قال مدير عام قناة «بلقيس» اليمنية أحمد الزرقة، أمس، إن وثائق حصلت عليها القناة تكشف عن لوبي حوثي يدير «حكومة مصغرة» بمعزل عن حزب الرئيس المخلوع علي صالح، في وقت تصاعدت فيه حدة الخلافات بين الحوثيين أنفسهم بسبب الفساد.
وأوضح الزرقة حسب ما نقل موقع «يمن مونيتور» أن الوثائق تتحدث في جزئية كبيرة منها عن طبيعة علاقة جماعة الحوثي المسلحة مع جناح صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام، وكيف ينظر الحوثيون له كجهة تابعة وغير جديرة بالثقة أو التعاون سواء في الملف الأمني أو السياسي والدبلوماسي.
وأشار إلى أن «هذه الوثائق تكشف بوضوح طريقة تعامل مليشيات الحوثي في إدارتها للانقلاب ومؤسسات الدولة، ووجود حكومة مصغرة لتسيير الأعمال تتبع زعيم الجماعة مباشرة، لها صلاحيات واسعة تعمل بمعزل كبير عن المؤتمر جناح صالح، وتستفيد من كافة إمكانات الدولة ومؤسساتها».
والوثائق المسربة تكشف عن طريقة تعامل المليشيات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين والاتصالات السياسية والدبلوماسية وملف الاختطافات والمختطفين الأجانب، والصفقات التي تمت في هذا المجال. وتوضح الوثائق الأجندة التي لدى الحوثيين فيما يخص منظمات المجتمع المدني وأدواتها في الخارج، وكيف تدير الصراع عبر شبكة من الشخصيات المحلية والأجنبية واستفادتها من الخبرات والكوادر التابعة لحزب الله وإيران.
وتظهر الوثائق «شبكة واسعة من الشخصيات الجنوبية والفعاليات التي تم ترتيبها في المحافظات الجنوبية لمناهضة مشروع الدولة الاتحادية وتهديد السلم الأهلي وحملات تشويه للحكومة الشرعية، وغيرها من الوثائق التي تمثل أول حالة غوص داخل عقل المليشيات وعبر الوثائق الخاصة الصادرة عن المجلس السياسي».
وكانت قناة «بلقيس»، تحدثت، أول من امس، عن تورط العديد من السياسيين والناشطين في مساندة انقلاب الحوثي على السلطة في اليمن.
ونشرت الفضائية وثائق حصرية عن ما أمسته «تورط عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية والحقوقية في خدمة أجندة المليشيات الحوثية في محافل عدة إقليمية ودولية»، فيما كانوا يدّعون «الحياد».
وكشفت الوثائق السرية عن نصائح روسية للحوثيين بهدف ما قيل عنه إحراج التحالف العربي أمام العالم، من قبيل إعلان مبادرة للسلام من طرف واحد.
من جهة أخرى شن قيادي حوثي بارز هجوماً لاذعاً على جماعته وزعيمها، متوعداً قائد الميليشيات عبدالملك الحوثي بأنه سوف يكون أول من يخرج للمطالبة برحيله.
وفاجأ القيادي والأكاديمي بجامعة صنعاء الدكتور عبدالسلام الكبسي، رفاقه الحوثيين والأوساط السياسية اليمنية عموماً، بتحول وجهته من دائرة المديح والثناء على الميليشيات إلى مربع الهجوم والتعنيف.وكتب الكبسي بياناً على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قال فيه: «مثقف كبير مثلي، على مستوى العالم العربي، سيكون أول من يقول لعبدالملك الحوثي ارحل».
وتابع في بيان آخر: «سأكتب للأجيال القادمة بألا ينخدعوا بالشعارات، وأن يكونوا مع الصادقين، وما أظن جماعة أنصار الله بصادقين، إذ حدثونا وكذبوا ووعدونا فأخلفوا، وكنا منهم وكانوا منا فبغوا علينا، إذ وضعوا العلماء ورفعوا الجهلاء، واستعملونا حتى تمكنوا، لكن الله غالب على أمره».
أما القيادي الحوثي البارز محمد المقالح والذي كان يشغل عضوية ما تسمى «اللجنة الثورية العليا»، فقد واصل استفزازاته لجماعته رغم التهديدات التي قال إنه تلقاها مؤخراً من عبدالكريم الحوثي (عم زعيم المتمردين) على خلفية فضحه لممارسات فساد، وكشفه عن أن عبدالكريم الحوثي هو الحاكم الفعلي في صنعاء.
وفي أحدث توصيفاته للحالة التي وصلت إليها السلطة الانقلابية الحوثية كتب المقالح قائلاً: «السلطة الخفية لا يعلم بها ولا يذهب إليها سوى الانتهازي والوصولي واللصوص والبلاطجة، ولا تتوقع من الشريف أن يذهب إليها للبحث عن وظيفة أو مكانة، لأنه أعز وأكبر من أن يتحول إلى متسول كما يعمل الانتهازي، ولذلك فكثير ممن ترونهم على الواجهة وتتمنون عدم وجودهم عليها ليسوا سوى متسولي الوظيفة والمنافقين والمداحين لكل صاحب سلطة أو جاه».
نصائح إيرانية
أظهرت الوثائق المسربة التي حصلت عليها قناة «بلقيس» الفضائية قيام رئيس دائرة العلاقات الخارجية بما يسمى «المجلس السياسي» للحوثي حسين العزي بإجراء عدة لقاءات مع السفير الإيراني، وتلقيه مجموعة من النصائح الإيرانية بخصوص التعامل مع عدد من القضايا، واستعداد الخارجية الإيرانية للتحرك كوسيط للحوثيين على المستويين الإقليمي والدولي.