انطلقت أمس شرارة (ثورة الجياع) اليمنية ضد الانقلابيين الحوثيين وحزب صالح في جامعة صنعاء، الجامعة الحكومية الأكبر في اليمن بعد أن أثقل الوضع المعيشي كاهل الكادر التعليمي في الجامعة إثر انقطاع مرتباتهم بسبب الوضع الاقتصادي المنهار في البلاد.
وقال مصدر أكاديمي في جامعة صنعاء فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية لـ(القدس العربي) ان «ما حدث في جامعة صنعاء بين أساتذة الجامعة ورئيسها المعيّن من قبل الحوثيين من مواجهات حادة وانشطة احتجاجية تمهيدية للإضراب عن العمل، يعد انفجارا ثوريا بكل ما تحمله الكلمة من معنى».
وأرجع أسباب توصيفه لما حدث في جامعة صنعاء بالانفجار الثوري إلى أنها تتصف بـ (ثورة الجياع) وأنه «رغم القمع الحوثي إلا أن الأساتذة الجامعيين من مختلف الاتجاهات خاطروا بحياتهم من أجل لقمة العيش بعد أن شعروا أن الجوع يجتاح حياتهم وأن الموت والحياة أصبحا سيّان في نظرهم في ظل التجويع الممنهج الذي يفرضه الحوثيون على الموظفين الحكوميين، بقطع رواتبهم أو تأخيرها».
وأكدت المصادر أن جماعة الحوثي استشعرت خطورة انطلاق شرارة الثورة ضد الانقلاب الحوثي/صالح، الذي تسبب في انهيار الوضع الاقتصادي والمعيشي في اليمن فأرسلت مسلحيها أمس الأحد لاقتحام جامعة صنعاء والتي حاولت قمع الاحتجاجات التي يقودها الأساتذة والموظفون الجامعيون بقوة السلاح إثر انقطاع رواتب الكثير منهم وتأخرها عن البعض الآخر، وحرمان عدد كبير من موظفي الجامعة من حقوقهم الوظيفية والإنسانية.
وأوضحت أن المسلحين الحوثيين اعتدوا على الفعالية الاحتجاجية التي تزعمها أساتذة الجامعة والتي لا تطالب بشيء كبير غير بتسليم رواتبهم، وهو ما أثار قلق جماعة الحوثي وغضبها من هذه الفعالية غير المتوقعة في ظل السيطرة القمعية للميليشيا الحوثية في كل زوايا وأركان العاصمة صنعاء ناهيك عن جامعة صنعاء، التي أصبحت معقلا أمنيا مهما بالنسبة لها. واشارت المصادر الأكاديمية إلى أن الأساتذة الجامعيين اضطروا إلى تنظيم هذا النشاط الاحتجاجي بعد نفاد صبرهم وعدم الاستجابة لكافة مطالبهم عبر الوسائل الأخرى، خلال الفترة الماضية.
وتزامنت هذه الشرارة لثورة الجياع في اليمن مع إعلان نادي قضاة اليمن بدء برنامج احتجاجي لمنتسبي السلطة القضائية ابتداءاً من امس الأحد، حيث قال النادي في بيان له «إنه قرر البدء في الاحتجاجات بعد أن أعطى قيادة السلطة القضائية فرصاً عدة لتلافي القصور ومعالجة الاختلالات في أدائها المتعتلق بحماية القضاة من الاعتداءات والإهانات المتكررة التي تعرضوا لها خلال الفترة الماضية وشكلت مساساً بهيبة وقدسية القضاء».
وأوضح أن برنامج الاحتجاجي يبدأ بتعليق جزئي لأعمال المحاكم والنيابات في محافظتي صنعاء والحديدة خلال يومي الأحد والإثنين لمدة أسبوعين ابتداءاً من امس الأحد، كما أقر النادي التعليق الشامل لأعمال قضاة محافظتي صنعاء و الحديدة حال تخلف مجلس القضاء الأعلى عن كفالة الضمانات القانونية للقضاة مع تعليق جزئي لبقية محافظات الجمهورية ابتداء من تاريخ 26 من الشهر الحالي.
وأعلن البيان أن الرابع من الشهر المقبل سيكون موعداً للتعليق الشامل لأعمال القضاة في كافة المحافظات اليمنية، والذي جاء نتيجة الأزمة المعيشية التي يعانيها القضاة وكذا الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها عدد من القضاة من قبل نافذين يتبعون جماعة الحوثي المسلحة.
وقال مراقبون لـ(القدس العربي) ان بداية النهاية للانقلابيين الحوثيين وصالح انطلقت من ذات المكان الذي انطلقت منه شرارة الثورة الشبابية عام 2011، أي من جامعة صنعاء، وإن كانت هذه المرة يتزعمها الأساتذة الجامعيون وليس الطلبة، وهو ما قد يعطيها زخما ومدلولا أقوى في القريب العاجل.
في غضون ذلك يبدأ اليوم الاثنين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة رسمية لسلطنة عمان، وسيلتقي بسلطان عُمان قابوس بن سعيد ووزير الخارجية يوسف بن علوي، لبحث جهود التوصل إلى تسوية للأزمة اليمنية وفقا لبيان وزارة الخارجية الأمريكية.
وكان وفد جماعة الحوثي التفاوضي برئاسة المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، قد سبقه إلى مسقط، حيث وصل أسبوع، الماضي عبر طائرة عمانية، كانت مخصصة لنقل بعض جرحى حادثة القاعة الكبرى في صنعاء.
الوضع الاقتصادي في اليمن يضع الحوثيين أمام مواجهة مباشرة مع الشعب وشرارة (ثورة الجياع) تنطلق من جامعة صنعاء
(القدس العربي)