الرئيسية > اخبار وتقارير > العريفي يدعو لإنقاذ أفريقيا من التشيع والمد الإيراني

العريفي يدعو لإنقاذ أفريقيا من التشيع والمد الإيراني

دعا الشيخ والداعية السعودي، محمد العريفي، إلى تنشيط الدعوة الإسلامية في أفريقيا؛ لسد الطريق أمام نفوذ إيران وتمددها في القارة السمراء، محذّراً من تزويد طهران للشباب في أفريقيا بالسلاح بعد رفعهم لصور خميني وخامنئي.

وفي تغريدة بثها مساء الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، عبر "تويتر"، قال العريفي: "اليوم يرفعون صور الخميني، وغداً يرفعون السلاح!. يجب تنشيط الدعوة بأفريقيا، مساجد، مدارس، إغاثة، جامعات، منحات لطلابهم. تكلفة صغيرة لنتائج كبيرة".

 

 

View image on TwitterView image on Twitter

اليوم يرفعون صور الخميني
وغداً يرفعون السلاح!
.
يجب تنشيط الدعوة بإفريقيا
مساجد مدارس إغاثة جامعات منحات لطلابهم
.
تكلفة صغيرة لنتائج كبيرة

 

 

دعوة العريفي لم تأتِ من فراغ، ففي السنوات الأخيرة لم تَحُلِ الحروب السياسية والعسكرية الطاحنة التي تخوضها إيران في المنطقة العربية والشرق الأوسط دون استمرارها في حراكها المحموم لنشر التشيع في مناطق السنَّة، الذي بدأته قبل عقود؛ فهي تطلق أذرعها ورجالها وخططها من أدنى البلاد إلى أقصاها.

وتعتمد حكومة طهران في مدّ نفوذها على عوامل كثيرة؛ في مقدمتها العوز، والجهل، وتراجع الدور العربي، ومباركة الغرب، إضافة إلى حب آل بيت النبي الأطهار، وإن كانت طهران تنكر نشاطاتها في هذا المضمار جملة وتفصيلاً.

الحديث عن خطر نشر المذهب الشيعي في دول أفريقيا ليس جديداً؛ فمنذ الثورة الإيرانية عام 1979، وإعلان الخميني مشروعه لتصدير هذه الثورة، توجهت أنظار الإيرانيين إلى العديد من الدول، ومن بينها الدول الأفريقية. وعلى مدار 3 عقود خلقت طهران حواضن وجيوباً للمذهب الشيعي في غربي وشمالي أفريقيا، وهي جيوب تتفاوت في قوتها من دولة لأخرى.

ويبدو استغلال المذهب لتحقيق مصالح سياسية جلياً في المسألة الإيرانية، فهي تبدأ بتأسيس مدارس وحسينيات ومشروعات، وتنتهي بتشكيل مليشيا مسلحة تسعى للهيمنة على الدولة، كما هو الحال في لبنان والعراق واليمن.

3

- استغلال الظرف السياسي

وبعد الحراك الثوري الذي شهدته القارة الأفريقية خلال السنوات الخمس الأخيرة ضاعفت إيران من تحركاتها الرامية إلى توسيع دائرة التشيع، ونجحت في إيجاد موطئ قدم لها في كثير من البلدان، وتمكنت من تشييع عدد كبير من أبناء السُّنَّة، ممن يطلقون عليهم "المستبصرين".

البداية الفعلية للتغلغل الإيراني في أفريقيا كانت بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وذلك في إطار استراتيجية تتميز بالتنوع وأبعاد عدة؛ سياسية واقتصادية وثقافية ودينية، وتنوعت بين القوة الناعمة بواسطة الإعلام والثقافة، إلى جانب المساعدات التنموية والتمدد للمنظمات الشيعية أفريقياً، والقوة الصلبة عبر السياسة والاقتصاد، من خلال الغاز والبترول.

وفي ظل رزوح المنطقة العربية تحت مشكلاتها الداخلية، ووقوفها عاجزة في مواجهة المشروع الصهيوني، خاصة مع موقف الغرب الجائر من القضية الفلسطينية، ألهبت طهران المشاعر عندما رفعت شعار "دعم المقاومة".

وتحت مظلة "الأخوة الإسلامية، ومحبة آل البيت، ومقاومة ظلم الشيطان الأكبر (الولايات المتحدة)"، دخلت إيران إلى القارة الأفريقية طامحة إلى توسيع دائرة توغلها؛ من خلال اللعب على مشاعر الشعوب الأفريقية المسلمة، وتعلقها بالرسول صلى الله عليه وسلم وأهل بيته.

كما استغلت طهران التصوّف وشيوخ الطرق لبلوغ أهدافها في استغلال الثروات، وتعظيم النفوذ، وتكثير الأصوات المدافعة عن نظامها وسياساتها في المنظمات والمحافل الدولية، وأنفقت في سبيل هذا مليارات الدولارات.

- توغل في الخفاء

وتنتشر الجمعيات والمنتديات المدعومة إيرانياً في العديد من البلدان الأفريقية، وهي جمعيات متعددة ومتنوعة، ومهتمة بنشر الفكر الشيعي، هذا بالإضافة إلى المدارس والمراكز والمساجد أو الحسينيات التي تخدم نشر أنماط السلوك والفكر الشيعي.

