه الحالات سوءاً؛ بسبب تأخر عملية الإجلاء.
وبحسب بريمو فقد توفي 4 أشخاص، بينهم "طفلة رضيعة"، نتيجة عجز الفرق الطبية عن تقديم الخدمات اللازمة لهم.
وبدأت، الخميس الماضي، عملية إجلاء مدنيين وجرحى من مدينة حلب، بموجب اتفاق بوقف إطلاق النار تم التوصل إليه، الثلاثاء، بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، بوساطة تركية، إلا أن المعارضة أكدت أن أربعين ألفاً لا يزالون محاصَرين شرقي حلب.
ويأتي اتفاق وقف إطلاق النار في حلب بعد حصار خانق وقصف مكثف للنظام السوري وحلفائه على الأحياء شرقي حلب، دام نحو 5 أشهر، وأسفر عن مقتل وجرح المئات.