تتجه أنظار أبناء الأمة الإسلامية خلال اليومين القادمين إلى مكة المكرمة وتحديدا إلى بيت الأمة الإسلامي، قصر الصفا لترقب ما سيسفر عنه اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي من توصيات وقرارات لمواجهة صفاقة الحوثيين وتهديدهم لقبلة العالم الإسلامي في ظل التدخلات الإيرانية البغيضة بعد إطلاق الحوثيين لصاروخ بالستي على مكة المكرمة.
وتتحول مكة المكرمة باحتضانها الاجتماع الطارئ إلى مصدر القرار الإسلامي حيث يشهد طريق جدة مكة المكرمة السريع والطريق المؤدي إلى قصر الصفا مواكب رسمية تتقدمها وحدات أمنية.. ووزراء ودبلوماسيون يدلفون إلى قصر الصفا الشهير بمكة المكرمة.
وعلى بعد أمتار قليلة من الحرم المكي ومن داخل قاعة الاجتماعات التي تطل على مطاف المسجد الحرام والكعبة المشرفة يتجسد ملمح مضيئ من ملامح الوحدة الاسلامية وفي أجواء روحانية مفعمة بالإيمان تفيض بالتآلف والأخوة بين الوزراء المشاركين في الاجتماع تخيم عليه سحابة استشعار الظروف الحالكة والمتغيرات المخيفة التي تتعرض لها الأمة.
ويعتبر حي أجياد الحي المكي الشهير الذي سكنه ملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز وكان مقرا لأكثر من جهة حكومية مالية وصحية وأمنية وقضائية بحكم اتساع مساحته وانسيابية موقعه.
وعرف قصر الصفا بمكة المكرمة والذي بني على أنقاض جبل قبيس المطل على الحرم المكي بأنه بيت الصلح والشورى الإسلامي حيث شهد عدة اجتماعات تاريخية لملوك وأمراء ورؤساء الدول الإسلامية.
ومنذ البدء كانت مكة المكرمة حاضنة لاجتماعات إسلامية وإقليمية دولية تهدف إلى جمع الفرقاء ومناقشة هموم وآلام الأمة ولعل من أهمها دعوة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1926 إلى عقد مؤتمر إسلامي عالمي في مكة المكرمة، للبحث في شؤون المسلمين، واحتضان مكة المكرمة لمؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي والدورة الثالثة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي بمكة المكرمة في ديسمبر 2005، والمؤتمر العالمي للحوار الاسلامي الذي عقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله كما شهد قصر الصفا في محرم 1428هـ اجتماع الفصائل الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل كما شهد القصر توقيع معاهدة الصلح التي وقعت بين أطراف القيادات العراقية في أكتوبر 2006م.
وفي مدينة استثنائية بزحام بشري على مدار الساعة حيث قوافل المعتمرين من الداخل والخارج وفي مشهد ربما لا يتكرر في أي مدينة عالمية في بقعة ضيقة يدير أبناء أم القرى المواكب الرسمية باحترافية ملفته وهم يخترقون الكتل البشرية حول الحرم وداخله خدمة لوصول ضيوف الدولة إلى الحرم المكي لأداء مناسك العمرة ومن ثم المشاركة في الاجتماع الطارئ.
ويشير العميد متقاعد محمد البنيان " قائد شرطة الحرم المكي سابقاً "أن السعوديين من رجال الأمن العاملين بمكة المكرمة اكتسبوا مهارات فائقة في إدارة المواكب الرسمية وتسهيل وصولها من خلال فتح الطرق وإغلاق الأخرى وصولاً إلى مركزية الحرم المكي فيما ساعدت الطرق الدائرية والأنفاق في تسهيل مهمة رجال الأمن وأضاف: تتحول مكة عادة في مثل هذه الاجتماعات إلى وجهة عالمية ومحلية لرؤساء وفود الدول المشاركة في الاجتماع بينهم كبار المسؤولين من مدنين وعسكريين.
ومن بين أحياء العاصمة المقدسة يظل حي أجياد منذ القدم مقر القيادة السعودية في المواسم الدينية نظراً لقربه من الحرم المكي ولوجود عدد من المقار الحكومية فيه.
وتلف القصر من داخل بيت الله العتيق دعوات صائمين ومصلين ومخبتين بأن يصلح الله أحوال الأمة ويجمع أبنائها على الوحدة والتآخي لمواجهة التحديات التي تسعى إلى مزيد من الفتن والثورات داخل البلدان الإسلامية.