1

ويقول المتابعون لهذا النشاط السياسي المتدثر بالشعار الديني إن أكثر من 7 ملايين مسلم تشيعوا منذ ثورة إيران، وتشير تقارير إعلامية إلى أن المسلمين في جزر القمر أخذوا في التحول إلى المذهب الشيعي.

وأطلقت هذه المنظمة مليشيات عسكرية معروفة باسم "حزب الله النيجيري"، إحدى أذرع طهران في غرب القارة الأفريقية، وفي العام 2014 دخلت هذه المليشيا في مواجهة مع الجيش النيجيري، سقط فيها عشرات القتلى من الجانبين.

ورصدت الجزائر مطلع العام الجاري انتشار ظاهرة التشيع في البلاد، بشكل أثار قلق فئات جزائرية سياسية واجتماعية واسعة، وهو ما دفع نشطاء لتدشين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لطرد المستشار الثقافي لسفير إيران في الجزائر، أمير موسوي؛ رداً على ما رصده بعضهم من محاولاته الحثيثة لنشر التشيع.

وقبل الجزائر، أعلنت المخابرات الصومالية إلقاءها القبض على شخصيات إيرانية وصومالية تنشر المذهب الشيعي في البلاد. وفي نيجيريا تعمل ما تسمى بالمنظمة الإسلامية، وهي معروفة بأنشطتها في نشر التشيع منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي.

وتحت عناوين الإغاثة الإنسانية والتبادل الثقافي ظهرت أنشطة لنشر التشيع في كل من مصر وتونس والمغرب وموريتانيا، وأغلقت السودان قبل أكثر من عام المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم؛ بعد المعلومات التي تؤكد استغلالها لهذه المراكز لنشر التشيع في السودان.

- انتشار ملحوظ

وللتصوف دور في هذا الزحف، فإيران الشيعية تعرف قوة الاتجاه الصوفي ومدى انتشاره في بلدان القارة الأفريقية، ومن ثم تسعى إلى نشر أفكارها من خلال هذا الغطاء في عدد من البلدان، كالسودان ومصر والمغرب.

وقال زعيم شيعة الكوت، ديفوار، لجريدة "كل الأخبار" العراقية، إن التشيع في بلاده يجري بخطط منتظمة، ووفق دراسة زمنية تجري متابعتها من قبل إيران، حسب تعبيره، وإن الخطط الموضوعة تقتضي بأن يكون المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي في بلاده بعد 10 سنوات.

وفي السياق، أعلن زعيم الشيعة في السنغال، محمد علي حيدري، أن أتباع المذهب الشيعي في ازدياد بأفريقيا، وبخاصة السنغال، وإن مؤسسة "المزدهر" التي أُسست في العام 2000 تتحرّك في مجالات التربية والتعليم، وبناء المدارس، وإقامة المناسبات، وطبع الكتب، وإنتاج وبث البرامج في الإذاعة والتلفاز.

2

وكشف شيعة السودان عن وجوههم منذ 2009، عندما أقاموا لأول مرة، وبصفة علنية، عيد ميلاد المهدي في ضاحية جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم، وقالت بعض المصادر إن عددهم يتجاوز 700 ألف من أتباع الإمامية الاثني عشرية.

وبدأ المد الشيعي بالزحف على دول أفريقية أخرى؛ مثل غينيا بيساو، وزامبيا، ولوزوتو، وسيشال، وسوازيلاند، والرأس الأخضر، وغينيا، التي شهدت تأسيس مجمع شباب أهل البيت، وقال أحد رجال الدين فيها، وهو محمد دار الحكمة، إن التوجه نحو الانسلاخ عن مذهب أهل السنة والجماعة، واعتماد المذهب الشيعي، في تنامٍ مطَّرد بدول غرب أفريقيا.

أما إريتريا فقد أضحى ربع مسلميها تقريباً من أتباع المذهب الشيعي، متخذين لهم تجمعات سكانية كبيرة في العاصمة أسمرا، ومصوع، وعصب، وبعض المدن الأخرى. وأما في إثيوبيا فإن حركة تشييع السنة في أوجها، وخاصة في إقليم نغلي بورنا، والعاصمة أديس أبابا.

ويدفع هذا النشاط الحثيث لطهران إلى تعزيز الانقسام السياسي والمذهبي في البلدان الأفريقية، ويخلق حالة من التفتت المجتمعي انتهت باقتتال أهلي في عدد من البلدان.

ولا يمكن الحديث فقط عن ظاهرة التشييع دون استشراف واضح لمآلاته في المستقبل، ومواجهته ببرامج تقف خلفها وتدعمها حكومات، أما عن المستقبل القريب، فهناك العديد من الشواهد التي تشير إلى أن لدى إيران مشروعاً توسعياً يرفع شعار الدين، وينفق ثروات البلاد لتوسيع مجاله الحيوي، لا سيما في أفريقيا الخصبة بشرياً واقتصادياً، والتي بدأت تتحول إلى لقمة سائغة لنظام طهران، الذي يهدف إلى نشر الفتن المذهبية والسلاح لتغذية الصراعات.