إذا كنتَ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي فلا بد وأنك لاحظت حملات التضامن الكبيرة التي قام بها موقع "فيسبوك"، على سبيل المثال، ضد الهجمات الإرهابية التي حدثت في عدة مناطق بالغرب، مثل فرنسا وبلجيكا وأميركا.
لكن في الوقت نفسه، ربما تكون أحد المتضررين من عمل إرهابي أو كارثة طبيعية في مكان آخر بالعالم، من دون أن يتيح الموقع خاصية تسجيل سلامتك ولا أن يسمح للآخرين بالتضامن معك كما في مناطق أخرى.
وكثيراً ما يثار هذا النقاش بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يُظهرون استياءهم من ازدواجية المعايير المتبعة في "فيسبوك"، فالاهتمام بالاعتداءات الإرهابية والضحايا يتم على أساس موقعهم من خارطة العالم وليس على قاعدة المساواة في الإنسانية، بحسب ما يراه كثيرون.
هذه المفارقة حدثت مرات عديدة منذ أن أتاح "فيسبوك" خاصية تغيير الصورة الشخصية تضامناً مع حدث معين، وكذلك تسجيل السلامة لمستخدميه الموجودين في المناطق المتأثرة، وهنا قائمة بأبرز تلك الحالات:
هاييتي
في أحدث الكوارث الطبيعية التي تصيب كوكبنا، تسبب إعصار ماثيو في مقتل قرابة 900 شخص وتشريد أكثر من 600 ألف شخص في هاييتي، خلال الأيام الأخيرة. ورغم ضخامة أعداد الضحايا والخسائر المادية، إلا أن مستخدمي "فيسبوك" انتقدوا عدم السماح لهم بإبداء التضامن مع هؤلاء، على غرار ما حدث في اعتداء نيس بفرنسا أخيراً، رغم أن عدد الضحايا كان أقل بكثير وقتها.
تركيا
تعرضت عدة مناطق في تركيا لاعتداءات تفجيرية خلال الفترة الماضية، سواء قبل أو بعد محاولة الانقلاب التي باءت بالفشل، وأقصى ما سمح به هو تسجيل سلامة الأشخاص في المنطقة.
وأحد تلك الاعتداءات حدث في إسطنبول، بمارس/آذار الماضي، قبل أسبوع تقريباً من اعتداء بروكسل، وكان حجم الاختلاف في التفاعل مع الحدثين متبايناً بشكل أثار انتقادات حادة.
نيجيريا
تعاني نيجيريا من العنف جراء التعامل مع جماعة "بوكو حرام"، بالإضافة إلى الجوع الذي يهدد الكثيرين، لكن ذلك لم يستدع اهتمام "فيسبوك" بإبداء التضامن، أو التحقق من السلامة بعد أعمال العنف.
حلب
بالاقتراب أكثر من عالمنا العربي، وفي مدينة حلب السورية التي تتعرض لقصف يومي وقتل مئات المدنيين بالإضافة إلى تدمير المنازل وحرمان المحاصرين حتى من المأوى، لم يُظهر "فيسبوك" أية التفاتة إلى الوضع هناك.
اليمن
رغم ما تتعرض له مناطق عديدة في اليمن من عنف وقتل للمدنيين وتشريدهم، إلا أن معاناة هؤلاء تبقى أيضاً خارج اهتمام "فيسبوك"، الذي لا يبدو أنه معنيّ بالتضامن معهم.